أبرزشؤون لبنانية

ميقاتي يكشف فضيحة مرسوم التجنيس.. والراعي يقصف من الفاتيكان على المجلس ورئيسه

كتبت صحيفة “اللواء”: يبدأ الأسبوع متثاقلاً على وقت نزوع سعر صرف الدولار في السوق السوداء للارتفاع بالتزامن مع نهاية الشهر ونزول الرواتب، والمخصصات والدفعات الحزبية وتلك المتعلقة بالمساعدات المتدفقة من المغتربين والجمعيات الدولية التي تغذي النازحين السوريين في لبنان، على بعد ثلاثة أيام فقط من دخول الدولار الجمركي حيز التطبيق، بدءا من اول ك1 أي الخميس المقبل، مع ما يترتب على ذلك من تلاعب أعد له بعناية في اوساط التجار، في ظل غياب مخيف لدوائر المراقبة في وزارة الاقتصاد وحماية المستهلك.

ولئن كانت مؤسسة كهرباء لبنان بدأت وضع اللمسات على الفواتير المستحقة بدءا من ت2 الحالي، على التسعيرة الجديدة لزيادة ساعات التغذية، من دون وضوح أية آليات أو معلومات عن المسار الاجرائي في ما خص الفيول والتمويل والصفقات والمناقصات المتعلقة بهذا الموضوع، فإن النشاط الحكومي يدور في الحلقة المفرغة في حين أن النشاط النيابي، يبدأ غداً الثلاثاء بجلسة جديدة للجان المشتركة حول الكابيتال كونترول، مع التشاؤم بامكان إحداث تقدم يؤسس لإمكان اقرار القانون وفقاً لمستلزمات صندوق النقد الدولي وشروطه لوضع العقد المتعلق بقرض الـ3 مليارات دولار موضع التنفيذ.

وينتهي الاسبوع النيابي بجلسة لن تخرج عن المألوف، وهي تحمل الرقم 8 بعنوان الدعوة والحضور لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان موضوع رئاسة الجمهورية بعيد عن اي مسعى تزخيم انطلاقاً من المعطيات الحقيقية وإن ما من جهة بعد أخذت على عاتقها الفعلي العمل على الدخول بجدية في رعاية تفاصيل الاستحقاق الرئاسي.

وقالت المصادر نفسها ان فرنسا تبدي اهتماماً بالملف الرئاسي لجهة انجازه غير ان ما رسم على صعيد البيان السعودي الفرنسي الاميركي منذ فترة وجيزة يبقى أساسياً، لافتة إلى ان جلسة الخميس المقبل لن تضيف شيئاً وتشكل مادة سجال نيابي.

على أن الاخطر على الصعيد السياسي، المراجعة التي اجراها الرئيس نجيب ميقاتي لما حصل في شأن مواضيع بالغة الاهمية في العهد الماضي، إن لجهة مرسوم تجنيس او تأليف حكومة، والدور التعطيلي لرئيس الظل النائب جبران باسيل أو لجهة إفشال خطط إعادة التيار الكهربائي برفض الهيئة الناظمة والتمسك بمعمل سلعاتا بشرط باسيل نفسه.

وقال ميقاتي رداً على سؤال، في حوار مع الـlbc يوم امس حول التجنيس، إذ طرح رئيس الجمهورية السابق مشروع التجنيس، والعدد بالآلاف، رافضاً المشروع مقترحاً ارسال مشروع قانون حول التجنيس والتمويل إلى مجلس النواب، كاشفاً عن رفض أربعة آلاف، مقترحاً ان لا يتعدى التجنيس اكثر من 20 أو 40 اسماً، ولم يشأ الدخول في تفاصيل، لكنه تحدث عن حسابات طائفية في عملية التجنيس التي رفضها.

وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال انه مؤتمن على دوره وموقعه كرئيس للحكومة، ولا «آخذ مكان فخامة رئيس الجمهورية». مشيراً إلى ان لبنان يجب ان يكون موجوداً في كل مكان، وألا يغيب عن أي مكان من القمة العربية إلى افتتاح المونديال في قطر وغير ذلك.

وكشف: تقدمت بحكومتي في آخر حزيران الماضي، ومع احترامي للرئيس عون كانت هناك أياد خارج ارادته تعطل تشكيل الحكومة عبر محاولة تشكيل حكومة بشروطها وكأنها استمرارية للعهد. واضاف: أنا متأكد ان لدى رئيس الجمهورية ميكروفونات تنقل ما كنا نقوله للخارج، حتى يسمعها «رئيس الظل»، وكان الرئيس عون يسأل «رئيس الظل».

وكشف انه سيدعو إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء، لا سيما اذا طرأت امور مالية، تحتاج إلى مجلس وزراء، وتتخذ القرارات، وتوقع القرارات من المراسيم المعنيين، مشيراً إلى ترقيات الضباط اوائل العام المقبل، فضلا عن امور مالية تتعلق بالمستشفيات فضلاً عن نقل اعتمادات. وأكد ان مجلس الوزراء يُعقد عند «الضرورة القصوى»، ولا أهدف لأي شرخ.

ونقل عن رئيس دولة من دون ان يسميه ضرورة ان يتكل اللبنانيون على انفسهم، للوصول إلى رئيس، نافياً ان يكون طرح امامه اي اسم ليكون رئيساً، مؤكداً انه من الضروري وجود رئيس جمهورية في لبنان، ولن تستقيم الامور قبل ان تكتمل المنظومة الدستورية، ونحاول ان نفرمل الانهيار ونقوم بصيانة نظام مهترئ. وقال: لا اتدخل بالقضاء وانا مع متابعة واغلاق ملف رياض سلامة والدستور يخولني ان ادعو لجلسات مجلس الوزراء وسأقوم بالدعوة لاجتماع مجلس الوزراء، وكل واحد يتحمل مسؤوليته.

وحول الكهرباء، تحدث عن موضوع واسع: موضوع المفاوضات مع البنك الدولي من اجل استجرار الغاز والكهرباء، وشراء الفيول من قبل الدولة. وقال: «القجة موجودة» في وزارة الطاقة، رافضاً التصرف بالدولار، قبل معالجة موضوع مؤسسة كهرباء لبنان. وأكد ان وزير الطاقة رفض وضع اعلان في 5 صحف دولية كبرى وأنه يريد اعلان لـ6 موظفين في الهيئة الناظمة، مطالباً بتعيين الهيئة الناظمة.

واعتبر ان كهرباء بلا هيئة ناظمة وجباية صحيحة، وأن المواطن يدفع اولاً، وأكد ان الأنسب السير مع البنك الدولي، لأن الدفع للبنك الدولي متأخر، داعياً وزير الطاقة وليد فياض إلى التجاوب مع كتاب رئيس الحكومة حول تطبيق قانون الكهرباء، مطالباً بمعالجة موضوع سوناطراك الشركة الجزائرية التي اقيمت دعوى ضدها، مؤكداً المعالجة مع سوناطراك.

وقال البطريرك امس، خلال ترؤسه قداساً في كنيسة مار مارون في المعهد الحبري الماروني في روما: «الدستور واضح في المادة 49 التي تنص على انتخاب الرئيس بثلثي الاصوات (86 نائباً) في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية، وما يليها بالأغلبية (النصف + 1) اي 65 نائباً، فلماذا اقفال الدورة الاولى بعد كل اقتراع وتعطيل النصاب في الدورة التالية؟ وذلك خلافاً للمادة 55 من النظام الداخلي.

واضاف: لا يستطيع المجلس مواصلة التلاعب والتأخير المتعمد بانتخاب رئيس. وتساءل: فما هو المقصود؟ أعكس ذلك؟ أعدم فصل السلطات؟ أمحو الدور الفاعل المسيحي عامة والماروني خاصة؟ لماذا رئيس مجلس النواب ينتخب بجلسة واحدة وحال موعدها؟ ولماذا يتم تكليف رئيس الحكومة فور نهاية الاستشارات الملزمة؟ أهما أهم من رئيس الدولة؟ إكشفوا عن نواياكم يا معطلي جلسات انتخاب رئيس للدولة».

وتوجه الى النواب بالقول: «إذهبوا وانتخبوا رئيسا قادرا بعد انتخابه أن يجمع اللبنانيين حوله وحول مشروع الدولة، ويلتزم الدستور والشرعية والقوانين اللبنانية والمقررات الدولية، ويمنع أن يتطاول عليها أي طرف وأن يحول دون تنفيذها وتعطيلها، أو أن يتنكر لدور لبنان ورسالته في المنطقة والعالم. لا تنتخبوا رئيسا لهذا الحزب أو التيار أو المذهب. ولا تنتخبوا رئيسا لربع حل أو نصف حل، بل لحل تدريجي كامل. فرئيس لبنان يكون لكل لبنان أو لا يكون، مثلما يكون لبنان لكل اللبنانيين أو لا يكون.

واشار الى ان المحطات التاريخية في لبنان أتت نتيجة مبادرات لبنانية ولو كانت دول صديقة ساعدتنا على تحقيقها. فإنشاء دولة لبنان الكبير والاستقلال جاءا نتيجة جهد لبناني أثر على الخارج وليس العكس، فما بالنا نعطل انتخاب رئيس للجمهورية، ولماذا يدعي البعض أن انتخاب الرئيس ممكن بعد رأس السنة. فما الذي يمنع انتخابه اليوم؟ فهل سيتغير العالم سنة 2023؟».

على ضفة مسيحية مقابلة، يمضي النائب جبران باسيل في الوقوف خارج دائرة الاهتمام برئيس جديد، لا يشكل استمراراً لعهد الرئيس السابق ميشال عون، فهو يدافع مع بعض نوابه عن الورقة البيضاء، ويتصرف كشخصية ذات علاقات مميزة مع بعض الدول العربية، في محاولة لتسويق نفسه مجدداً، تماماً كما حصل خلال دعوته إلى الدوحة، حيث حضر مساء الجمعة الماضي مع نجله مباريات اميركا – انكلترا، إلى جانب شخصيات سياسية اجنبية وعربية كانت مدعوة للمناسبة نفسها.

وبالتالي، حسب مصادر سياسية على صلة بالتيار الوطني الحر، ليس المهم انتخاب الرئيس اليوم او غداً، بل المهم الاتفاق على برنامج عمل الرئيس في ما يخص الطائف، والاصلاحات، وبرنامج بناء الدولة من التعيينات إلى الملاحقات. وقالت المصادر: هذه نقطة خلاف كبيرة مع بكركي التي ترى الاولوية لانتخاب الرئيس بصرف النظر عن اي اعتبار آخر.

أخبار مرتبطة

زر الذهاب إلى الأعلى