نتنياهو السادس يتلاعب..
كتب محمد سلامة, في “الدستور” :
تبددت الآمال بقرب التوصل إلى صفقة تبادل للاسرى بين إسرائيل الثالثة وحماس بسبب الاعيب نتنياهو السادس ورفضه إنهاء كاملا للحرب، والانسحاب الكامل ورفع الحصار، واشتراطه مغادرة الأسرى الفلسطينيين الكبار إلى قطر وتركيا، وتاليا بعض تفاصيل بنود الصفقة.
— الاعيب نتنياهو السادس مكشوفة، فوافق على تجزئة اتفاق الإطار لباريس بتجزئة الفصل الأول منه واسقاط بنود وقف كامل للعمليات الحربية، واسقاط فكرة الانسحاب الكامل، ورفض بحث فكرة رفع الحصار عن قطاع غزة، والنظر في الشق الأول لاتفاق إطار باريس ضمن مسارات تجزئة والاعيب مكشوفة تتمثل في:-
شراء الوقت بالموافقة على إطلاق سراح (400) أسير فلسطيني بينهما قيادات وازنة مشترطا اخراجهما إلى قطر أو تركيا، مقابل (40) أسيرا اسرائيليا لدى حماس والجهاد واخواتهما.
البند الأخطر في الاعيب نتنياهو السادس هو موافقته على وقف الاستطلاع المسير لمدة ثمانية ساعات يوميا، وادخال مساعدات لغزة وقبوله إدخال آليات ثقيلة لازاحة المباني المدمرة والبحث عن الأحياء بين الانقاض وقبوله عودة النازخين إلى الشمال ممن تزيد اعمارهم عن (45) عاما، بحجة عدم قدرتهم على القتال والانخراط مع حماس والجهاد الإسلامي واخواتهما.
–حدد الوقت قبل بداية شهر رمضان (أي قبل العاشر من الشهر القادم) ولمدة ستة أسابيع، وبعبارة أخرى يريد استئناف الحرب على رفح بعد انتهاء شهر رمضان باخذ استراحة لقواته المتوغلة والاستعداد للسيطرة على كامل محور صلاح الدين (محور فيلادلفيا) وقد اوفد رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونين بار إلى القاهرة للاتفاق على الإجراءات الأمنية الجديدة مع مصر، بحيث يكون لجيشه واجهزة أمنه سيطرة كاملة على طول حدود غزة مع مصر دون الفلسطينيين، وبعبارة أخرى يريد احتلال القطاع وتنفيذ خططه المعلنة في تصفية كتائب المقاومة الفلسطينية وتقويض حكم حماس والجهاد واخواتهما واخراجهما من اللعبة مهزومين.
اسماعيل هنية الذي زار مصر على رأس وفد من حماس غادرها غاضبا بعد ضغوط عليه لقبول صفقة نتنياهو السادس وقال حرفيا للوفد المصري:-لست أبو عمار ولن نقبل بالصفقة. وطبعا غادر القاهرة إلى الدوحة، واضعا شروط حماس والجهاد واخواتهما في المقدمة كانهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة ورفع الحصار وأن لا تفاوض على صفقات مجزأة بوعود كاذبة والاعيب مكشوفة من نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف.
ليس أمام إسرائيل الثالثة سوى خيارين لا ثالث لهما.. إما قبول شروط حماس بوقف الحرب والانسحاب أو مواصلة المجازر وحرب التجويع والذهاب إلى رفح، وطبعا ستأتي بعدها جاثية على ركبتيها طالبة التفاوض على صفقة شاملة لوقف الحرب، ولن تتمكن من تحقيق النصر الذي تحلم به، ولن تجد من المقاومة الفلسطينية سوى مزيد من القتال وتدمير الآليات واذلال جيشها واخراجها مهزومة من كامل قطاع غزة بمواصلة القتال أو بالتفاوض وفق شروط حماس والجهاد واخواتهما.
نتنياهو السادس يتلاعب على الجميع.. يتلاعب على إدارة بايدن.. يتلاعب لإيجاد موطىء قدم له لحصار قطاع غزة بكامله يتلاعب مع مصر.. يتلاعب على ائتلافه المتطرف وعلى المعارضة.. يتلاعب على الشارع الاسرائيلي.. يتلاعب بطريقته لاطالة أمد الحرب.. يحاول ابتزاز حماس والجهاد واخواتهما.. يحاول تمرير مشروعه في غزة والضفة الغربية.. فما بعد الحرب لن يكون كما قبله.. والصفقة إذا لم توقف العدوان وتجبر إسرائيل الثالثة على الانسحاب الكامل.. فلا معنى لها.. وسيجد نتنياهو السادس أن الاعيبه لا تنطلي على أحد.. وتنازل وسوف يتنازل وسيجبر على قبول شروط المقاومة آجلا أم عاجلا.. والنصر صبر ساعة.. ونراه قريبا قريبا بإذن الله تعالى.