هل يعرف الحكام طريق الخلاص؟
كتب صلاح سلام في “اللواء”:
«تفاءلوا بالخير تجدوه» عبارة الرئيس رشيد كرامي الشهيرة، والتي كان يرددها كلما إعترضت حكوماته الخلافات والعقبات، كما في إشاعة بعض التفاؤل عندما تتعثر مساعي تشكيل الحكومات التي ترأسها في عهود الرؤساء فؤاد شهاب وشارل حلو وسليمان فرنجية وأمين الجميل.
أن يستعيد الرئيس نجيب ميقاتي هذه العبارة في خضم الإستشارات النيابية غير الملزمة، فهذا يعني أن طريق التأليف غير سالكة، في حين أن سلوك تعديل الحكومة المستقيلة أكثر أماناً للرئيس المكلف وفريق العهد، لا سيما رئيس الجمهورية شخصياً، الذي يبقى من مصلحته إنهاء عهده مع حكومة كاملة الصلاحيات الدستورية، عوض الإستمرار في مراوحة تصريف الأعمال.
ولكن الأجواء التي أطلقها كلام رئيس التيار الوطني إثر خروجه من الإستشارات مع الرئيس المكلف، لا توحي أن جماعة العهد على إستعداد لتسهيل الولادة الحكومية بالسرعة اللازمة، التي يحتاجها واقع البلد المتأزم، وبالتالي التجاوب مع محاولة ميقاتي تغيير عدد من الوزراء الحاليين، وبينهم وزراء للتيار البرتقالي، فضلاً عن إجراء تبادل في بعض الحقائب، وفي مقدمتها حقيبة الطاقة التي تفرد التيار بحيازتها منذ أكثر من عشرة سنوات، وأوصلت إدارة وزرائه الفاشلة البلد إلى العتمة الكاملة.
في العلن، كل الأطراف السياسية تؤكد على أهمية الإسراع في حسم الملف الحكومي لأن الأزمات المتراكمة، والتي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، تتطلب وجود سلطة
تنفيذية كاملة الصلاحيات الدستورية، وقادرة على إتخاذ القرارات اللازمة في المفاوضات المعقدة، سواء مع صندوق النقد الدولي، أم في مسألة الترسيم البحري مع العدو الإسرائيلي. إلى جانب المعالجة الفعالة لقضية الكهرباء، التي تحولت إلى وصمة عار في تاريخ هذه المنظومة السياسية الفاسدة.
ولكن في الغرف المقفلة تدور مفاوضات المساومات والصفقات والمحاصصات، على حساب مصالح البلد وهذا الشعب المغلوب على أمره، دون الأخذ بعين الإعتبار أن الإنهيارات المستمرة لم تترك مجالاً لترف المناورات الفارغة وتضييع المزيد من الفرص، للحد من الإنحدار المستمر إلى آخر قعر في جهنم.
التفاؤل بالخير يجسد الآمال بإمكانية الخروج من دوامة الأزمات الخانقة، شرط أن يسلك أهل الحكم طريق الخير والخلاص الحقيقي، ويخافون الله في تفقير وتعتير هذا الشعب المعذب.
فهل يعرف حكام هذا البلد طريق الخير، أم هم لا يهتمون إلا بدروب جهنم فقط؟