رأي

كلام المفتي حسم الإقبال على التصويت

كتب صلاح سلام في “اللواء”:

حالة التردد والضياع التي سادت الشارع السنّي إثر إعلان رئيس تيار المستقبل تعليق النشاط السياسي والإنتخابي، بدأت تتبدد شيئاً فشيئاً مع ظهور هذا العدد الكبير من اللوائح في بيروت وطرابلس من جهة، ومع توسع حملات التوعية لمخاطر الإنكفاء عن التصويت على التمثيل السنّي، وما قد يُسببه من خلل في توازنات المعادلة الوطنية من جهة ثانية.
وجاءت دعوة مفتي الجمهورية الحاسمة في خطبة العيد للإقبال على التصويت بكثافة، وضرورة المشاركة في هذا الإستحقاق الوطني، لتضع النقاط الإنتخابية فوق حروفها الصحيحة، دون لبس أو إبهام، وبإسلوب قَطَع الشك باليقين.
كلام مفتي الجمهورية ليس مفاجئاً، بل كان متوقعاً تأكيداً لمواقف سابقة كان قد أبلغها لزواره، فضلاً عن خطابه في مناسبة الإسراء والمعراج، وكلمته الرعوية عشية حلول شهر رمضان المبارك، وكل ذلك من موقع مسؤوليته الوطنية والروحية لأكبر الطوائف اللبنانية، والأكثر إنتشاراً على مساحة الوطن كله.
لقد أسفرت المشاورات السياسية والروحية التي أعقبت قرار سعد الحريري تعليق النشاط السياسي، عن تقييم واضح بأن مقاطعة الإنتخابات خطوة إنفعالية سيترتب عليها نتائج سلبية بعيدة المدى على المستويين السياسي والوطني للطائفة السنيّة، على النحو الذي حصل للمسيحيين في لبنان بعد مقاطعة إنتخابات عام ١٩٩٢، وكما حصل مع السنّة في العراق بسبب مقاطعتهم لأول إنتخابات نيابية بعد الغزو الأميركي.
إن تغييب الصوت السنّي في بيروت وطرابلس وبقية الدوائر الإنتخابية، يعني تجيير التمثيل النيابي، وبالتالي القرار السياسي، لأطراف طائفية وسياسية أخرى، وفي مقدمتها أحزاب وتيارات محور الممانعة، المستنفرة أصلاً لخوض المعركة الإنتخابية بوتيرة المعارك المصيرية والفاصلة في تحديد خيارات البلد الداخلية والإقليمية على مدى عقود من الزمن.
ولكن ماذا بالنسبة للمواقف المتباعدة بين دار الإفتاء وتيار المستقبل؟
هذا ما يحتاج إلى وقفة متأنية غداً.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى