بين السياسة و العائلية… لمن تصوت المنية؟!
كتب المحلل السياسي
المنية التي تحمل منذ الرابع عشر من شباط ٢٠٠٥ اسم مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كانت المدينة الاكثر وفاء و اخلاصا لتيار المستقبل، و منذ العام ٢٠٠٥ اعطت المنية معظم اصواتها للتيار الازرق الذي استحوذ على المقعد النيابي الوحيد المخصص لها، ليس هذا فحسب، فقبل اجراء الانتخابات النيابية على اساس قانون النسبية كانت اصوات ناخبي المنية بمثابة الرافعة التي تعطي مرشحي المستقبل ما لم تعطه لاحد من قبل.
و المنية التي كانت تتحكم بها التركيبة العائلية، و هي تضم حوالي ١٥٣ عائلة من اكبرها عائلات: علم الدين، زريقة، الخير، ملص، الذهيبي، محيش، الحلاق، المصري… تجاوزت العصبية العائلية منذ ٢٠٠٥، و لكن ماذا بعد ان نأى الرئيس سعد الحريري و تياره عن خوض الانتخابات النيابية المقررة في ايار ٢٠٢٢، هل تعود الى ما كانت عليه في الماضي غير البعيد، ام ان شبح التيارات و القوى السياسية سيكون حاضرا؟!
مصادر متابعة قالت في حديث لـ “رأي سياسي” ان “هناك ضبابية تطغى على المشهد الانتخابي في المنية حتى الان، خاصة لجهة ترشح ابرز الشخصيات المعتادة على دخول معترك الانتخابات، و حتى الساعة لم يطرح نفسه كمرشح سوى احمد علم الدين(ابو نعيم) و احمد علم الدين (الدوري)، علما ان عدد المرشحين لهذه الدورة قد يكون كبيرا، و قد يتنافس عدة مرشحين من العائلة الواحدة، خاصة العائلات الكبيرة”.
و ترى المصادر “ان اعلان الحريري عن عدم خوض الانتخابات سيؤدي الى ترشح عدة اشخاص من العائلة الواحدة، ففي السابق كان المستقبليون يلتزمون بمرشح التيار و يعطونه اصواتهم بغض النظر عمن يكون المرشح، و لكن نعتقد ان التيارات غائبة شكلا و حاضرة مضمونا، و ليس مستبعدا دخولها المعركة علنا كلما اقترب موعد اجراء الانتخابات”.
و تتابع المصادر:”يبدو ان الغياب العلني للمستقبل سوف يؤدي الى انقسامات لدى الحريرية السياسية لجهة تبني او دعم هذا المرشح او ذاك، و على سبيل المثال يحظى النائب عثمان علم الدين بدعم القيادي البارز في تيار المستقبل و رئيس جمعية بيروت للتنمية احمد هاشمية الذي يعمل على تأليف لائحة تضم النائبين سامي فتفت و عثمان علم الدين و كريم كبارة نجل النائب محمد كبارة، بينما يحظى احمد الخير بدعم امين عام تيار المستقبل احمد الحريري، خاصة ان نائب المنية الحالي لا يحظى برضى الحريرية المناوية. كما ان احمد الخير كان قد انسحب من المنافسة في الانتخابات الماضية بناء على وعد من الحريري بتبني ترشيحه في الانتخابات المقبلة، و هو الذي دعم عثمان علم الدين بوجه المرشحين كاظم و كمال الخير”.
و اوضحت المصادر لـ”رأي سياسي” انه “اذا لم يدعم الحريري النائب علم الدين فان الاخير قد يخوض الانتخابات على لائحة مدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي، اذ ان مرشح لائحة العزم كاظم الخير فك ارتباطه بميقاتي بعد الانتخابات و انتفاء المصلحة التي جمعتهما سويا، و عندها يكرر علم الدين ما فعله سلفه النائب المستقبلي كاظم الخير بدخول لائحة العزم بعد اختيار علم الدين على لائحة المستقبل”.
و عن المجتمع المدني في المنية اوضحت المصادر “ان وجوده كاطار جامع ليس قائما، و يبقى شكليا، و سوف يذوب مع اقتراب موعد فتح صناديق الاقتراع”.
و ختمت المصادر بالاشارة الى “ان هناك ثلاث لوائح ممكنة تحظى بالتأييد هي: لائحة احمد الحريري، لائحة ميقاتي، و لائحة ريفي_ القوات اللبنانية”.