رأي

نيودلهي لن تواجه بكين كما تأمل واشنطن

جاء في مقال في صحيفة “فورين أفيرز”:

على مدى العقدين الماضيين، وضعت واشنطن رهاناً كبيراً، بأن معاملة الهند كشريك رئيسي سيساعد الولايات المتحدة في تنافسها الجيوسياسي مع الصين.

ولذلك، عزّز الرؤساء الأميركيون المتعاقبون، قدرات الهند على افتراض أن القيام بذلك، “يقوي تلقائياً القوى التي تفضّل الحرية في آسيا”.

لكن مؤخراً، أطلقت إدارة بايدن مبادرة جديدة طموحة لتوسيع وصول الهند إلى التقنيات المتطورة، وتوسيع التعاون الدفاعي، وجعلت الحوار الأمني الرباعي أحد أعمدة استراتيجيتها الإقليمية.

 توقعات واشنطن الحالية للهند في غير محلها”، موضحةً أنّ “نقاط الضعف الكبيرة في الهند مقارنةً بالصين، وقربها منها، يضمن أن نيودلهي لن تتورّط أبداً في أي مواجهة أميركية مع بكين، لا تهدّد أمنها بشكل مباشر.

الهند تقدّر التعاون مع واشنطن لما يجلبه من منافع ملموسة، لكنّها لا تعتقد أنّه يجب عليها أن تدعم الولايات المتحدة في أي أزمة، حتى إذا كانت تنطوي على تهديد مشترك مثل الصين.

المشكلة الأساسية، هي أنّ الولايات المتحدة والهند، لديهما طموحات متباينة لشراكتهما الأمنية. فواشنطن من جهة، “سعت لتعزيز مكانة الهند داخل النظام الدولي الليبرالي”، ولكن نيودلهي ترى الأمور بشكل مختلف، إذ لا تحمل “أي ولاء فطري تجاه الحفاظ على النظام الدولي الليبرالي وتحتفظ بنفور دائم تجاه المشاركة في الدفاع المتبادل.

نيودلهي تسعى للحصول على تقنيات متقدمة، لتسهيل صعودها كقوة عظمى قادرة على موازنة الصين بشكل مستقل، لكنها لا تفترض أن المساعدة الأميركية تفرض أي التزامات أخرى على نفسها”، مشيرةً إلى أنّه “بينما تشرع إدارة بايدن في توسيع استثماراتها في الهند، يجب أن تبني سياساتها على تقييم واقعي للاستراتيجية الهندية لا على الأوهام.

خلال معظم فترات الحرب الباردة، حاولت نيودلهي الهروب من تشابكات الانضمام إلى الكتلة الأميركية أو الاتحاد السوفياتي، وأنّ العلاقات الأمنية بين البلدين ازدهرت فقط بعدما عرض الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على الهند اتفاقية نووية مدنية تحولية، وبفضل هذا الاختراق، أصبح التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والهند اليوم ضخماً من حيث كثافته ونطاقه.

على الرغم من التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والهند، لا تزال الشراكة الدفاعية الأكبر تواجه تحديات مهمة، إذ يسعى كلا البلدين إلى الاستفادة من علاقاتهما المتعمّقة، “للحد من قوّة الصين، لكن لا يزال هناك انقسام كبير في الكيفية التي يهدفان بها إلى تحقيق هذا الهدف.

الهدف الأميركي في التعاون العسكري هو إمكانية التشغيل البيني، حيث يريد البنتاغون أن يكون قادراً على دمج جيش أجنبي في عمليات مشتركة كجزء من حرب التحالف، بينما ترفض الهند فكرة مشاركة قواتها المسلحة في أي عملية عسكرية مشتركة خارج مظلة الأمم المتحدة.

على واشنطن مساعدة الهند إلى الدرجة التي تتوافق مع المصالح الأميركية، لكن لا ينبغي أن يكون لديها أي أوهام، بأن دعمها سيغري الهند للانضمام إليها في أي تحالف عسكري ضد الصين.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى