أهل غزة باقون فيها

كتب يعقوب يوسف العمر, في “القبس” :
أهل غزة باقون في غزة ولن يغادروها بأي ظرف من الظروف، لن يغادروها كما تم خداع أجدادهم من قبل وغادروا فلسطين كاملةً في 1947، حيث رحَّلوهم عن ديارهم واراضيهم، والغرب وعدهم ان يعودوا الى ديارهم ومنازلهم في وقت قريب، وذلك بعد تسوية قضيتهم، وظل ذلك الوقت القريب حيث اصبح ابديا الى يومنا هذا، وان هذه الخدعة الجديدة القديمة يراد بها التوسع والاستيلاء على ما تبقى من بقية الاراضي الفلسطينية وحتى الاراضي العربية الاخرى لها الدور في خططهم التوسعية، وهذا الامر موثق لديهم وامريكا هي التي تنفذ سياستهم التوسعية. لقد كان ترامب اثناء حكمه السابق وافق على ضم مرتفعات الجولان الى اسرائيل ونقل السفارة الامريكية الى القدس الشريف وفي هذه الايام وفي بداية حكمه الجديد طلب من مصر والاردن ان يستقبلا سكان غزة بعد ترحيلهم عن ارضهم، وبالتالي ستتحول غزة الى مستعمرات صهيونية وموقع سياحي عالمي.
ان ترحيل الغزاويين تم رفضه جملة وتفصيلاً حيث رفضه الرئيس عبدالفتاح السيسي وكذلك رفضه الملك عبدالله بن الحسين وان الاستحواذ الثاني للصهاينة والذي سوف يطلبونه من الحكومة الامريكية هو الاستيلاء على الضفة الغربية وان المستوطنين الآن يمهدون لذلك حيث إن اعتداءاتهم المتواصلة ليل ونهار هي تمهيد لوضع يدهم على الضفة الغربية.
ان الغزاويين قالوها للعالم اجمع بان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، عندما عادوا من الجنوب الى الشمال هم واطفالهم برحلة سير شاقة للغاية وذلك سيراً على الاقدام بطرق وعرة محفرة لا يحملون معهم لا ماء ولا زاد، بل يحملون اولادهم الصغار، لقد استمرت رحلتهم ساعات طويلة لا يحملون اي شيء غير اطفالهم وهم يعلمون جيداً بان منازلهم قد سويت بالارض وشوارعها قد تحولت الى صحراء لا ماء ولا حياة حيث ان كل العوائل يعيشون بالعراء بلا خيام ولا غطاء لقد فضلوا هذا الوضع على ان يغادروا غزة.
ان امريكا واروبا عندما وجدوا ان مصر والاردن قد رفضا ترحيل اهل غزة اليهما فكروا بطريقة اخرى بديلة قد ترغم اهل غزة على الرحيل واعتقدوا بان تلك الخطة سوف يجبر اهل غزة على ذلك، والخطة كالاتي يسمح لجميع الغزاويين بالمغادرة ولكن في حال اذا غادر الغزاوي لا يسمح له بالعودة مرة ثانية الى غزة، والامر الاخر والذي يعتقدون ممكن ان تجبر الغزاويين على المغادرة وهي عندما وصل أهل غزة الى الشمال لم يجدوا ما تم الاتفاق عليه لا اكل ولا شرب ولا خيام تحميهم من المطر والبرد القارس معتقدين الامريكان ان هذا التصرف يُجبرهم على المغادرة ونسوا ان اهل غرة ذو بأس شديد لقد تحملوا وضعاً معيشياً صعباً للغاية وذلك على مدى 15 شهراً لقد صبروا حتى جاءهم الفرج من الله، لقد قالوها ويقولونها كذا مرة «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».