رأي

هل تؤدي الحرب الروسية – الأوكرانية إلى حرب عالمية ثالثة؟

كتب أحمد الدواس في صحيفة السياسة.

شرحنا بشكل مفصل أسباب الغزو الروسي لأوكرانيا، ونذكرها هنا بشكل مختصر.
لقد كان الرئيس الروسي بوتين يشعر بقلق من قرب حدود الاتحاد الأوروبي من بلاده، فقد كانت حدود الاتحاد تبعد نحو 1500 كيلومتر، لكن لما انضمت الدول الشيوعية الأخرى، كبولندا ورومانيا وهنغاريا للاتحاد، أصبحت حدودها، أو بالأحرى حدود العالم الغربي قريبة جدا من الحدود الروسية، فأخذ يفكر بصد ودفع هذا الخطر الوهمي، وهي الحدود، بعيدا عن بلاده، وانزعج بشدة من قرب دول حلف الـ” ناتو”، التي ازداد عددها واقتربت من الحدود الروسية، ويريد ان يجعل أوكرانيا منطقة عازلة بين روسيا ودول الغرب.
قلنا ان روسيا كانت قد غزت واستولت على القرم، شرق أوكرانيا، أثناء الحرب مع الدولة العثمانية، لكن أوكرانيا استقلت بعد ذلك عن الاتحاد السوفياتي بعد انهياره.
وفي عام 2014 كانت عواطف الأوكرانيين منقسمة، ففي شرق البلاد تعاطفوا مع روسيا، بينما يتوقون في غرب البلاد للانضمام الى الاتحاد الأوروبي، فشن حربا على ذلك البلد الآمن ليسيطر على أراضيه، وليجعل منه منطقة عازلة بين روسيا ودول الغرب، كأنما يقول لها: اغربي واذهبي بعيدا عن حدودي، ولم يفكر بالنتائج المأسوية المترتبة على فظاعة الحرب.
وأخذت القوات الروسية تدك يوميا مناطق في شرق أوكرانيا، وبهذا ارتكب بوتين جرائم حرب، وفقا للعالم أجمع، إذ قتل الآلاف حتى اليوم، واغتصب الجنود الروس الكثير من النساء الأوكرانيات، وتشرد المسنون من الرجال والنساء، وكبار السن والأطفال، وأصبحت أوكرانيا تحتاج مليارات الدولارات لإعمارها ، ولم تنته الحرب، فما بالك إذا استمرت، كلها أضرار وخسائر هائلة، هل فقد بويتن عقله؟
أما كان الأفضل له السلام والارتباط بالاتحاد الأوروبي لتحسين الوضع الاقتصادي الروسي، ولرفاهية شعبه؟
بوتين جعل سعر النفط يرتفع، وارتفعت معه أسعارالمواد الغذائية، كالقمح، وتسبب بفرار اللاجئين الأوكرانيين الى البلدان الأوروبية المجاورة فخلق أزمة لاجئين جديدة، إضافة لتواجد اللاجئين العرب والأفارقة، لكنه، في الوقت نفسه، جعل أوروبا قوية متماسكة، وكذلك حلف الـ”ناتو”.
بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير2022، واليوم، تبدو روسيا وأوكرانيا عالقتين في حرب “خنادق”، أشبه بالحرب العالمية الأولى، حيث يتكبد الجانبان خسائر فادحة من دون تحقيق مكاسب، إقليمية أو ستراتيجية كبيرة، وقد يستمرهذا الوضع لفترة أشهر، أو لسنوات مقبلة.
وتوقع بعض المحللين السياسيين أن يؤدي عدم شعبية الحرب إلى تأليب الشعب الروسي ضد بوتين، لكن هذا قد لا يحدث، فالتاريخ الروسي حافل بالقادة الذين فرضوا خسائر فادحة على السكان ولا يُطاحوا.
توقع عسكريون أجانب عدم اندلاع حرب عالمية ثالثة لهذا الصراع، فقد تتفق أوكرانيا وروسيا على وقف لإطلاق النار، إذا كان ذلك يعني عدم قبول الهزيمة.
ولن تحدث حرب نووية، بإذن الله، لأسباب ذكرناها في مقالة سابقة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى