رأي

هل باتت استقالة الحكومة وشيكة؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

يعلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أهمية كبيرة على زيارته الى الفاتيكان، ولقائه قداسة البابا فرنسيس، نظراً إلى رمزيتها وما تنطوي عليه من أبعاد مهمة للبنان خصوصاً في هذه الظروف غير العادية لا بل الصعبة والخطيرة جداً التي يمر بها، وانطلاقاً من حرص الحبر الاعظم على لبنان وقلقه على الوضع المتدهور الذي بلغه شعبه.

وسيتكشف بعدها حجم الاتصالات الخارجية، وما أفضى اليه وما اذا كانت الامور ستنضج ام لا، وتقول مصادر موثوقة: اذا بقيت الامور معطلة من الداخل، فكل الخيارات مفتوحة بما فيها ورقة الإستقالة.

وفي مقلبٍ اخر، يُعوّل على ما سيحمله رئيس الجمهورية ميشال عون الى الدوحة العاصمة القطرية، لما تحمل هذه الزيارة من طابع مهم عبر مشاركته في افتتاح حدث رياضي، حيث من المتوقع انّ يعقد لقاءات سياسية على هامش هذه الزيارة التي تكتسب دلالة مهمّة على وقع الأزمة الديبلوماسية بين لبنان وبعض الدول الخليجية على رأسهم المملكة العربية السعودية.

وفي هذا الاطار، تكشف مصادر سياسية معارضة، انّ هناك من يريد استقالة الحكومة، بعدم تقديم التسهيلات لإعادة تعويمها وإستئناف جلسات مجلس الوزراء التي ما زالت تصطدم بشروط  “الثنائي الشيعي” (حزب الله وحركة امل).

وتلفت في حديثها الى وكالة “اخبار اليوم” انّ الحزب أخذ على عاتقه بأن يكون رأس حربة بتعطيلها ما لم يؤخذ بشروطه، خصوصاً أن الجلسات كانت عُلّقت قبل تدهور العلاقات اللبنانية – الخليجية.

فيما يرى المراقبون، أنه من دون اتخاذ قرار يُعطي المجلس النيابي صلاحية محاكمة الرؤساء والوزراء في قضية انفجار مرفا بيروت، فلا حكومة ولا جلسات، وهذا الموقف ثابت ولا يتغير لدى ثنائي امل وحزب الله. 

وبالتالي يعلم العارفون، انّ الرئيس عون لن يقدم بعد اليوم تنازلات مجانية، بما فيها رأس المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار خصوصاً بعد الانتصارات التي حققها بيطار قضائياً الواحدة تلو الاخرى مدعومة من الرئاسة الاولى.

ومعلوم ان بيطار بالنسبة الى أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله “عدو خارجي”، وبالنسبة الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو “آخر” على مستوى القيم، وبالنسبة لدار الفتوى هو “النصراني” الذي يحاول توريط أهل السُّنة بالانفجار، أما بالنسبة الى عون فهو البديل والمنافس، لا بل اكثر هو رأس حربة في معركة العهد الوجودية.

في موازاة ذلك، تدفع كل تلك الوقائع برئيس الحكومة انّ يكون يائساً، رغم استمراره في وضع مشاريع حلول للأزمة اللبنانية الصعبة. لكن صمود اللبنانيين وصل الى النهاية لحين فرض علاجات شافية – فيما تقول القواعد في كل النظم السياسية والاقتصادية إنّ الاوطان ترتّب تموضعاتها بحسب ظروفها، وليس لها الا الصمود بإنتظار الفرج الذي يتعلق ايضاً بتطورات إقليمية تستعد لمفاوضات وتسويات بدأت مؤشراتها في زيارة الاماراتيين دمشق منذ اسبوع.

(اخبار اليوم)

المصدر
اخبار اليوم

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى