![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2023/06/WhatsApp-Image-2023-06-25-at-11.26.52-1-780x470.jpeg)
لينا الحصري زيلع.
خاص رأي سياسي …
عرف لبنان على مدى قرون بتنوعه الفكري والثقافي والفني، مما اكسبه تميّزا خاصا عن غيره من دول المنطقة، وهذا الامر أدى الى بروز شخصيات أدبية وفنية وثقافية لبنانية اغنت العالم بأدبها وفنها ومواهبها، إضافة الى الغنى بمواقعه الاثرية الفريدة من نوعها عالميا، مما يجعله بلداً جذاباً للمثقفين والمهتمين بالآثار والتاريخ.
والمعروف ان بيروت كانت وما زالت تعتبر مركزا للحركة الثقافية العربية والأجنبية، وهي تزخر أيضا بالعديد من دور النشر، والمعارض والمسارح.
وللاطلاع على واقع الثقافة وعمل الوزارة في ظل الظروف الصعبة الذي يمر بها لبنان تحدث وزير الثقافة محمد وسام مرتضى ل”رأي سياسي” ،فقال:” كلنا نعرف بأن الازمة القائمة في لبنان انعكست سلبا على كافة القطاعات، وكانت وطأتها قاسية علينا جميعا، ولكن وبما ان المثقفين والفنانين والمبدعين تكون درجة التحسس لديهم غير عادية، فكانت الوطأة السلبية مضاعفة لديهم، من هنا نحاول كوزارة ان نتصرف على أساس إعطاء كل ما هو يمكن من دعم معنوي لكل مبدع لديه جهوزية مرتفعة لينفس ابداعا وفنا، من خلال التواصل معهم وخلق مناسبات وظروف لإظهار كل ما هو جميل لديهم، باعتبار ان الازمة الراهنة قد تشكل نعمة لتفجير طاقتهم الإبداعية رغم انها تعتبر نقمة على كل لبنانيين”.
وأشار وزير الثقافة الى اهمية المواقع الاثرية الموجودة في لبنان، معتبرا انه وعلى رغم من مساحته الصغيرة فلديه ستة مواقع هامة مدرجة على لائحة التراث العالمي، ولفت الى ان مفهوم السياحة في لبنان يعتبر غير استثماري للمقدرات الثقافية، لذلك نحاول الإضاءة على أهمية السياحة الثقافية، ومنها ما هو معني من قبل وزارة الثقافة.
وأشاد المرتضى بمشروع “درب الجبل اللبناني” الذي يسمح للسائح العربي والاجنبي خوض تجربة سياحية ثقافية مميزة بكل ما للكلمة من معنى، من خلال المشاركة بمسيرة رائعة لاكتشاف لبنان من شماله الى جنوبه وتحديدا من منطقة عندقت عكار وصولا الى منطقة مرجعيون، ضمن طريق متعرج يبلغ طوله 450 كلم، بحيث يتم الاستمتاع بجمال طبيعة لبنان وتنوعه الاجتماعي والديني، إضافة الى استكشاف غنى المطبخ اللبناني، وكرم الضيافة، مما يخلق حالة نموذجية.
واعتبر ان هذا المشروع بات يشكل سلسلة مشتركة تصب لصالح البلدات والقرى، وادى الى تعاون مشترك فيما بينهم، كما ساهم في ايجاد فرص عمل جديدة، وتثبيت أبناء المناطق في أماكن سكنهم.
وكشف مرتضى ان هناك مواقع طبيعية واثرية في منطقة عكار فائقة الاهمية والجمال، داعيا الجميع لزيارتها، مؤكدا بان المطلوب حاليا هو إعادة النظر بالسياسة المتبعة على صعيد السياحة الثقافية على رغم من الاعتراف بأهمية السياحة الكلاسيكية، معتبرا انه بالإمكان الاستفادة من السياحة الثقافية لتحريك كافة القطاعات السياحية التقليدية، من مطاعم وأماكن سهر، إضافة الى التسوق و هذا ما نسعى اليه حاليا، كالعديد من دول العالم وبالأخص ايطاليا.
واذ اعتبر ان رأسمال لبنان الأساسي هو مقدراته الثقافية ، من اثار وطبيعة بشرية وعلم وتنوع، طالب بالعمل على استمرار هذا التنوع والانتظام، من خلال قبول الاخر، لكي يصبح لبنان مقصدا للتعرف على الحياة الإنسانية ايضا.
ورأى ان دور الوزارة هو الاهتمام بكل ما يتعلق بالثقافة، وقال: “نحن شركاء بشكل اساسي مع منظمة “الاونيسكو”، لذلك نحن في حضور مستمر بكل الفاعليات التي تنظمها المنظمة ، كذلك على تواصل دائم ومستمر وعلى اتم الجهوزية، مع كل الجهات الخارجية التي تبدي رغبة بتفعيل التعاون الثقافي في لبنان”.
واعلن انه زار الأسبوع الماضي موسكو التي لديها 26 موقعا على لائحة التراث العالمي، وهي مهتمة بتطوير وتفعيل العلاقات الثقافية مع لبنان، والتي تعتبره بانه دولة مهمة على الصعيد الثقافي بكل مكوناته لا سيما الاثرية.
وشدد على استمرار الوزارة بلعب دورها بدعم كل الأنشطة الثقافية، مشيرا الى ان هناك اقبال كبير من قبل المواطنين والسياح لزيارة كل المواقع الاثرية، لا سيما قلعة بعلبك الفريدة في العالم.
وتشجيعاً لزيارتها، أعلن مرتضى ان رسوم الدخول الى كافة المواقع الاثرية للمواطنين اللبنانيين مخفضة، ومختلفة عن الرسوم الذي يدفعها الزوار العرب والأجانب بما في ذلك المتحف الوطني.
وذكّر بالقرار الذي أصدره والمتعلق بفتح أبواب عدد من المعالم الاثرية والمتحف الوطني مجانا، لمناسبة اليوم العالمي للتراث، وذلك في اطار التشجيع على زيارة هذه الأماكن والتي شهدت اقبالا كبيرا .