عالم الرياضة

نجم الكرة الألمانية لوثار ماتيوس يتوقع مهرجاناً كروياً استثنائياً في قطر خلال كأس العالم

توقّع لوثار ماتيوس، قائد المنتخب الألماني السابق، أن تشهد قطر مهرجاناً كروياً استثنائياً، عند استضافتها لكأس العالم نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أهمية تقارب المسافات في النسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط.

وفي حوار لموقع اللجنة العليا والمشاريع والآرث قبيل طرح تذاكر مباريات كأس العالم وفق أسبقية الشراء عبر ماتيوس عن تطلعاته للحدث المرتقب، وتحدث عن توقعاته للبطولة التي تنطلق منافساتها في 21 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وقال ماتيوس، الذي يعد من بين ثلاثة لاعبين فقط شاركوا في خمس نسخ متتالية من المونديال: “بطولة قطر 2022 هي الأكثر تقارباً في المسافات في التاريخ الحديث للمونديال، أي أن الأمر لن يتطلب الكثير من التنقل، ما يصب في صالح اللاعبين، حيث سيتاح أمامهم الوقت الكافي للراحة والتدريب، ما سيحافظ على طاقتهم وينعكس على أدائهم في الملعب. ستكون تجربة مختلفة للكثير من اللاعبين، رغم أن لاعبي كرة القدم في الوقت الحالي على استعداد دائم للعب في كافة الظروف، ويحظون بالإعداد الكافي للمشاركة في المنافسات.”

وأكد ماتيوس أن إقامة البطولة في مناطق جديدة من العالم هو أمر بالغ الأهمية، وقال: “حضرت كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، حيث كانت النسخة الأولى التي تستضيفها القارة الأفريقية، كما شهدتُ بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وأرى أن لكل قارة الحق في استضافة البطولة، وأعلم جيداً أن كرة القدم تحظى بالكثير من الحماس والشعبية هنا في قطر، والجميع يتطلعون لهذه النسخة من المونديال. وأثق أننا سنشهد عرساً كروياً رائعاً أواخر العام الجاري”.

وأعرب أسطورة الكرة الألمانية عن فخره بمسيرته الكروية الحافلة مع منتخب بلاده، والتي امتدت لعشرين عاماً شارك خلالها في 25 مباراة في المونديال، وقاد منتخب بلاده للفوز بلقبه الثالث في نسخة إيطاليا .1990

وأضاف ماتيوس: “كانت لحظة لن أنساها ما حييت، لم يكن مجرد نجاح، بل كان ثمرة تعاون فريق بأكمله، كان درساً في العمل الجماعي، كما كان تتويجاً لدعم جماهيرنا المخلصة، وقد كانت الأجواء التي شهدتها البطولة في إيطاليا وملاعبها حماسيةً ومبهرة للغاية. وكأن عقارب الساعة قد توقفت، لم يكن يعنينا شيء وقتها سوى التتويج باللقب. كان إنجازاً منقطع النظير، حققناه في بلد عاشق لكرة القدم، ويعتبر موطناً للبطولات، خاصة أني كنت ألعب في صفوف انتر ميلان في ذلك الحين. وقد كان رفعي للكأس كقائد للفريق إنجازاً استثنائياً لن أنساه”.

وحول أهمية المونديال قال ماتيوس إن أول ما يجول بخاطره عند التفكير بكأس العالم، هو العاطفة والشغف والحماس، فضلاً عما تخلقه اللعبة من فرص التواصل والتقارب، فالبطولة بنظره ما هي إلا تتويج للرياضة الأكثر شعبية في العالم، وأعظم إنجاز قد يحققه لاعب في تاريخه هو المشاركة في منافساتها، وقد حالف الحظ أسطورة المنتخب الألماني ليعيش أجواء المونديال كلاعب ومشجع وصحفي.

وأضاف: “لا زلت أذكر بطولتي الأولى كمشجع، عندما كنت في الخامسة من عمري خلال نسخة 1966، ولا زلت أرى نفسي أقفز من الحماس أثناء متابعتي للمنافسات، وعندما أعود بذاكرتي للوراء، أرى مباريات رائعة وشخصيات عظمية ونتائج مبهرة تمر في مخيلتي. كأس العالم بطولة تجمع كل ما يخطر في بالك.”

وتابع: “بطولة كأس العالم حدث خاص، يتنافس على لقبه أفضل اللاعبين في أقوى المنتخبات، إنه لقب يزين جميع إنجازاتك الأخرى، ويحمل نكهة مميزة، فهو تتويج لمجهود كبير وعمل شاق، على مدى رحلة صعبة، تبدأ منذ لحظة التأهل للمشاركة في النهائيات، ومن ثم اللعب في منافسات البطولة، وتنتهي بقيادة منتخب بلادك نحو الفوز ورفع الكأس الأغلى عالياً، إنه إنجاز لا يضاهيه إنجاز آخر في عالم كرة القدم”.

وحول مشاركته في خمس نسخ متتالية من كأس العالم، من 1982 إلى 1998، قال نجم بايرن ميونخ السابق، إن كل نسخة كانت مختلفة عن الأخرى، فقد خاض غمار تجربته الأولى عام 1982 عندما كان لا يزال لاعباً شاباً، ولم يشارك سوى في مباراتين فقط، ثم جاءت مشاركته الثانية في 1986، حيث كان لاعباً أساسياً في منتخب بلاده.

وكان مونديال 1990 علامة فارقة في المسيرة الكروية الحافلة لماتيوس، عندما قاد منتخب بلاده للفوز باللقب ، وفي هذا السياق قال ماتيوس أن الاحترام والتعاون والدعم المتبادل كان أساس التعامل بين لاعبي المنتخب الذين تحلّوا بروح الفريق الواحد، إلا أن أداء المانشافت في نسختي 1994 و1998 لم يكن بالمستوى المطلوب، كمان كان عليه في إيطاليا .1990

وحول توقعاته لأداء منتخب بلاده في مونديال هذا العام قال ماتيوس: “بالطبع يعد منتخب ألمانيا من بين المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، ولكن بالنظر إلى أداء الفريق في النسخة السابقة من كأس العالم، وفي بطولة أمم أوروبا، أتمنى أن يكون منتخبنا قد تعلّم الدروس من تلك النتائج السلبية.”

وأضاف: “أنا على يقين أن لدينا فريقاً لا نخشى عليه من مواجهة المنتخبات القوية مثل البرازيل والأرجنتين وإنجلترا، إضافة إلى فرنسا حامل اللقب. لدينا منتخب جيد يمتلك إمكانات هائلة، ويعلب بروح الفريق الواحد مع مزيج من اللاعبين ذوي الخبرة والعناصر الشابة. لقد أدرك منتخبنا الآن الحاجة للعب مرة أخرى كفريق واحد متماسك، ما يجعل مواجهة المنتخب الألماني أمراً في غاية الصعوبة.”

وعن المشاركة الأولى المرتقبة للمنتخب القطري في كأس العالم؛ قال نجم الكرة الألمانية: “شهدت السنوات الأخيرة تحسناً لافتاً في أداء منتخب قطر، وبإمكانه الفوز على كثير من المنتخبات. ويحتاج الفريق، الذي سيلعب على أرضه وأمام الآلاف من مشجعيه، إلى قليل من الحظ للوصول إلى الدور الثاني من منافسات البطولة.”

وفي ختام حديثه أكد أسطورة الألمانية على أهمية اللعب الجماعي ودوره في سطوع نجم أي لاعب؛ مشيراً إلى أن نجاح اللاعب مرتبط بأداء فريقه، لذلك من الضروري أن يلعب الجميع بروح الفريق الواحد، كما فعل لاعبو المنتخب الألماني في 1990، وقال: “كما لا يستطيع أحد نسيان أسطورة المنتخب الأرجنتيني، مارادونا، وأداءه في مونديال 1986، وماتيوس في نسخة 1990، ورونالدو مع المنتخب البرازيلي في .2002 ففي كل نسخة من المونديال نرى نجماً يسطع اسمه في سماء كرة القدم ويرتبط بنسخة ذلك العام. ففي مونديال روسيا عام 2018، رأينا مبابي ينجح مع المنتخب الفرنسي في الفوز بالكأس في ذلك العام، أو لوكا مودريتش الذي وصل مع كرواتيا للمباراة النهائية في البطولة ذاتها”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى