خاصأبرزرأي

مهمة لودريان السادسة اليوم لن تكون مزروعة بالفل والياسمين

حسين زلغوط، خاص موقع “رأي سياسي” :
تحط الطائرة الفرنسية التي تقل الموفد الرئاسي جان إيف لودريان في مطار بيروت اليوم في زيارة هي السادسة له الى لبنان للبحث في السبل الآيلة الى إخراج الاستحقاق الرئاسي من قعر البئر الموجود فيه بفعل الإنشطار السياسي الداخلي الموجود حوله، ونتيجة غياب الإرادة الدولية الفاعلة التي يفترض ان تساعد ايضا في هذا المجال.
وتأتي أهمية زيارة رأس الدبلوماسية الفرنسية السابق الى بيروت من كونها تأكيد فرنسي على الاستمرار بالوقوف الى جانب لبنان، وان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ما زال يضع الملف الرئاسي في لبنان على اجندة اولوياته الخارجية، غير أن كل ذلك لا يعني ان الطريق هذه المرة ستكون مزروعة امام لودريان بالفل والياسمين، بل هي ستكون أمام مجموعة من المواقف اللبنانية المعقدة والمتضاربة التي من شأنها أن تشكل تحدّياً له في سعيه لإخراج الاستحقاق الرئاسي من دائرة التأزُّم.
ووفق المعطيات ان لودريان الذي قام بزيارات الى بعض الدول المؤثرة، واجرى مروحة من الاتصالات والمشاورات بعيدا عن الأنظار قبل أن تتقرر زيارته إلى لبنان يحمل في جيبه أكثر من صيغة توافقية يرى فيها أنه من الممكن أن توفّر مخرجاً لانتخاب رئيس للجمهورية، من دون معرفة ماهية هذه الصيغ التي يقال انه وضعها بعد اطلاعه على مجريات كل اللقاءات والمشاورات التي اجراها سفراء “الخماسية” في بيروت مع القوى السياسية، وهو سيطرحها على من سيلتقيهم مع اشارته الى ان الوقت بات ضاغطا وانه في حال لم يتم التوصل الى تفاهم على انتخاب رئيس قبل حلول موعد انصراف الادارة الاميركية للاهتمام بانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة فهذا يعني انه سيتعذر انجاز هذا الاستحقاق في العام الحالي.
ومما لا شك فيه ان الاجتماع المهم للودريان سيكون يوم غد الاربعاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي امتنعت مصادر مقربة الكشف عما سيبلغه للموفد الرئاسي والاكتفاء بالقول ان الرئيس بري سيستمع لما سيقوله لودريان وبناء عليه سيبلغه ما لديه من افكار لا تخرج عن السياق الذي اعلنه مرات عدة لجهة الحوار الداخلي الذي يشكل حجر الزاوية للتوافق على المرشح الرئاسي، حيث من الممكن أن تتوصل الكتل النيابية إلى التوافق على رئيس في يوم أو أو أكثر، وعندها نذهب إلى البرلمان لانتخابه في وقت قصير.
ويستغرب المقربون من رئيس المجلس كيف ان بعض الأفرقاء في لبنان يقبلون بحصول حوار في باريس أو في أي دولة عربية، ويرفضون هذا الحوار في المجلس النيابي اللبناني؟
وفي السياق ذاته يعرب مصدر وزاري لموقع “رأي سياسي” عن تخوفه من فشل الموفد الرئاسي من إحداث الخرق المطلوب، وأن نكون امام مرحلة جديدة من تضييع الوقت، في ظل تطورات في المنطقة تفرض وجود رئيس للجمهورية وحكومة مكتملة الأوصاف في لبنان لمواكبة ما يمكن ان يستجد إن كان ذلك تسوية شاملة او حرب واسعة.
ويرى المصدر ان مهمة لودريان السادسة ستكون على شاكلة زيارته الأولى لبيروت لا بل ربما تكون صعبة ومعقدة أكثر، اللهم الا إذا حمل معه مجموعة من الأفكار الجديدة تكون بخلاف ما حمله في زياراته السابقة التي غلبت عليها المراوحة، وتبادل الشروط والفيتوات بين الكتل النيابية.
وجدد المصدر الوزاري القول ان الحرب على غزة تشكل نهايتها نقطة تحول في المنطقة، وبناء عليه من غير المتوقع انتخاب رئيس قبل ان تضع هذه الحرب اوزارها، على الرغم من “طوفان” الموفدين الى لبنان، ولذلك ان كل ما يحصل في هذا السياق لا يسمن ولا يغني من جوع، وستبقى اي محاولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي تصطدم بجدار الحرب المندلعة من غزة الى الجنوب اللبناني.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى