رأي

هزيمة مادية ومعنوية للكيان الصهيوني

كتب د. حمود الحطاب في صحيفة السياسة.

أصيب قادة الكيان الصهيوني بنكبة معنوية، وهزيمة نفسية في المواجهة العسكرية الحقيقية الاولى بينهم وبين العرب؛ إذ لم يعهد الصهاينة مثل هذه المواجهات في الحروب السابقة، وعلى مدى نحو السبعين سنة الماضية من عمر الكيان الصهيوني.
تدبير محكم من قبل الجيش العربي، وسرية في التوقيت والاسلحة، والعتاد، وطريقة القتال؛ فلا تطبيل ولا تهويل قد صاحب هذه الحرب الاولى بين الصهاينة والعرب، الذين مثلهم الفلسطينيون التمثيل الحقيقي، وفي جعبتهم ماهو أكثر؛ مفاجآت ومباغتات، وخفة وسرعة في الحركة، وكر، وفر، وكمائن ناجحة، وخطف واسر، وتدمير الدبابات الصهيونية المسماة “ميركافا”، والتي هي فخر الصناعة الصهيونية، وغنائم حرب لاحصر لها، وقتل قيادات صهيونية لها وزنها العسكري الصهيوني.
كل هذا اصاب العدو الصهيوني بالذهول، في ما يرى ويسمع، واعلنت قياداتهم فشلها في صد الهجوم الفلسطيني الغزاوي “الحماسي”.
لقد جرب العدو الصهيوني حروبا عدة مع العرب، أخزت العرب أمام العالم، ودمرت سمعتهم، العسكرية والقتالية، فجيوش بكامل عدتها وعتادها تهزم لا في ستة ايام، بل في اقل من ست سويعات، وجعلت العدو يعلو كثيرا، كما قال القرآن الكريم: “ولتعلون علوا كبيرا”.
جيوش عربية كانت تقودها الخيانات السياسية، والاستسلام السياسي قبل الاستسلام العسكري، الذي دفع بالجيوش الى رفع الملابس الداخلية البيضاء للاستسلام أمام العدو، ما جعل الجنود الصهاينة يهتفون لدى دخولهم مدينة القدس ابان احتلالها يهتفون بما يسيء الى الرسول الكريم( صلى الله عليه وسلم) وقد سمعت بنفسي تلك الهتافات التي نقلته وسائل الاعلام المختلفة، آنذاك.
محمد مات وخلف رجال، كما ترون ايها الصهاينة “وهكذا قد بعث الله عليهم عبادا له اولي بأس شديد كما ترون ليسوؤوا وجوه الصهاينة”. هؤلاء العباد قد تربوا التربية الاسلامية الصالحة، ولم يستعرضوا جيوشهم ليمشوا على قرع الطبول. ولم تسبقهم خيانة سياسية، ولا لعب من تحت الطاولات، ولا قبض اثمان الخيانة.
مواجهة مذهلة لم يتعودها جيش العدو الصهيوني اخلت بخططه، رغم استخدامه القوة المفرطة في القتال، فتأخر جيشه جبنا وهلعا من دخول غزة بريا؛ وعند دخولهم سيرون ما لم يرونه من قبل، والوعد الحرب البرية ايها الصهاينة، انتم ومن يعاونكم.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى