أبرز

من ظلم “الحريري”…إلى ظلم الشقيق

“إنني أستودع الله سبحانه وتعالى، هذا البلد الحبيب لبنان، وشعبه الطيب، وأعبر ‏عن كل جوارحي، عن شكري وامتناني لكل الذين تعاونوا معي خلال الفترة ‏الماضية.”

اليوم مناسبة ما زالت راسخة في ذاكرة اللبنانيين، شهادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الراسخة في أذهانهم إذ انهم لم تغيب عنهم التهديدات ‏العلنية وغير العلنية التي تعرض لها الرئيس الشهيد، ويتذكروا تلك المرحلة التي كانت تجرح جهود “الرفيق” بطوابير خامسة على اعتبارات قادها رئيس الجمهورية آنذاك وبلائحة الشروط السورية المعتمدة على مقولة “سأحطم لبنان على راسك وعلى راس وليد جنبلاط”.

لتنظيف الفوضى الاستثنائية في لبنان لا بد من تببان أهمية الدور الجامع الذي لعبه الرئيس سعد الحريري في وجه فوضى حقيقية واستراتيجية عند غزو لبنان بموافقة أميركا وايران. وجود شخص الحريري يمثل تهديدا للمصالح الطامعة في البلد ويشكل إزعاجا كبيرا للأنظمة المتهالكة للأحزاب السياسية. إنها القوة النارية المعتدلة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

وفي السياق، لم يختلف الوضع في يومنا هذا عما كان عليه من قبل، بعد تأخير تخطى الخمسة أشهر في انتخاب رئيس للجمهورية، نقطة مركزية ترفض الاختيار بين “آذار يميني” وآخر “يساري”، فالتيار الوطني الحر لا يثق إطلاقا بالدولة مع أن حزبه جزء منها وأكد أن الأغلبية التي ادعوا تمثيلها أغلبية خادعة، و أصبح بذلك التيار من يمثل الأغلبية الحقيقية “الصامتة” معتبرا نفسه “النخبة السياسية”، أما جعجع فقد استشهد بما حصل “ما بين العامين 1975 و1976عندما انتخب الياس سركيس رئيسا للبنان قبل 6 أشهر من انتهاء ولاية الرئيس سليمان فرنجية الجد لأن مجلس النواب اعتبر آنذاك أن البلاد  تمر في ظروف استثنائية وبالتالي من الواجب  القيام بخطوات استثنائية، إلا أننا اليوم،وللاسف، لم نكتف فقط بعدم القيام بأي خطوة إستثنائية.”

وهنا يقع اللبناني بدور منطقي، لسبب تضييع الحقيقة من خلال تعويم الإشاعات بشكل فج، ومن خلال نشر إشاعات يمكن تصديقها وإشاعات لا يمكن تصديقها بهدف خلق بيئة لا يمكن فيها تمييز الحق من الباطل والكاذب من الصادق.

فلبنان يشهد للمرة الأولى مواجهة حادة في مجلس النواب حول انعقاد جسلة، فرئيس مجلس النواب نبيه بري لن يعقد جلسة تشريعية الخميس المقبل، فأجل الاستحقاق الى الاسبوع المقبل والدولار الأميركي ناهز السبعين ألف ليرة، وصفيحة البنزين المليون والثلاثمئة ألف ليرة أما المدارس الرسمية دخلت أسبوعها الخامس على التوالي في إضراب الاساتذة وبذلك يحكى عن إلغاء الامتحانات.

مر أسبوع على لقاء باريس الخماسي  الذي خرج دون بيان ختامي إلى العلن، والبارحة كانت جولة الممثلين الدبلوماسيين للدول الخمس “ختامية”  على المسؤولين محذرين من أن عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية سيرتب إعادة النظر بمجمل العلاقات مع لبنان لأنه اذا لم يقم النواب بواجباتهم فالدول الخارجية لن تكون اكثر حرصا من المسؤولين اللبنانيين أنفسهم.

وأوضحوا أن عدم صدور بيان عن اجتماع باريس مرده الى أن الاجتماعات مفتوحة ومستمرة  من أجل دعم لبنان والتشجيع على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية معتبرين أن الدعم الحقيقي للبنان سيبدأ بعد انتخاب الرئيس العتيد ومن ثم متابعة تنفيذ الاصلاحات المطلوبة.

إقليميا، واصل عداد الضحايا والجرحى ارتفاعه وبلغ حتى الان سبعة وثلاثين ألف ضحية في البلدين المنكوبين فيما استمر جسر المساعدات الجوي والبري مفتوحا بين تركيا وسوريا والدول العربية الشقيقة وبعض الدول الاجنبية ولبنان جزء منها عبر السماح للطائرات والسفن بالهبوط والرسو في موانئه الجوية والبحرية والعبور عبر حدوده البرية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى