جلسة الحكومة الأخيرة: “تهريبات” ورسوم غير شعبوية

لفتت صحيفة “نداء الوطن” الى ان جلستين لمجلس الوزراء تفصلان عن موعد الإحالة إلى تصريف الأعمال مع انتهاء ولاية مجلس النواب في 25 أيار، حيث يفترض عقد جلسة قبل موعد فتح صناديق الاقتراع، وجلسة ثانية بعد الانتخابات وقبل انتهاء ولاية المجلس. اللافت أنّ الجلسة الأخيرة مرشحة أن تكون من أكثر الجلسات غير شعبوية، حيث حرص الوزراء المعنيون على ترحيل البنود المؤلمة شعبياً إلى الجلسة الأخيرة من عمر الحكومة بعد أن تكون صناديق الاقتراع قد قالت كلمتها ولم يعد سيف الاقتراع فوق رقاب القوى السياسية.
الى ذلك فانه وفق المعنيين، فإنّ جدول أعمال الجلسة ما قبل الأخيرة يتّسم بالدسامة، إذ يتضمن 49 بنداً بينها دفتر شروط لإطلاق مزايدة تلزيم الخدمات البريدية والوثائق العائدة له، وذلك بعد سلسلة قرارات بالتمديد لشركة «ليبان بوست» لأكثر من عشرين عاماً. وقد تمّ تعديل دفتر الشروط على أساس الملاحظات التي سجّلها ديوان المحاسبة في التقرير الذي وضعه بهذا الشأن، ويُرجّح أن يطلب وزير الاتصالات جوني القرم من الحكومة السماح بإطلاق مزايدة في إدارة المناقصات والتمديد للمشغّل الحالي حتى نهاية العام، على اعتبار أنّ الوزير مقتنع أنّ الظروف المالية الحالية للدولة اللبنانية قد لا تشجّع على مشاركة أي مستثمر أجنبي في هذا القطاع، ولهذا سيترك المشغل الحالي حتى نهاية العام، على أمل تحسّن الوضع المالي.
وفق المعنيين، فإنّ دخول الحكومة مدار تصريف الأعمال لا يعفي إدارة المناقصات من إطلاق المزايدة في هذه الأثناء، إلّا أنّ التصديق عليها يحتاج إلى حكومة كاملة الصلاحيات أو إلى موافقة استثنائية في حال كانت الحكومة لا تزال مشلولة دستورياً.
إلا أنّ الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء قبل أن تدخل الحكومة مدار تصريف الأعمال، قد تكون الأكثر إشكالية وتعرّضاً لانتقادات اللبنانيين، لأنها من المرجح أن تتضمن سلسلة قرارات برفع الكثير من الرسوم، ومنها على سبيل المثال رسوم الاتصالات التي تمّ ترحيلها إلى الجلسة الأخيرة منعاً لإثارة نقمة الناس قبل فتح صناديق الاقتراع.
ويرجّح البعض أن تتضمن الجلسة تهريبات اللحظة الأخيرة من قرارات ذات مصالح فردية… فيما لا تزال التشكيلات الدبلوماسية عالقة بسبب رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري منح رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل هذا الامتياز بحصوله على حصّة «الأسد» من هذه التعيينات، فيما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرر مسايرة بري في هذا الخيار. إلا أنّ هناك من طرح سؤالاً بارزاً: هل من الممكن أن تكون هذه التشكيلات هدية ميقاتي إلى باسيل في الجلسة الأخيرة في حال أبرما اتفاقاً جديداً لإعادة تسميته رئيساً للحكومة؟