هل يعيش لبنان مرحلة “التثبيت الوهمي” للدولار؟مراقب إقتصادي ل”رأي سياسي”: الدولرة باقية والطلب على الليرة شبه غائب
يبدو أن الدولرة في لبنان باقية، ولم يبقَ في الإقتصاد اللبناني ما يُتداول بغير الدولار الا الضرائب المستوفاة لمالية الدولة وإن بحسب سعر الصرف المتداول به في السوق، أي ما يقارب التسعين ألف ليرة لبنانية. الدولرة باقية والخروج منها بات صعبًا وصعبًا جدًا، وهذا أفقد الليرة اللبنانية دورها وقيمتها في الإقتصاد اللبناني وأفقدت لبنان السيادة المالية والنقدية.
كل شيْء بات مدولرًا والطلب على الليرة شبه غائب في السوق. في الماضي كان اللبناني “يُخزن الدولار” أما اليوم فيحمله ليدفع ما يستحق عليه، في المدرسة أو الجامعة أو المستشفى أو في السوبر الماركت أو في محطة الوقود أو لقارورة الغاز أو للمازوت ولمولد الكهرباء ولكهرباء الدولة في حدّ ذاتها، ولمصاريف البناء الذي يسكن فيه أو المكتب وللدواء والمحال التجارية واللائحة تطول وتطول.
هل نعيش اليوم مرحلة “التثبيت الوهمي” لسعر صرف الليرة مقابل الدولار على سعر 89500، كما عشنا مرحلة التثبيت الوهمي زمن 1500 ليرة، نعم فهذا السلوك الذي يظهر علنًا على شكل «استقرار نقدي» يأتي بثمن مرتفع وبمخاطر عالية. فالحديث عن اعتماد البلد على الدولار كعملة ميهمنة على الإقتصاد، يعني بشكل أو بآخر التخلّي عن السيادة النقدية في البلد، وهو ما يُترجم من خلال القدرة على تطبيق سياسات نقدية فعّالة في الإقتصاد من قبل صانعي السياسة النقدية المحليين.