رأي

هاريس.. الجندر والعرق

كتب حسن مدن, في “الخليج”:

ليست كامالا هاريس أول امرأة تترشح لانتخابات الرئاسية الأمريكية، فقد سبقتها إلى ذلك هيلاري كلينتون، التي تجرّعت كأس الهزيمة مرتين، الأولى داخل الحزب الديمقراطي حين نافست باراك أوباما على الفوز بترشيح الحزب، والثانية عندما هزمها الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات عام 2016. هاريس أيضاً ليست أول مرشح ملوّن للرئاسة، فقد سبقها إلى ذلك باراك أوباما، الذي قدّر له الفوز في دورتين متتاليتين، ليكون بذلك أول رئيس غير أبيض للولايات المتحدة.
الجديد هو أن كامالا هاريس تجمع بين صفتين لم يسبق أن توفرتا في رئيس، أو مرشح للرئاسة، سابق، فمع أنها امراة مثل هيلاري لكنها ليست بيضاء مثلها، وهي ملوّنة مثل أوباما لكنها، على خلافه، امراة، فهل يؤدي جمعها الصفتين إلى تعظيم فرص فوزها في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادمة، أو بالعكس، أي أن يلجأ منافسها الجمهوري ترامب إلى النيل منها لأنها امرأة، ولأنها ليست بيضاء، في دغدغة لمشاعر قطاعات واسعة من القاعدة الانتخابية البيضاء النابذة للسود، والمؤيدة لترامب كونه داعية لردّ الاعتبار لأمريكا البيضاء.
في حين حصلت هيلاري كلينتون على ثلاثة ملايين صوت أكثر من ترامب، غير أنها خسرت الانتخابات بسبب نظام الاقتراع غير المباشر المعتمد أمريكياً، ورغم أنها عزت هزيمتها إلى تواطؤ أعضاء في فريق ترامب مع الروس في هجمات إلكترونية استهدفتها، لكنها اعترفت لاحقاً في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» أن الناخبات هجرنها في الأيام الأخيرة من الحملة لأنها امرأة، وكنّ، أي النساء، مستعدات للمخاطرة بمجيء ترامب رئيساً؛ لأنه ليس بوسعهن تصوّر امرأة تكون رئيسة وقائداً أعلى للقوات المسلحة، ولم يأتِها الهجوم من الجمهوريين وحدهم، فها هو أحد منافسيها في الحزب يصفها بأنها «ديك تشيني ذو الكعب العالي الذي يبلغ طوله ثلاث بوصات».
في حال باراك لم يؤدِّ تحدّره الإفريقي من جهة والده، إلى تقليل فرصته في الفوز بالرئاسة، بل لعلّ العكس هو ما حدث، فأصبح رئيس أمريكا الرابع والأربعين في الفترة من 2009 إلى 2017، بعد انتصار حاسم على المرشح الجمهوري جون ماكين في الانتخابات الأولى، وبعد أربع سنوات، هزم الجمهوري ميت رومني.
علينا انتظار بضعة أشهر، حتى نوفمبر القادم، لنرى ما إذا كانت المختلفة في الجندر والعرق معاً، ابنة الأم الهندية والأب الجامايكي، كامالا هاريس، ستهزم ترامب، وتصبح أول سيدة غير بيضاء للبيت الأبيض. المؤشرات الراهنة تشير إلى تفوقها على ترامب في ثلاث ولايات حاسمة: ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان بفارق أربع نقاط، وبحسب نظام المجمع الناخب المعتمد في الانتخابات الرئاسية، وتعدّ هذه الولايات الثلاث ذات التعداد السكاني المرتفع، حاسمة في تحديد الفائز بالانتخابات القادمة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى