شؤون لبنانية

جعجع: الخلاص من الداخل لا من الخارج

شدّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع على أن خلاص لبنان لا يأتي من الشرق ولا من الغرب، ولا من أميركا أو فرنسا أو دول الخليج، رغم صداقتها، بل من الداخل، من الناس أنفسهم. وقال إن الخلاص يبدأ من كل مواطن، من تحمّله مسؤوليته، من صوته، ومن اختياره الصحيح في الانتخابات. فالمطلوب ليس أن يحبّ شخصًا أو يكره آخر، بل أن يصوّت لمن تقتضي المصلحة العامة أن يُصوّت له. وأوضح أن ما من سلطة وصلت إلى الحكم في لبنان منذ 30 عامًا إلا عبر صناديق الاقتراع، وبالتالي فإن التغيير ممكن إذا أحسن الناس الاختيار.

وأضاف أن لا أحد يجب أن ينتظر الخارج ليُحدث التغيير، فالفرصة الوحيدة الحقيقية أمام اللبنانيين تبدأ من صندوق الاقتراع، ومن مسؤولية كل فرد. وقال: “إن لم تصوّتوا كما يجب، سنبقى في هذا الوضع. وإن صوّتّم بشكل صحيح، سيكون هناك مستقبل جيد وأولادكم سيعودون من الاغتراب”. واعتبر أن خلاص البلد لا يحتاج إلى معجزة، بل إلى وعي شعبي، وتنظيم، وتحمل مسؤولية.

وتوجّه إلى المخاتير قائلاً إنهم خط التماس الأول بين المواطن والدولة، وإن دورهم يتخطّى المعاملات الإدارية، إلى مسؤولية وطنية كاملة. ورفض فكرة أن يبقى المختار “مستقلًا” إذا كان الاستقلال يعني عدم اتخاذ موقف. ودعا المخاتير إلى الوقوف دائمًا مع مصلحة الناس كما يفهمونها هم، لا أن يكونوا محايدين في غير محل الحياد. وقال: “لا أريد منكم أن تكونوا بيلاطسيين. واجبكم أن تسعوا إلى تحصيل مصلحة الناس بقدر ما تستطيعون”. واعتبر أن تصرّف المختار ينعكس على صورة الدولة كلها، تمامًا كما أن تصرف رئيس المركز في “القوات” ينعكس على صورة الحزب في نظر الناس.

وأكد جعجع أن من الخطأ أن يعلّق اللبنانيون آمالهم على ما يجري في الخارج، بدل أن يبدأوا مما يمكنهم فعله في الداخل. وأشار إلى أن كل مشكلات اللبنانيين، من الكهرباء إلى الهجرة وبيع الأراضي، تعود إلى غياب الدولة، لكن الدولة لا تأتي إلا عبر الانتخابات. ورأى أن النظام الديمقراطي في العالم لا يقوم إلا على الأحزاب، وأن لبنان لا يمكن أن ينهض إلا من خلال وعي حزبي حقيقي يخرج الناس من منطق الزعامة والأعيان، نحو تنظيم سياسي وطني يضع المصلحة العامة قبل كل شيء.

وقال إن “القوات اللبنانية” تخوض الانتخابات البلدية والنيابية لا لحصد المراكز فقط، بل لخدمة الناس وتحقيق الفرق. وسأل الحضور: “هل دعمنا في أي بلدة رئيس بلدية لا يستحق؟ هل دعمنا شخصًا غير قادر على تحمّل المسؤولية؟”. وأكد أن الحزب يختار الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة لأن هدفه بناء دولة، لا جمع مكاسب.

وأضاف أن “القوات” ناضلت لخمسين عامًا، وصمدت، ولم تساوم، وتمسكت بحقها من دون أن تعتدي على أحد، ولذلك وصلت إلى ما وصلت إليه. وقال إن ما تحقق لم يكن نتيجة ميزان قوى عسكري، بل نتيجة التمسك بالحق. وأكّد أن كثيرًا من الأمور تحققت، وبقيت أمور أخرى يجب تحقيقها، لكن الأكيد أن “ما بصح إلا الصحيح”.

وختم بالدعوة إلى عدم الاستكانة أو التراجع، لأن العمل كثير، والاتكال على الله وعلى القوات وعلى كل واحد منّا، كما قال.

المصدر: وكالة الانباء المركزية

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى