أبرزشؤون لبنانية

تعايش دولي مع فراغ رئاسي طويل… والكتل المسيحية تتخبّط

كتبت صحيفة ” اللواء “: عشية الجلسة الخامسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غداً، في اطار «الجلسات الاسبوعية المفتوحة» التي كشف النقاب عن اعتمادها، منعاً للتهم بالتسويف والتأخير، بدا المشهد ضاغطاً على الوضع العام، بين «عجز الكتل النيابية» حتى عن الاتفاق على اي شيء يتصل بهذا الاستحقاق، وانشغال المجتمعين العربي والدولي بتحولات جارية من اوكرانيا الى الشرق الأوسط مروراً بأوروبا، وعودة اليمين الى الامساك بمقررات الامور في غير بلد حيوي، في هذا العالم.

ولئن كان اللقاء بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على هامش قمة المناخ في مصر، والرئيس ميقاتي، تطرق الى ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي، مع تأكيد ماكرون على اجراء الانتخابات الرئاسية لانتظام عمل المؤسسات، فإن الكتل النيابية المسيحية، ما تزال تبحث في جنس الملائكة وتقدم الذرائع تلو الذرائع، لتبرير عجزها امام جمهورها ومنتخبيها، في ظل عدم اكتراث كافٍ من الكتل الاخرى.

وفي حين كان الرئيس السابق ميشال عون، يحاول ايهام مؤيديه بأنه حقق انجازاً في الايام العشرة الاخيرة من ولايته لجهة الترسيم البحري، ماضياً في الحملة على ما يسميه «المنظومة الحاكمة» وعلى حاكم مصرف لبنان، والرئيس ميقاتي، مشيراً الى «البقاء في المعركة، لكننا سنخوضها من خارج الرئاسة»، على حدّ تعبيره، أبلغ النائب جبران باسيل السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو ان «صلاحيات الحكومة الحالية لا تتعدى تصريف الاعمال، وأي محاولة لتوسيع هذه الصلاحيات تشكل مخالفة للدستور، واطالة متعمدة للفراغ في رئاسة الجمهورية».

وفي الاطار عينه، كشفت اوساط تكتل لبنان القوي، ان النقاش الذي ساد اجتماع التكتل بالامس، بالنسبة للموقف الذي سيعتمده بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم غد الخميس، خلص إلى الاستمرار باعتماد خيار الورقة البيضاء، بالرغم من جنوح العديد من اعضاء التكتل لتسمية مرشح من صفوفه، لانه لا يجوز التشديد على انتخاب رئيس للجمهورية مع اعتماد خيار الورقة البيضاء من تكتل بحجم تكتل لبنان القوي، نيابيا وسياسيا وشعبيا.

واشارت الاوساط الى ان اعتماد التكتل خيار التصويت بورقة بيضاء، اتخذ بعدما تسربت معلومات خلال اليومين عن تخليه عن هذا الخيار، واتجاهه لتسمية مرشح رئاسي محتمل، يعود لثلاثة اسباب، اولها، تجنب رئيس التكتل تسمية اي من اعضائه اومن التيار الوطني الحر، للرئاسة، كي لا يصبح منافسا جديا له، بعدما ظهر اكثر من منافس له وزنه وتاثيره، مثل رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان أو النائب الآن عون، ووجود رغبة حقيقة لدى كل منهما للترشح، ورفضهما تبني ترشيح أي شخصية من خارج التكتل أو التيار، وثاني الاسباب، بقاء التكتل ضمن تحالفه مع حزب الله، وفي اتجاه واحد، وعدم قطع اواصر هذا التحالف باستحقاق مهم على هذا المستوى، باعتبار ان انفراد التكتل بالتصويت لاي مرشح، سيؤدي الى اضعاف مواقف وتاثير التحالف الثنائي بمواجهة الخصوم.

اما السبب الثالث باعتقاد الاوساط المذكورة هو انتظار مزيد من الوقت ريثما تنكشف أوراق كل مرشحي الرئاسة وحظوظ كل منهم، مع ابقاء الامل بترشح رئيس التكتل النائب باسيل، قائما، في ضوء استمرار محاولات اقناع حزب الله بدعم هذا الترشح، في حال لم يحالف الحظ ترشح سليمان فرنجية للرئاسة، وتبدلت الظروف، وزالت العوائق والمحاذير المحلية والخارجية، التي تعيق ترشيح باسيل للرئاسة.

وسط ذلك، قالت مصادر سياسية أن لبنان يذهب الى شغور رئاسي طويل كما توحي مواقف الاطراف المحلية والتطورات الدولية الساخنة التي تنعكس عدم استقرار في الشرق الاوسط، في ظل احتدام صراع الجبارين الاميركي والروسي على ارض اوروبا والخلافات المستمرة بين اميركا والغرب وايران، وبين الاخيرة والسعودية وبعض دول الخليج، وعلى هذا ستكون جلسة مجلس النواب لإنتخاب رئيس للجمهورية غداً الخميس بلا نتيجة ما لم تحصل تطورات جدية تتمثل بطرح تكتلات نيابية مرشحاً رئاسياً جديداً، ما يعيد خلط الاوراق وتغيير الاصطفافات بحيث تتجمع كتل عديدة للتصويت لمرشح قد ينال 50 صوتاً واكثر. بينما اكد تكتل لبنان القوي استمراره بوضع الورقة البيضاء وكذلك مصادر كتلة الرئيس نبيه بري وكتحصيل حاصل كتلة حزب الله، فيما اكدت مصادر كتلة القوات اللبنانية وكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي تمسكها حتى اللحظة على الاقل بترشيح النائب ميشال معوض.

وفي كل الاحوال، ما زالت بعض الكتل تنتظر التوافق، وهي بدأت تقتنع بإجراء الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، ما قد يشجعه على عادة طرح الفكرة.

في المواقف الرئاسية، رأى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية «مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، وهو قادر على محاورة الجميع بكل حرية وشفافية، وقال : «فرنجية ليس مرشح «حزب الله»، بل هو مرشح لبناني يؤيده «حزب الله»، معتبرا ان للنائب ميشال معوض «مواقفه السياسية الواضحة وفريقه رشحه».

وقال النائب المستقل الدكتور اسامة سعد: أنه مستمر بترشيح الدكتور عصام خليفة لرئاسة الجمهورية في حال بقي الأخير راغبا بذلك. مشيراً إلى أن الحوار يجب أن يجري في المؤسسات الدستورية، اي في مجلس النواب.

واعلن تكتل لبنان القوي بعد اجتماعه امس، ان «التكتل انه يقوم بكل ما يلزم لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للمعايير الميثاقية، واذا كان البحث عن اسم المرشح الأفضل لهذه المرحلة يتطلّب حواراً وتواصلاً ونقاشاً جدياً بين الكتل، فإن التكتل غير مستعد ان يشارك في اي محاولة لإضاعة الوقت خدمة لحسابات اي طرف لأهداف شعبوية».

وقال: التكتل ان التصويت بالورقة البيضاء كان هدفه ولا يزال افساح المجال امام التوافق وليس تكريس العجز، كما ان التكتل ليس من هواة الدخول في بازار حرق الأسماء، وبالتالي فإن الكتل النيابية مدعوة لملاقاتنا في منتصف الطريق والاجابة على ورقة الأولويّات الرئاسية التي حملناها اليها وتحديد اسماء المرشحين الذين يمكن يجسّدوا بشخصهم وسلوكهم وتاريخهم ما ننتظره ممّن نريدهم ان يتبّوأوا المركز الأوّل في الدولة.

وفي سياق التباين والتخبط، أعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان أن قائد الجيش العماد جوزاف عون يملك المقومات التي تؤهله ليكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية.

وأوضح عدوان، أن «صيغة الحوار التي نقبل بها، هي في حال انعقاد جلسات انتخاب مفتوحة وخروج ممثلين عن الكتل للتشاور في صالات المجلس».

ولفت عدوان الى «أننا والحزب التقدمي الاشتراكي «سنمضي بخيار النائب ميشال معوّض». وشدد على أن رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط، «لم يفتح باب التفاوض على أسماء أخرى»، مشيراً إلى أنه «على المعارضة تحمّل مسؤوليتها».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى