رأي

ميقاتي عائد الى السراي بمُباركة أميركيّة – فرنسيّة .. وألغام داخليّة سيُجابهها بري

كتبت صونيا رزق في “الديار”: يعلم جيداً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، انه عائد من الباب العريض الى السراي يوم الخميس المقبل، وإن كان يعلم ايضاً انّ تكليفه سيطوّق ببعض الألغام السياسية والحكومية كالعادة، عبر الشروط ووضع العصي في دواليب حكومته، لذا سيفكر جيداً كيف ينتزع تلك الألغام التي قد «تحشره» بعد فترة في الزاوية الحكومية، ويصعب إذّاك الخروج من تلك الزاوية، حيث سيستعين بالخارج وبعض افرقاء الداخل لإزالتها، ويأتي في طليعة هؤلاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سيخوض المواجهة الميقاتية ضد العهد و»التيار الوطني الحر» اللذين سيقفان حجر عثرة امام ما يحضّره ميقاتي من أسماء وزارية، لن تتغير كثيراً باستثناء البعض، إلا انه ولغاية اليوم لا يزال يدور في مكانه، فيما العقد المرتقبة لن تحل سريعاً، لكن ثمة مصادر تعتبر أنّ الرئيس ميقاتي يبدو محصّناً بالقوة السياسية الدولية، من خلال المباركة الاميركية والفرنسية بصورة خاصة لعودته الى السراي.

إنطلاقاً من هنا، وصلت الرسالة الى رئيس حكومة تصريف الاعمال، فاستعان ببري «الاطفائي» لكل الازمات، الذي وعده خيراً ، مع التأكيد وفق مصادر ميقاتي، أنه وعلى الرغم من السلبية التي تلقاها من البعض، فهو مصمّم على إخماد الازمة مع العهد و»التيار الوطني الحر» بالطرق الديبلوماسية، فيما ووفق المقرّبين الكيل طفح والبلد لا يستطيع تحمّل المزيد من الخلافات، خصوصاً على الحصص واقتسام المغانم الوزارية.

الى ذلك، املت المصادر المذكورة مع دخول بري على الخط، ان تتبلور الامور الايجابية قريباً، وتكون الى جانب ميقاتي، وصولاً الى البحث عن مخارج تخفف من مفاعيل الازمة الحكومية.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر نيابية مطلعة على أجواء التأليف، أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» تلقى نصيحة من حليف له بـ «التخفيف شوي» على ميقاتي، وعدم المخاطرة بتكليف شخصية سياسية اخرى تتولى الحكومة «لانو يللي منعرفو احسن من يللي منجهلو»، خصوصاً انّ المحاصصة كما هي مطلوبة ضمن الشروط، لن يحصل عليها بسهولة كما يعتبر رئيس «التيار»، في حال وصل الى التكليف سياسي آخر غير ميقاتي، مع الاشارة الى ان الاخير يفضّل الابقاء على حكومة تصريف الاعمال الى ما بعد الفراغ الرئاسي المرتقب، وفق ما يردّده البعض.

في غضون ذلك، ينقل المقرّبون من ميقاتي أنّ كثرة التناحرات السائدة، وإن بطريقة خفية ستظهرها الاستشارات النيابية الملزمة الخميس المقبل الى العلن، ساهمت في تقوية ميقاتي ورفضه للشروط والخضوع للابتزاز، خصوصاً انّ نفسه السياسي طويل، وهو مهتم بصورة خاصة بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي، ومهمة إنهاء المفاوضات معه للحصول على الدعـــم الموعود به لبنان.

وعلى خط آخر، لا تستبعد مصادر سياسية مواكبة لرؤساء الحكومات السابقين، الذين تعاقبوا على تولّي التكليف، أن يكون طموح ميقاتي اليوم تولّي زعامة السنّة، بعد فتح الطريق امامه بغياب الرئيس سعد الحريري، وتراجع اسهم الرئيس فؤاد السنيورة في الانتخابات النيابية الاخيرة، إضافة الى تراجع الرئيس تمام سلام وانسحابه بطريقة لافتة من الساحة السياسية الى جانب آخرين، الامر الذي وجد خلاله ميقاتي أنه الاول على الساحة السنيّة على الاقل حكومياً، وأنّ عودته من شأنها فتح باب الزعامة له ولو على فترة، اذ لم يبق سواه حتى اشعار آخر، ولربما بدا كزعيم للطائفة قادراعلى استمالة مناصريّ رؤساء الحكومات السابقين، لكن بالتأكيد لن يستطيع استمالة مناصري الحريري وتياره المستقبلي، وهذا يعني انّ مهمته في هذا الاطار صعبة، وتحديداً في ظل الظروف الدقيقة التي ترافق السياسة اللبنانية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى