شؤون دولية

هل تمتلك بريطانيا القدرة حقا على إرسال طائرات مقاتلة لأوكرانيا؟

يقول رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بشأن إرسال طائرات مقاتلة لأوكرانيا: “لا يوجد شيء غير مطروح على الطاولة”، لكن السؤال هو: هل تمتلك بريطانيا حقا القدرة على ذلك؟

تجيب على هذا السؤال محررة الأمن والدفاع بموقع “سكاي نيوز” ديبورا هاينز، حيث تكتب أن أفضل طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني هي الجيل القادم من مقاتلات “إف-35” التي لن تقرضها بريطانيا لأوكرانيا، إلا أن المصادر تقول، وفقا لهاينز، إن الدفعة الأولى والأقدم من طائرات “تايفون” مخصصة للتدريب فقط وليست جيدة للقتال.

وقد أكد ريشي سوناك، خلال لقائه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يوم أمس أنه “لا شيء غير مطروح على الطاولة”، إلا أنه وحين يتعلق الأمر بالطائرات، تنصح هاينز رئيس الوزراء بأن “يلقي نظرة على ما يملكه على طاولته بالضبط أولا”، لتتابع أن المتاح بالتأكيد لا يشمل الطائرات السريعة في أي وقت قريب.

وتتابع المحررة بأن عقودا من التخفيضات في القوات المسلحة البريطانية تركت سلاح الجو الملكي مع عدد قليل جدا من الطائرات والطيارين والمدربين لتعليم المواهب الجديدة، فيما تحتاج القوات الجوية الأوكرانية إلى طائرات نفاثة متعددة الأدوار، طائرات يمكنها القتال في الجو، وإطلاق الصواريخ، ومهاجمة طائرات العدو، وقصف أهداف على الأرض.

ووفقا لهاينز، كان لدى سلاح الجو الملكي البريطاني النوع المناسب تماما من الطائرات المقاتلة لمثل هذه المهمة، وكان لديه ما يكفي من المخزون ليتمكن من تقديم بعضه إلى دولة صديقة محتاجة، وهي الطائرة المقاتلة Tornado GR4، إلا أنه ولسوء الحظ، خرجت هذه الطائرات من الخدمة منذ أربع سنوات لتوفير المال.

وبدلا من هذا الطراز، تم تحويل عدد من طائرات “تايفون” المصممة تقليديا لشن هجمات ضد أهداف في الهواء، لتكون قادرة على ضرب أهداف على الأرض أيضا، إلا أنها ستحتاج إلى دعم كبير وسلسلة لوجستية، ما يجعل من الصعب على الأوكرانيين صيانة الطائرة بمجرد تسلمها.

وتعتبر الشريحة الأولى والأقدم من “تايفون” طائرة تدريب جيدة، لكنها لا تستخدم كثيرا في القتال في الخطوط الأمامية.

الطائرة المقاتلة الأخرى الموجودة هي الجيل التالي من طائرات “إف-35″، الطائرة الأكثر تطورا في سلاح الجو الملكي البريطاني وفي البحرية الملكية، إلا أنه لا توجد طريقة يمكن أن يتم إلحاقها بأوكرانيا بسبب التكنولوجيا السرية للغاية والنفقات والصيانة المعقدة للغاية وسلسلة الخدمات اللوجستية.

كل ذلك، وفقا لمحررة الأمن والدفاع في “سكاي نيوز”، يجعل الحديث عن أي إمدادات من جانب بريطانيا لطائرات سريعة لأوكرانيا ليس سوى “عروض جوفاء”، قد تثير آمالا زائفة في وقت يحتاج فيه الجيش الأوكراني فقط إلى إجابات موثوقة.

من جانبه علق مصدر في سلاح الجو الملكي البريطاني بأنه “من غير المنطقي التفكير في أن المملكة المتحدة يمكنها تقديم طائرات مقاتلة لأوكرانيا”، مشيرا إلى أن طائرات “تايفون” هي “مجرد طائرات تدريب لا تصلح للقتال”. وشدد المصدر على أن “تورنادو طائرة رائعة، إلا أنه من الصعب للغاية صيانتها وتشغيلها، وستكون الآن في حالة سيئة، ولن تذهب إلى أي مكان حتى شهور”، وتابع أن أي شيء آخر سيكون “مكلفا للغاية ومعقدا، وليس لدينا أي قطع غيار”.

ما تعرضه بريطانيا هو تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات “الناتو” القياسية، لكن من المهم هنا فهم سياق الموقف على الرغم من حسن النية. فنظام التدريب على الطيران العسكري البريطاني بأكمله في حالة من الفوضى، برغم التأكيدات على عكس ذلك من قبل قائد القوات الجوية المارشال السير مايك ويجستون، رئيس سلاح الجو الملكي البريطاني، خلال شهادته أمام النواب الأسبوع الماضي.

وترى هاينز أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 8-10 سنوات حتى يمر المجند من خلال التدريب على الطيران والدخول إلى سرب في الخطوط الأمامية بدلا من ذلك الوقت المستهدف الذي يقل عن 3 سنوات.

ومع ذلك، والحديث لهاينز، لا يبدو أن أحدا ذكر هذه الحقيقة المزعجة لريشي سوناك، الذي قال لضيفه زيلينسكي بمرح إن الإطار الزمني مدته 3 سنوات لتدريب طيار مقاتل، وأكد أن بريطانيا ستبدأ في تقديم التدريب لطياري المقاتلات الأوكرانيين.

بالطبع، فإن أي طيار أوكراني قادم إلى المملكة المتحدة سيكون بالفعل من ذوي الخبرة، إلا أنها خبرة على متن طائرات من الحقبة السوفيتية الأوكرانية، في الوقت الذي تكافح فيه دورة التحويل في سلاح الجو الملكي البريطاني بسبب السعة ونقص المدربين، ولأن عددا من الأماكن الشاغرة يشغلها طيارون من قوات جوية أخرى مثل قطر.

وقد كشفت وثائق مسربة اطلعت عليها “سكاي نيوز” أغسطس الماضي عن أنه على الرغم من وجود 43 مكانا، كان من المقرر أن يمر 11 طيارا بريطانيا متدربا فقط بمرحلة التحويل للتدريب السريع على الطائرات المقاتلة من طراز “إف-35” أو “تايفون” في عام 2022، فيما قال مصدر سلاح الجو الملكي البريطاني، الذي قدم وجهة نظرهم بشأن وعد السيد سوناك بتدريب الطيارين الأوكرانيين: “إنه أمر لا يصدق. لقد أثبتنا بوضوح أننا لا نستطيع تدريب طيارينا”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى