رأي

هكذا يُدير حزب الله معركة التكليف والتشكيل الحكوميّة … حارة حريك – معراب …. “إمّا جوّا سوا أو برّا سوا”

كتب ميشال نصر في “الديار”:

مستندا الى عدم تسلمه خريطة توزيع الكتل النيابية من دوائر المجلس النيابي، يحاول “جنرال بعبدا” الاستفادة من الوقت الضائع املا في الوصول الى تسوية تسمح بتمرير حكومة جديدة ضمن الحد المطلوب من الشروط بما يتناسب والفترة المقبلة.

واضح ان عملية اختيار الشخصية المكلفة لن تكون اقل صعوبة من عملية التشكيل هذه المرة، استنادا الى ما اسفر عنه التشتت المجلسي، بل ستكون دقيقة وصعبة ، فالاختيار هذه المرة هو اصعب المهمات نسبة للمرات السابقة، نظرا لتشتت الكتل داخل المجلس الجديد ولعدم وجود اكثرية مرجحة، اضافة الى غياب المرجعية السياسية السنية الفاعلة والمؤثرة بعد “حرد” الشيخ سعد واعتكافه العمل السياسي وما نتج من ذلك على الصعيدين النيابي والسياسي. كل ذلك دون اغفال البعد الاقليمي والدولي في هذه العملية ، حيث بدا تضارب المصالح الفرنسية –الاميركية يطفو على السطح، وكذلك عدم وجود توافق سعودي – ايراني حول الملف اللبناني، في ظل وضع دولي معقد و “مشربك” .

في القراءة الاولية وحسب الظاهر حتى الساعة من مواقف الاطراف المختلفة، وتحديدا مصادر القوات اللبنانية وحزب الله ان عملية التشكيل هذه المرة سيكون مفتاحها بين هذين الطرفين، فيما تبقى لعبة التكليف رهن التوافق العام. وتشير مصادر متابعة ان الحديث في اروقة حارة حريك يدور حول شكل الحكومة المطلوب ان تكون جامعة وتضم كل الاطراف دون استثناء، نظرا لدقة وحساسية الوضع، مستدركة ان حزب الله الذي نجح في الافلات من فخ الاكثرية النيابية لتحميله مسؤولية الانهيار المقبل ، لن يقدم راسه على طبق من فضة حكومي، بعد تجربتي حكومتي دياب وميقاتي ذات اللون الواحد .

عليه والكلام للمصادر فان حارة حريك لن تشارك في حكومة تبقى معراب خارجها ، لما لذلك من مخاطر كبيرة  خلال المرحلة المقبلة التي يجمع الاطراف على دقتها وخطورتها ، خصوصا ان الكفة بدات تميل نحو فراغ رئاسي مقبل قد يسبقه او يتزامن معه اعمال امنية نوعية كفيلة “بخربطة” الكثير من الامور والتسويات.

اوساط قيادية في حزب الله اكدت أن النتيجة التي أسفر عنها الاستحقاق البرلماني والدستوري بانتخاب رئيس المجلس ونائبه واعضاء هيئة المكتب أكدت بما لا يقبل الشك صوابية الخيار الرافض للخضوع لاملاءات الخارج وقدرة اللبنانيين على ادارة شؤونهم بانفسهم للنهوض بالبلاد من الازمات التي تواجهها، داعية الى الاسراع في ملء الاستحقاقات وتاليا التوجه نحو تشكيل حكومة فاعلة وقادرة على تطبيق الاصلاحات المطلوبة لانتشال البلاد من الكوارث التي تتخبط فيها على كل الصعد الحياتية من غذاء ودواء وضروريات اخرى هي من الأولويات، داعية الى عدم استباق الامور ، فلبنان والطائفة السنية الكريمة غنيان بالشخصيات المؤهلة لتسلم هذا المنصب لندع اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها ولنتبين الخيط الابيض من الاسود.

ولكن ماذا عن بعبدا وخطتها؟ بحسب المتوافر من مقربين من القصر الجمهوري واجواء بعض الزوار ، ثمة جزم رئاسي بان حكومة الميقاتي لتصريف الاعمال لن تكون قادرة على ادارة دفة البلاد خلال الفترة المقبلة، حتى في حال عدم حصول فراغ، وبالتالي من حكم الملزم على الجميع ايجاد الحلول اللازمة لمعضلة الحكومة الجديدة باسرع وقت ممكن ايا كان شكلها، رغم ان المؤشرات في هذا الاتجاه لا تبشر بالخير.

اللافت وسط ذلك الدعوة التي وجهها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي دعا النواب الى الاتفاق على اسم لتولي رئاسة الحكومة، ما اثار استغراب مصادر سياسية سنية، وعدم فهمها لتلك الدعوة الا في حال كان المطلوب حصول تعطيل ، ذلك انه كيف يمكن للنواب المشرذمين ان يتفقوا على اسم واحد في ظل غياب مرجعية جامعة وحاضنة راهنا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى