أبرزرأي

ميقاتي المستاء: البلد ينهار ويتفننون في ممارسة لعبة التعطيل.

حسين زلغوط

خاص: رأي سياسي

يبدو ان الازمة في لبنان بكل متفرعاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وصلت الى مرحلة غير مسبوقة ، وهي بدأت تنذر بعواقب غير محسوبة النتائج ، في ظل التجاذب السياسي المتفلت من اية ضوابط ، والذي يؤشر الى عقم المساعي الخارجية في فتح كوة في جدار الازمة، ووصلت الامور الى حد القول ان الزيارة الثالثة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان ربما تكون صورة منقحة عن سابقاتها بحيث تبقى الازمة في الدائرة المغلقة من دون احراز اي تقدم.

وما يبعث على الخوف هو استحضار البعض لمفردات في خطابهم السياسي شبيهة بتلك التي استخدمت في ابّان المرحلة التي سبقت الحرب الاهلية، وان كان البعض يقلل من اهميتها ويعتبر ان الخوف من عودة التقاتل الداخلي مبالغ فيه كثيرا.

وفي هذا السياق يقول احد الوزراء في دردشة مع موقع “رأي سياسي” :ان الازمة تتفاقم يوميا على شتى الصعد وبتنا كأناس يركبون طائرة ،وهذه الطائرة من دون طيار تذهب بنا في كل الاتجاهات وفي حال لم يتم السيطرة عليها وقيادتها بالشكل الصحيح فانها حتما ستسقط وتودي بحياة الجميع.

ويضيف: ان الازمات كثيرة ومتشعبة في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بكل ما يمكن للصمود وقت اضافي علّ الايام المقبلة تحمل تباشير خير من خلال التنقيب عن النفط والغاز الذي بات بصيص الامل الوحيد في النفق المظلم.

ويقول هذا الوزير انه لم ير يوما منذ ان تشكلت الحكومة الحالية يدخل الرئيس نجيب ميقاتي الى جلسة مجلس الوزراء الاخيرة وهو على هذه الحالة من الامتعاض و”القرف”، ويكشف ان رئيس الحكومة الذي كان قد حضر الى البرلمان لحضور الجلسة التشريعية وتم تطير نصابها من قبل نواب هم انفسهم يطالبون بالمصادقة على بعض البنود التي كانت مدرجة على جدول الاعمال ، خاطب الوزراء في بداية الجلسة قائلا: انه وعلى الرغم من وصول لبنان الى حافة الانهيار الكامل فهناك من يزال يقاطع جلسات مجلس الوزراء، ويحضر متى يشاء جلسات مجلس النواب، ويقاطعها متى شاء غير آبه بما نحن فيه ، علما بأنه في ازمات مماثلة في دول عادة كانت هذه الدول تلجأ الى تكثيف العمل الحكومي والتشريعي بغية مواكبة هذه الازمات والعمل على وضع الحلول لها وغالبا ما كانت تنجح في ذلك، الا عندنا بدل من ان نعمل ليلا نهارا في سبيل مواجهة الازمات نلجأ الى تعطيل عمل المؤسسات ونبدع في سياسة النكد والنكايات ورمي كرة المسؤولية في ملعب الاخرين، ان هذا الوضع لا يجوز ان يستمر لأن خطره سيطال الجميع من دون استثناء.

وبعد ان شرح الرئيس ميقاتي اهمية البدء بعمليات التنقيب عن الغاز والنفط، كشف لهم بانه سيزور يوم غد الثلاثاء منصة التنقيب في الجنوب للاطلاع عن قرب على ما يجري والتأكيد على الاهمية التي يعطيها لبنان لهذا الامر لتمكينه من البدء بالخروج من الازمة، وتردد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ربما يكون مع الرئيس ميقاتي في هذه الزيارة.

وعندما سئل الوزير عما اذا كان من الممكن ان يصل الرئيس ميقاتي الى الاعتكاف عن تصريف الاعمال ، سارع الى نفي ذلك وقال ان رئيس الحكومة لم يتحدث عن ذلك لا من قريب ولا من بعيد ، وان ما قاله يأتي من باب التحذير ودق ناقص الخطر، وهو ذهب في تحذيراته الى حد القول ان لبنان يقترب من ان يصبح بلد “الكاش” وهذا يعني انه من الممكن ان يوصف لبنان في وقت ما بأنه بات بؤرة لتبييض الاموال وبالتالي يسهل فرض العقوبات عليه.

وفي الشأن الرئاسي يقول الوزير نفسه انه معقد اكثر من اي وقت مضى، وان مهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان باتت اصعب مما كانت عليه ، خصوصا وان رسالة الاسئلة التي بعث بها الى لبنان اطلقت عليها النار من جهات مختلفة من دون اي مبرر ، خصوصا وان مضمون الاسئلة ليس جديدا ، في الوقت التي لم تتغير فيه المواقف السياسية من مواصفات الرئيس العتيد قيد انملة ، لا بل ان بعض التطورات التي حصلت بعد الزيارة الثانية للموفد الفرنسي باتت اكثر تشدداً.

وفي اعتقاده ان ما هو أهم من مساعي لودريان الان، هو الحوار المفتوح بين “حزب الله” والنائب جبران باسيل والذي يسجل تقدما مقبولا في سبيل التفاهم على النقاط المطروحة والتي قد تصل في حال بقيت على هذا النحو من الايجابية الى حلحلة على الخط الرئاسي، متوقعا ان تبدأ نتائج هذا الحوار بالظهور في الايام القليلة المقبلة وربما يكون ذلك قبل عودة لودريان الى بيروت.

وحول ما اذا كان هناك من خوف على انفلات الوضع الامني خصوصا بعد الذي شاهدناه في الكحالة يؤكد الوزير ان هذه المشكلة تتم معالجتها بحكمة، وانه لن يكون لها اية ذيول ، خصوصا وان كثر من بلدة الكحالة اكدوا ان لا مشكلة لديهم مع المقاومة وسلاحها، وان المواقف التي اطلقت للتحريض لم تعط اي مفعول وهي كانت من باب المزايدات والحملات التي تشن على المقاومة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى