تيريز القسيس صعب
خاص_ رأي سياسي
بعد 12 عاماً من الحرب في سوريا، فجر الوضع الاقتصادي والمعيشي التي يرزح تحته الشعب، الثورة من جديد، وسط مطالب شعبية داعية الى اسقاط النظام.
وتصدرت محافظة السويداء المشهدية الاحتجاجات، لتمتد الى درعا وبعض مناطق ريف دمشق الغربي.
وكان ملفتا ان اكثرية المحتجين هم من الغالبية الدرزية، في وقت تشهد فيه مدينة السويداء، مظاهر احتجاجية واسعة، وإضراباً شمل كل المرافق.
وقد أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، مع انهيار العملة السورية إلى تضخم كبير، فبات السوريون يعيشون تحت خط الفقر، لكن الارتفاع المفاجئ في أسعار الوقود جعل الوضع أسوأ، ليصبح الحد الأدنى للاجور يقارب ال ٢٠ دولارا.
ويرى محللون اقتصاديون ان الليرة السورية فقدت أكثر من ٨٠% من قيمتها خلال ثلاثة أشهر، وان أسعار السلع الأساسية خرجت عن نطاق السيطرة.
النطام قلق
ويلفت محللون الى ان ما يقلق النظام هو غضب العلويين وانتقال عدوى المظاهرات إلى المناطق الساحلية، خصوصا بعدما تحرك الدروز تحديدا، وتوسعت المطالبات إلى محافظة درعا التي يسيطر عليها النظام منذ العام ٢٠١٨، بموجب اتفاق قادته روسيا مع مقاتلي المعارضة. .
ويتسأل محللون عن اهداف تحرك سوريي منطقة السويداء ذات الاكثرية الدرزية في هذه الاحتجاجات، سيما وان النظام قد تعامل معهم بكل حذر وانتباه تجنبا لاي مشاكل او حساسيات معهم لدرجة ان الجيل الشاب منهم طالته إعفاءات الخدمة العسكرية.
وقد عبرت مراجع سياسية عن قلق كبير يسود الاوساط الرسمية مخافة توسع رقعة الاحتجاجات في السويداء والتي بطبيعة الحال قد تنعكس سلبا على باقي المناطق في سوريا، والتي من الممكن أن تمتد إلى باقي المناطق الساحلية، لاسيما وان تلك المناطق تتواجد فيها الاقلية العلوية، والتي حتى الساعة لم تقم باي خطوات او تحركات تعبر عن رفضها للنظام على الرغم من تردي الاوضاع الاقتصادية بشكل لافت.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد أصدر خلال الأسابيع الماضية مرسوما يقضي بزيادة الأجور بنسبة١٠٠%، كما أعلنت الحكومة السورية قرارات برفع أسعار المحروقات بنسبة تصل إلى ٢٠٠%.
ولا يخفى أن العقوبات الاقتصادية على سوريا، وما يعرف بقانون قيصر قد لعبت دوراً كبيرا في تردي الوضع الإنساني والاجتماعي.
اضافة الى ذلك فأن عوامل كثيرة عمقت الأزمة، ابرزها وضع اليد على الموارد الانتاجية الصناعية والزراعية في سوريا.
ويرى مرجع ديبلوماسي في الجامعة العربية ان الاحتجاجات الجديدة في سوريا لها طابع مختلف عن العام ٢٠١١ خصوصا وان شرارتها انطلقت من مناطق ومدن تضم أعدادا كبيرة من العلويين والدروز، وهذه المجموعات نفسها ظلت موالية للأسد إلى حد كبير خلال فترة الحرب.
ويتوقع تطورا للأمور ميدانيا خلال الأسابيع المقبلة، وذلك عبر ممارسة المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على النظام وحشره بهدف تقديم تنازلات ووعود قد تثمر من خلال اتفاقات سلام وحل شامل في سوريا.