حسين زلغوط – خاص: رأي سياسي
ينتظر ان يشهد لبنان والمنطقة بدءاً من هذا الأسبوع حركة لافتة من الجهود الدولية الآيلة لمنع اي تصعيد على الارض بين اسرائيل ولبنان، فوزير خارجية الولايات المتحدة انتوني بلينكن يستعد لزيارة المنطقة ، كما تزورها ايضا وزيرة خارجية المانيا في جولة تشمل لبنان يوم غد الثلاثاء، على أن يصل الى بيروت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا ، بعد ان كانت بيروت شهدت جولة من المحادثات قام بها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل على المسؤولين اللبنانيين.
وفي الوقت الذي شدد فيه بوريل، امام كل من التقاهم في بيروت على ضرورة تجنب التصعيد في الشرق الأوسط، وتجنب جر لبنان الى حرب لأن هذا آخر ما يحتاجه البلد اليوم، وتأكيده على ضرورة العمل لفتح القنوات الدبلوماسية لأن الحرب ليست الحل الوحيد، فإن الموقف اللبناني الرسمي كان موحداً من عين التينة ، الى السراي، وصولاً الى حارة حريك حيث سمع الموفد الأوروبي من رئيسي المجلس والحكومة ، وحزب الله” تأكيد بالتزام لبنان تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، على أن التطبيق الكامل لهذا القرار يستوجب أولا وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها إسرائيل، لا بل إنّ الحزب ابدى رغبة بالإنفتاح على اي نقاش فور وقف إطلاق النار في غزة وعلى الحدود مع لبنان، نافياً بذلك ما يشاع من أنه يرفض التفاوض في القرار 1701.
والزيارة المهمة أيضا التي بدأت دوائر عين التينة والسراي التحضير لها هي الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي اموس هوكستين ، والتي يقال انها ستحصل فور وصول السفيرة الاميركية الجديدة الى لبنان وتسلم مهمتها،حيث يفترض أن يحمل الوسيط الأميركي الى المسؤولين في لبنان حصيلة ما سمعه من المسؤولين الاسرائيلين خلال زيارته قبل ايام الى تل أبيب، وذلك تزامنا مع وصول رسائل اميركية ايجابية نوعا ما الى بيروت، مفادها بان الولايات المتحدة باتت تفهم جيدا كيفية التعاطي مع واقع الحال اللبنانية، وهي مقتنعة بأن الحرب الكبرى ستؤدي الى كارثة ليس على المنطقة فحسب وهي لا ترغب في توسيع رقعة الحرب وقد صبّت خطوتها بسحب البوارج كبادرة ايجابية لتؤكد من خلالها انها فعلا لا تريد للصراع ان يتوسع، وبالتأكيد فان كل ذلك ليس حباً بلبنان بقدر ما هو امتلاك الادارة الاميركية معطيات جدية وحقيقية بأن توسعة رقعة الحرب لا يخدم اسرائيل، كما انه يضر بالمصالح الاميركية، ويهدد قواعدها العسكرية في المنطقة لا سيما في سوريا والعراق.
ووفق مصادر متابعة في لبنان ان رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو بات يشكل عبئا على ادارة بايدن الذي يتحضر لخوض غمار الانتخابات لولاية رئاسية ثانية ، وأن العلاقة بين الرجلين وصلت الى مستوى عال من التوتر على عكس ما بدت عليه مع بداية الحرب على غزة ، حيث قدم بايدن لنتنياهو كل اشكال الدعم العسكري والسياسي والمالي،وهو اي الرئيس الأميركي بدأ يفكر جديا في كيفية التخلص من نتنياهو الذي يحاول اشراك أميركا بكل ما يملك من وسائل في الحرب، سعيا لتحقيق هدف واحد وهو الحفاظ على حضوره السياسي، وأن هذا التوجه الأميركي بدأت معالمه تظهر من خلال تحريك جبهة مواجهة داخلية هدفها العمل على اسقاط حكومة نتنياهو من خلال المطالبة بالاستقالة واجراء انتخابات مبكرة تطيح في نهاية الأمر بنتنياهو التي انخفضت نسبة المؤيدين له الى ما دون الثلاثين في المئة.
وفي تقدير المصادر ان نتنياهو لن يكون في قدرته العمل على ثلاثة جبهات هي: جبهة غزة، وجبهة الشمال، والجبهة الداخلية التي ينتظر ان تتفاقم كثيرا مع قابل الايام من قبل الرافضين لسياسته، مدعومين بعوائل الأسرى الذين باتوا على قناعة تامة بأن نتنياهو لم يعد همه تحرير الاسرى بقدر ما يتركز اهتمامه على تحصين وضعه السياسي الذي أصبح آيلاً للسقوط في أية لحظة، مشددة على ان بلينكن سيحمل الحكومة الاسرائيلية تحذيرات جدية بهذا الشأن.