يمق في اطلاق دورة تدريبية لتأسيس فرق التدخل: لاستثناء طرابلس والمدن الكبرى من المركزية الإدارية
أطلق رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، الدورة التدريبية الأولى للمتطوعين ضمن الخطوات العملانية لتأسيس فرق التدخل الأول أو المستجيب الأول في أحياء طرابلس، في غرفة عمليات لجنة إدارة الكوارث في حديقة الملك فهد في المدينة.
حضر الاحتفال رئيس لجنة إدارة الكوارث في البلدية جميل جبلاوي، مستشار رئيس البلدية الأمني العميد عبد الله مواس، المفوض العام لاتحاد كشاف لبنان المفوض العام للكشاف العربي القائد سعيد معاليقي، مدير جهاز الطوارئ والإغاثة المهندس محي الدين قرحاني، رئيس لجنة إدارة الكوارث امين العلاقات العامة في الكشاف المسلم القائد محمد العمري، عضو لجنة إدارة الكوارث في البلدية وليد الحمصي، ومهتمون.
جبلاوي
بداية، تحدث جبلاوي، وقال:”بعد الاجتماع الذي ترأسه الدكتور يمق، في مكتبه في القصر البلدي، الذي تم تخصيصه للبحث في السلامة العامة في طرابلس لاسيما مسألة الإطفاء في المدينة، وبناء على قرار المجلس البلدي بتشكيل فرق تدخل أول أو مستجيب أول في أحياء طرابلس، بهدف الوصول الى موقع اي حادث طارئ خلال دقائق حفاظا على أرواح أهالي طرابلس وسلامتهم وممتلكاتهم، على أن يكون أول فريق من المتطوعين لتأسيس مركز التدخل والمستجيب الأول في ابي سمراء، يتبع ذلك إطلاق دورات لتأسيس مراكز في مختلف أنحاء طرابلس بناء على دراسات لتغطية كامل مناطق المدينة”.
يمق
ثم تحدث يمق وشكر للمتطوعين “تصديهم لمهمة إنسانية في ظروف استثنائية صعبة”.
وقال:” تأتي فكرة إطلاق التدخل الاول والمستجيب الاول مع واقع اجتماعي صعب، وتدني معظم خدمات الدولة والارتفاع الجنوني لأسعار معظم الأساسيات الضرورية للعيش الكريم، والجميع يعلم ان طرابلس مدينة كبرى وفيها مناطق متباعدة، وتشهد يوميا أزمة سير خانقة، وحياة الناس وممتلكاتهم وسلامتهم أمانة في اعناق الجميع. لهذا اتخذ المجلس البلدي قرارا بإنشاء مراكز للتدخل والمستجيب الاول انطلاقا من ابي سمراء وصولا الى القبة ومختلف مناطق طرابلس، بالتعاون مع متطوعين كشفيين من جمعيات فاعلة وجهاز الطوارئ والاغاثة والأجهزة الطبية والصحية الاخرى، من أجل تلبية نداءات المواطنين عند الضرورة للإنقاذ والتدخل في اي أمر بإشراف رئاسة البلدية ولجنة إدارة الكوارث فيها”.
أضاف: “لسنا ضد احد في المدينة او في مدن إتحاد بلديات الفيحاء، وحتما سنكون الى جانب اي جمعية او جهة تعمل لطرابلس، والحمد لله الخير في طرابلس كثير، وعلينا العمل للاستفادة المشتركة من كل الجهود، ولا اخفي عليكم استقبلنا في البلدية وفدا من داعمي قوى الأمن، وقبله وفدا من متقاعدي قوى الأمن ضباطا ورتباء وافرادا، والفريقين ابدوا الاستعداد لمساعدة البلدية والمدينة خلال هذه الفترة الحرجة التي نمر بها لايجاد حلول ممنهجة للحد من التعديات والسرقات، والجميع يعلم اننا ضد الأمن الذاتي ومع الدولة والامن الوطني والانتظام العام، لكن للأسف في طرابلس وكل لبنان الإمكانيات غير متوفرة للأجهزة الأمنية وبالتالي، في مكان ما هناك خلل في ضبط الأمور، ولهذا نسعى لايجاد السبل المناسبة لضبط الامن وتلبية الاحتياجات الغذائية والاجتماعية والعمل للحد من الكوارث والحرائق، لا سمح الله عند وقوعها، علينا الاستعداد لذلك بكل الطرق. صحيح اننا لا نملك كل المعدات والامكانيات لكن بوجود الجهوزية البشرية تنظيميا وبدنيا نتمكن من الحد من هذه الازمات وتداعياتها”.
وتابع: “لدينا سيارتا إطفاء تقدمة المانية بمساعدة السفير الدكتور مصطفى أديب، واتخذ المجلس البلدي قرارا باعارة الاليتين لفوج إطفاء طرابلس، الذي نكن له كل محبة واخوة وليس لدينا أي شك باخلاص رجال الفوج، وحبهم للعمل، هم أبناء بلد ويعملون بجد وهمة عالية، وعندما قلنا اننا نعمل لتعزيز قدرات الفوج، صدر رد من قيادة الفوج ولم نرد على الرد، نحن لم نقل هناك تقصيرا من فوج الإطفاء، نحن أشرنا الى عدم وجود إمكانيات، وهم يقرون بذلك، المفروض على من هم يديرون الفوج في إتحاد بلديات الفيحاء تأمين المستلزمات والامكانيات للفوج، اذا فقد الدعم الفعلي للفوج بالتجهيزات والامكانيات كيف يتمكن الأشخاص من تأدية دورهم؟”.
وقال: “نؤكد ان رجال الاطفاء في الفوج ليسوا مسؤولين عن التقصير، كلامنا لم يكن يوما للاساءة، بل نيتنا وعملنا لإيجاد حلول للمدينة وأهلها. هناك تقصير وإهمال من المسؤولين في الدولة وفي رئاسة الإتحاد، ومع الأسف تعلمون ان طرابلس ومحيطها وكل الشمال محرومة ومهملة، عندما يتركون فوج الإطفاء لمصيره، اكيد لن يتمكن من تلبية نداءات الاستغاثة، وعندما يقول قائد الفوج، انه قدم العديد من الكتب يطلب فيها آليات ومساعدات ومعدات ولم يستجب احد لطلباته، فنحن هنا لا نحمل المسؤولية للعناصر قيادة وافرادا، بل لرئاسة الاتحاد والمعنيين في الدولة، وليس لدينا شك باخلاص رجال الإطفاء وتضحياتهم الجسام، ومجلس بلدية طرابلس كرم شهداء الإطفاء والجرحى خلال الأحداث، رجال الإطفاء هم أناس ضحوا بدمائهم وكانوا في كل الظروف الى جانب اهلهم في طرابلس وكل مدن الإتحاد، كل الشكر لعناصر فوج الإطفاء ولن يتمكن احد من الاصطياد بالماء العكرة”.
وأشار الى اننا “بصدد إطلاق امر مهم لطرابلس، هو عمل تطوعي من عناصر وشباب من أبناء ابي سمراء، ونسعى إلى أن يمتد العمل الى مختلف مناطق طرابلس، وكل لبنان عند نجاح الفكرة. المطلوب هنا التطوع من الجمعيات الكشفية وجهاز الطوارئ والإغاثة والجمعيات الرياضية والخيرية، وكل الجمعيات التي تملك عنصر الشباب، لا احد مستثنى من هذا العمل التطوعي الإنساني حتى لجان الأحياء في المناطق الشعبية كلهم لديهم تضحيات وكلهم مدعوون، نحن اذا اردنا ردع الفاسدين والمعتدين على أملاك الناس والسارقين، علينا العمل من خلال هيكلية منظمة في كل المناطق، وهذا يتطلب الاعداد الجيد والتأهيل للقيام بواجب إنساني وعدم تعريض المتطوعين للأذى”.
ولفت الى ان “من يسرق ليس من الفقراء، الفقير الشهم لا يسرق وهو عفيف النفس لكنه بحاجة للقمة العيش، البعض يمتهن السرقة باسم الفقر والفقراء، هولاء يجب ردعهم، والردع يمكن ان يتم من خلال هذا العمل في المناطق وتحديدا المناطق الشعبية، ومع حراسة منظمة بعيدا من صراعات تعرض الناس للأذى، ولمن يريد الاصطياد بالماء العكر هذا ليس امنا ذاتيا. نحن نعلم ان عصابات السرقة منظمة ومتدربة افضل بكثير من إمكانيات المواطنين، لهذا نعمل على الاعداد الجيد في كل منطقة”.
وتحدث عن دور شرطة البلدية وامكاناتها، قائلا:”عمل شرطة البلدية بحسب نظام الشرطة محدود، وهناك نقص في العديد والمعدات، يصوبون على شرطة البلدية ويستبعدونها في التنسيق الأمني. قبل فترة انعقد مجلس امن فرعي في السراي، لم تدع شرطة البلدية، فكيف يمكن تحميل شرطة البلدية المسؤولية اذا لم يدعو الى التنسيق والتشاور مع القيادات الامنية الفاعلة؟ هذا الامر يؤشر لأمرين، إما عدم وجود الثقة بالبلدية، والامر الثاني انهم ليسوا بحاجة للشرطة. واذا لم يكن لهم ثقة بالبلدية فهذه مصيبة، فالشرطة من أبناء طرابلس ومن يقصر منهم يحاسب. واذا لم يكن هناك حاجة للشرطة، فالمفترض ان يكون أمن طرابلس مضبوط، وللأسف امن طرابلس غير مضبوط وكل يوم هناك سرقات واعتداءات، حتى أسوار الحدائق في ابي سمراء وغيرها وأبواب المساجد واملاك الكنائس تسرق، نحن رفعنا أسوار حديدية من بعض حدائق المدينة قبل سرقتها، هذا الامر يفرض علينا العمل والاستعداد كما قلت”.
أضاف:”بإذن الله ستنجح الفكرة من ابي سمراء، وستلفت الأنظار واذا تمكنا من تقديم القليل تنظيميا وبدنيا سيلتفت الجميع في المدينة الى عملنا، والكل ينتظر عمل مشترك من البلدية وتحديدا الجمعيات الكشفية والأندية الرياضية والصليب الأحمر وجهاز الطوارئ، وعند وقوع اي حادث او كارثة طبيعية الجميع يهب للإنقاذ مع الأجهزة الطبية والجيش والقوى الأمنية، ولهذا التدريب والاستعداد للهيئات يتم قبل وقوع الحدث، وهذا الامر من إستعداد وتطوير قام به جهاز الطوارئ منذ اعوام، وعلى الجمعيات أيضا الاستعداد والتدريب سواء في المخيمات الكشفية او في دورات تدريبية تخصصية لاعداد الفرد والمجموعات”.
وقال: “المطلوب إيجاد حل لبلدية طرابلس وتحريرها باي شكل، ضمن القانون لتتمكن من تلبية متطلبات دوائرها ومصالحها وورشها، وحاجيات المواطنين، لا يمكن معاملة طرابلس كمعاملة قرية في الريف، طرابلس مدينة كبرى ومتطلباتها كثيرة، ونحن كمجلس بلدي سنقوم بواجبنا كما يجب، المطلوب قرار من الدولة وتحديدا من رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية، من اجل استثناء طرابلس والمدن الكبرى من المركزية الإدارية، عبر إيجاد طريقة ما نتمكن من خلالها العمل في ظل انهيار سعر الليرة وإرتفاع سعر الدولار، حيث تحولت اموالنا في مصرف لبنان من المليارات الى الفرنكات، لا أحد من التجار او المتعهدين مستعد بيعنا او العمل معنا لان معاملاتنا بالليرة وهم يريدونها بالدولار”.
ووجه نداء الى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، “الذي نحبه ونحترمه وهو احد أبناء طرابلس، وأيضا إلى وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي ابن طرابلس، نأمل منهما العمل لإيجاد حل استثنائي للمدينة وبلديتها، لكي تمر المرحلة الحرجة. فأي معاملة يوقفها الروتين بدءا من المراقب، نحن مع المراقبة والمحاسبة، لكن مع استثناء يمكننا من الصمود والقيام بواجباتنا، فمثلا دفاتر الشروط تسعر بالليرة اللبنانية والتجار يريدون العقد بالدولار، والسؤال من يملك الحل لهذه المشكلة؟ كيف يمكننا العمل؟”.
وختم: “المواطن يرى التقصير من رئيس البلدية ومن المجلس البلدي ومن الموظفين والعمال، نحن نقوم بواجباتنا عندما تكون الأمور مسهلة، رئيس البلدية في البلدان المتقدمة في تركيا وأوروبا هو الآمر الناهي، ولديه صلاحيات، اما في لبنان مراقب مالي يوقف اي عمل للبلدية، وعلينا كرئيس أخذ الاذن مسبقا من جهات الوصاية وغير ذلك كثير، نحن كرئيس ومجلس بلدي سنسير باي عمل او امر فيه مصلحة المدينة ومصلحة مواطنيها، ودعمنا من الله أولا ومنكم ومن كل الشرفاء وهم كثر في طرابلس”.