درجات حرارة مرتفعة في العراق… وتحذير أممي من مخاطر على العمال
تصدرت محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق،امس جدول مدن العالم «الأشد حرارة على كوكب الارض» خلال الساعات الـ24 الماضية والتي تجاوزت فيها درجة الحرارة 51 درجة مئوية، وسط تحذيرات أممية من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا المستوى، على العمّال.
ونشرت محطة «بلاسيرفيل» في كاليفورنيا الأمريكية، جدولاً من 15 منطقة ومدينة عالمية سجلت أعلى درجات الحرارة في العالم خلال آخر 24 ساعة.
وبين الجدول أن منطقة «مطار البصرة الدولي» في البصرة سجلت درجة حرارة عالية بواقع 51.1 درجة مئوية، تليها بالمرتبة الثانية مدينة ديزفول في إيران وبواقع 50.5 درجة مئوية، فيما جاءت بالمرتبة الثالثة منطقة «بصرة ـ الحسين» في البصرة أيضاً، وبواقع 50.4 درجة مئوية، ومن ثم منطقة العبدلي في الكويت رابعاً وبواقع 50.1 درجة مئوية، وجاءت مدينة الناصرية في العراق خامساً بدرجة حرارة بلغت 50 درجة مئوية.
وتقول منظمة العمل الدولية إن هناك حاجة لإجراءات فعالة لضمان «ظروف ملائمة توفر السلامة والصحة المهنية للعمال أثناء العمل تحت درجات حرارة عالية» في العراق.
وسلّطت المنسقة القطرية لمنظمة العمل الدولية في العراق، مها قطّاع، في بيان صحافي، الضوء على ضرورة اتخاذ اجراءات مناسبة للتخفيف من بعض المخاطر التي يتعرض لها العمال بسبب ارتفاع درجات الحرارة في العراق.
وقالت إن «مع ارتفاع درجات الحرارة في العراق إلى 50 درجة مئوية في الأسابيع الأخيرة، تدعو منظمة العمل الدولية في العراق شركائها الثلاثة ـ الحكومة ومنظمات أصحاب العمل والعمال ـ إلى ضمان اتخاذ الإجراءات المناسبة للتخفيف من بعض المخاطر المرتبطة بالعمل تحت درجات حرارة شديدة والتأكد من توفير الحماية المناسبة للعمال في مكان عملهم».
تؤدي الحرارة الشديدة إلى زيادة المخاوف فيما يتعلق بظروف السلامة والصحة المهنية للعمال، وخاصة أولئك الذين يعملون في البناء والزراعة – وهو قطاع يعتبر بالفعل أحد أكثر القطاعات خطورة في العالم.
ووفقًا لمسح القوى العاملة الأخير، يعمل واحد من كل أربعة عمال في العراق إما في البناء أو الزراعة.
وأصدرت منظمة العمل الدولية تقريراً في عام 2019 ذكر بأن «ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن تغير المناخ سيجعل ظاهرة الإجهاد الحراري أكثر شيوعًا» مضيفا أن «مستويات الحرارة المرتفعة الناجمة عن تغير المناخ تهدد التقدم نحو العمل اللائق مما يؤدي إلى تدهور ظروف العمل وتقويض أمن وصحة ورفاهية العمال».
ووفقاً للبيان فإنه قد تم مؤخراً منح العمال في بعض أنحاء البلاد إجازة بسبب الحر. ومع ذلك، بالنسبة للعمال الذين لا يستطيعون تحمل التغيب عن يوم عمل، مثل أولئك الذين يعملون في أعمال غير رسمية أو مؤقتة أو موسمية أو يومية، يجب اتخاذ تدابير لضمان حمايتهم.
وعلى المستوى العملي، «يمكن أن يشمل ذلك ضمان تزويد العمال بالملابس المناسبة، والوصول إلى مياه الشرب والمناطق المظللة؛ ويتم تشجيعهم على العمل خلال الساعات الباردة مع أوقات الراحة المناسبة».
ويشمل أيضًا ضمان إنفاذ التشريعات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنيتين من خلال عمليات تفتيش العمل ـ لا سيما في القطاعات التي تواجه معظم المخاطر، على حدّ البيان.