هل انتهى حلم البرنامج النووي الإيراني؟!

كتب علي الفيروز في صحيفة الراي.
عندما بدأت الحرب الطاحنة ما بين إيران وإسرائيل، حبس العالم أنفاسه أمام قوة الولايات المتحدة الأميركية وقوة إسرائيل، وازداد الخوف والقلق إزاء ما يجري من استهداف المنشآت النووية الموجودة في إيران، حيث تعتبر مواقع هذه المنشآت النووية جغرافياً قريبة من دول الخليج العربي، وبالتالي تحرص الدول الأعضاء من الخليج على سلامة المنشآت النووية القريبة منها تجنباً لأي مخاطر للإشعاعات التي حتماً ستكون آثارها خطيرة جداً على البشرية وعلى تداعيات البيئة.
فبالرغم من حرص إيران على عدم استهداف منشآتها النووية وتحذيرها من أي اعتداء إسرائيلي أو أميركي على محطة بوشهر النووية في جنوب إيران لأن عواقبها قد تكون وخيمة ومن شأنها إطلاق كميات كبيرة من الإشعاعات الضارة في البيئة والتي من المؤكد ستنعكس على صحة البشر، كون منطقة بوشهر توجد بها محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران وخطورة موقعها على ساحل الخليج العربي جغرافياً.
ولا يخفى على الجميع أن روسيا هي من قامت ببناء هذا الصرح النووي وتعمل على دعمه من جميع النواحي النووية، لاسيما أن الولايات المتحدة الأميركية تعلم بذلك ولكنها لم تتردد في تنفيذ أكثر من هجوم على مواقع إيران النووية بما في ذلك فوردو وناتانز وأصفهان من خلال استهدافها بقاذفات من طراز B-2 الشبح التي أسقطت 12 قنبلة ذات العيار الثقيل الخارقة للتحصينات، وبالذات على موقع فوردو النووي حيث تدور الشكوك عليه بشكل أكبر، وبمشاركة غواصات بحرية أخرى قد أطلقت حينها 30 صاروخ كروز على موقعين آخرين وهما ناتانز وأصفهان، لاسيما أن القنبلة الضخمة الخارقة تسمى بالقنبلة الخارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل وتحتوي على 6 آلاف رطل من المتفجرات حيث صممت خصوصاً للوصول إلى أسلحة الدمار الشامل في إيران، وقد تم تدميرها بالرغم من حمايتها وتحصينها بدقة.
وفيما أفاد شهود عيان بأن هناك انفجاراً ضخماً قد وقع في محافظة بوشهر جنوب غرب إيران على الرغم من عشرات التحذيرات حيث تقع محطة لإنتاج الطاقة النووية فضلاً عن موقعين حول مدينة بوشهر تعرضا لهجوم غادر من إسرائيل، ووجود طائرات إسرائيلية قصفت منشأتين لتخزين النفايات في «منطقة يزد» العسكرية، وقد سبق أن حذرت منه إيران ولكن من حسن الحظ لم يتم رصد أي آثار إشعاعية أو أي زيادة في مستويات الإشعاع أو رصد أي تسرب لمواد خطرة قد انتشرت سواء في بوشهر أو أصفهان، وأيضاً فوردو وناتانز.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الغارات الجوية الأميركية قد أصابت موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم، بينما افادت ايران بأنها قامت بنقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب إلى أماكن أخرى سرية قبل أن تشن الولايات المتحدة الأميركية غاراتها على المنشآت النووية الإيرانية، وبالتالي نلاحظ أن الولايات المتحدة الأميركية قد فشلت فشلاً ذريعاً في القضاء على برنامج إيران النووي أو حتى تدمير قدرة إيران على إنتاج القنبلة النووية، وهذا ما ذكره معظم الخبراء بل هناك مفاجآت آتية سيتم الإعلان عنها في الفترة المقبلة.
وفي هذا الصدد أعلن الرئيس دونالد ترامب، عن القضاء كلياً على المنشآت الإيرانية النووية من خلال ضربات ثقيلة غير مسبوقة وهي قنبلة غير نووية فريدة بالعالم، مضيفاً أن هذه الضربات الاستباقية لا تعني أن الولايات المتحدة الأميركية في حالة حرب مع إيران، وإنما الهدف منها القضاء على نشاط إيران في برنامجها النووي، وفي مقابل ذلك اعتبرت طهران هذه الخطوة الاستباقية على أنها تجاوز للخط الأحمر!
ما يعني أن هناك ردوداً قاسية مقبلة وستنعكس سلباً على الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل، وفيما أكدت مصادر إيرانية أن هناك القليل من اليورانيوم في فوردو كما تم انخفاض عدد العاملين فيه إلى الحد الأدنى، والأمر بالتأكيد سرى على باقي المنشآت النووية الأخرى حتى تكون في مأمن دائم.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تعتقد الولايات المتحدة الأميركية أنها استطاعت أن تقضي على التنمرّ الإيراني في الشرق الأوسط من خلال ضرباتها الاستباقية؟ وهل استطاعت بالفعل تدمير منشآت التخصيب النووي الإيراني بشكل كامل؟ وهل بعد كل هذا تكون قد انتهت أحلام إيران من برنامج عملها النووي؟!
الجواب، لا أعتقد ذلك…!
ولكل حادث حديث،،،