أخبار عاجلةشؤون لبنانية

يعقوبيان: لا جهة سياسية قادرة على توقّع موعد انتخاب رئيس الجمهورية.

مع اقتراب موعد الذكرى السنوية الأولى على إطلاق نواب تغييريين، مبادرة “لبننة الاستحقاق الرئاسي”، وعدم ترقّب الخارج، تكشف النائبة بولا يعقوبيان، عن أن المشهد الداخلي يؤشِّر بوضوح إلى أن “الجميع ينتظر قراراً خارجياً من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، والى أن الحركة الديبلوماسية الحالية لن تنتج حتى الساعة أي نتائج عملية إيجابية، فيما وعلى المستوى الأميركي، فإن واشنطن تستخدم سيف العقوبات في لبنان من أجل تحقيق مصلحة إسرائيل، كما أنها والمجتمع الدولي، تقارع إيران في لبنان، في ضوء خطاب التحدي الفرنسي أيضاً لإيران”. وإزاء هذه المعطيات، وعشية عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، تؤكد النائبة يعقوبيان، ورداً على سؤال حول الردّ على رسالة لودريان، وخطة المعارضة في هذا السياق، أنها “لا تُصنَّف من ضمن مجموعة المعارضين الذين يجتمعون مع الكتائب والقوات اللبنانية”، موضحةً أن “الجواب على رسالة لودريان، لم يخلُ من العتب، لأنه من حيث الشكل لا نوافق ولا نقبل هذه الطريقة، عبر طرح أجوبة خطية عن أسئلة معينة”.

وإذ تشير النائبة يعقوبيان، إلى أنها تتفهّم أن يطلب لودريان من السياسيين التزاماً خطياً، تعزو هذا الأمر إلى “عدم ثباتهم على مواقفهم وطروحاتهم، كونهم يبدّلون ويتراجعون عن مواقفهم، علماً أن هذا الالتزام ليس مطلوباً منا كتغييريين، وخصوصاً أننا شكرنا الموفد الفرنسي، على الدور الذي تقوم به فرنسا وهي الدولة الوحيدة التي تبرز هذا القدر من الإهتمام بالقضية اللبنانية، حيث أن ما طرحه من تساؤل سبق وأن قدّمناه في مبادرة إلى كل السفراء المعتمدين في بيروت كل الكتل النيابية، وطالبنا فيها بلبننة الاستحقاق الرئاسي، وبضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لأن البلد لم يعد يحتمل فراغاً رئاسياً مع كل الأزمات التي يواجهها، وما زلنا حتى الآن نسعى في اجتماعاتنا الى البحث في سبيل فكّ أسر رئاسة الجمهورية في ظل الأوضاع القائمة”. إلاّ أن النائبة يعقوبيان، تعرب عن أسفها لوجود “مرتزقة يخضعون لإرادة الخارج، بعدما بات القرار خارجياً، وكل زعيم في الخارج يأمر الزُعَيم في لبنان”.

وعن المناخ الممانع لمهمة لودريان، تتساءل النائبة يعقوبيان، حول ما “إذا كانت الهجمة على الدور الفرنسي تنطلق من قرار لبناني داخلي فقط، أو أنها تأتي وفق إيحاءات إقليمية وخارجية، حيث من الواضح أن هناك دولاً إقليمية وازنة غير موافقة على الدور والتوجّه الفرنسيَين، ولذلك تقوم بتحريك جماعتها في لبنان وتعمل على تنظيم حملة ضد الدور الفرنسي تحت مسمّيات عديدة، كالسيادة أو رفض أي فرض خارجي، بينما هؤلاء يهرولون يومياً باتجاه القناصل والسفراء من أجل كسب رضاهم والحصول من خلالهم على مكاسب سياسية داخلية. فهل استيقظت لديهم الكرامة اليوم؟ إن الموضوع باختصار مرتبط بالسياسة، وما نشهده هو منازلة بين الدول، وانعكاس لها على الساحة اللبنانية الداخلية”.

ومن ضمن هذا السياق، لا تعتقد النائبة يعقوبيان، أن هناك أي جهة سياسية قادرة على توقّع موعد انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، معربةً عن أسفها “لأننا لا ننتخب رئيساً للجمهورية، ولو كان الأمر كذلك، كنا انتخبناه غداً، وذلك من خلال البقاء في المجلس النيابي، حتى فوز أي شخصية مرشحة ب65 صوتاً نيابياً، ولكن ما هو حاصل هو مجرّد تعيين بتوافق خارجي، يقوم البعض هنا بتنفيذه والبَصم عليه، وهذا الواقع يجعل من الصعب توقّع موعد انتهاء الشغور الرئاسي وحصول الانتخابات، لأن المرجعية هي في تفاهم إيران والسعودية، وأميركا وإيران، لأن كل هذه الدول هي مؤثرة اليوم في القرار اللبناني، وهي لم تصل إلى اليوم لاتفاق فيما بينها لينعكس وتتم ترجمته بانتخاب رئيس في لبنان”.

وعن إمكان تحرك الشارع مجدّداً، وحول أي عنوان أو قضية؟ فإن النائبة يعقوبيان، لا تخفي أنها تتمنى حصول ذلك، وإنما لا تملك أي معلومات حوله، معتبرةً أنه “لو حصلت مواكبة شعبية لاعتصام النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا في المجلس النيابي، ولو تزامن إصرارنا على فتح المجلس النيابي مع مواكبة شعبية في الشارع، لكنا حقّقنا نتائج مختلفة، ولكن للأسف فإن الناس قد شعرت في مكان ما بالانكسار بسبب مافيا السلطة التي عملت على قدمٍ وساق، من أجل كسر إرادة العالم وتيئيسهم ودفعهم إلى مغادرة لبنان”. إلاّ أنها ترى أن “المواطنين سيعودون إلى الشارع، ولكن متى وكيف؟ فهذا هو المجهول الكبير الذي لا يدركه أي طرف، كون لا أحد يدرك طبيعة الانفجار المقبل، لجهة ما إذا كان سيشبه ثورة 17 تشرين، لأنني أتمنى أن تكون ثورة وعيٍ وتلاقٍ للبنانيين في ساحات الوطن غصباً عن إرادة الزعامات، ومن دون أن يكون الدافع نحو نزولهم إلى الشارع هو المذهب أو الطائفة أو الزعيم، فهذا حلم أتمنى أن نشهده”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى