رأي

معلومات مُقلقة من بروكسل عن الضغوط لإرغام لبنان بدمج النازحين… خلوة الرابطة المارونيّة ببكركي: أسئلة مصيريّة في ورقة الهواجس…الأولويّة لمصالحة مسيحيّة

كتبت ابتسام شديد في “الديار”:

كانت لافتة الخلوة التي عقدتها الرابطة المارونية يوم الأربعاء الماضي في الصرح البطريركي ببكركي. وما كان لافتا اكثر هو ترؤس البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي جانبا من هذه الخلوة. وهو استمع إلى الكلمة التي ألقاها رئيس الرابطة السفير خليل كرم في حضور أعضاء مجلسها التنفيذي ورؤسائها السابقين.

ورقة كرم تضمنت عشرة أسئلة والعديد من النقاط التي تعكس هواجس المسيحيين ومخاوفهم، وكيفية التعامل معها. وتناولت الورقة شكل النظام المستقبلي الذي يرتاح اليه المسيحيون، وكيفية محافظة هؤلاء على المواقع التي يشغلون في ظل التحديات الضاغطة عليهم، والاسس التي يجب أن يبنى عليها العيش الواحد بين المكونات الطوائفية التي يتشكل منها لبنان.

وتساءلت الورقة – كما علمت «الديار»- عن استعداد المسيحيين لإجراء مقاربة نقدية موضوعية، ومدى قدرتهم على تحديد الخسائر ووقف الانهيار.

وعلمت «الديار» أن الورقة أثارت موضوع الهجرة من المناطق النائية إلى العاصمة وضواحيها، ومن لبنان إلى الخارج، مما يطرح مسألة التجذر في الأرض والصمود في الوطن بقوة، ويدعو إلى وضع خطة عمل شاملة لمعالجة هذه المسألة التي لم تعد محصورة بطائفة معينة، بل باللبنانيين جميعا انى تعدد توزعهم الديني والمناطقي.

إلى ذلك علم أن ورقة الرابطة تطرقت إلى موضوعات حساسة من مثل السؤال اذا كان الحل في استكمال تنفيذ الطائف وصولا إلى الدولة المدنية. كما الحضور المسيحي في أجهزة الدولة العسكرية، الامنية والادارية.

وتناولت الورقة موضوع الحياد والتحييد ، وحصرية السلاح بيد الدولة ، وإذا كان ممكنا اتمامه عبر إستراتيجية وطنية تحدد مهمة هذا السلاح. كما لم تخف الورقة مخاوف الرابطة من الضغوط الدولية لارغام لبنان على القبول بدمج النازحين السوريين في مجتمعه، وذلك بعد تلقيها معلومات مقلقة من « بروكسيل» عن هذا الموضوع.

وبعدما دعت الورقة إلى ايلاء الدولة الوضع الاقتصادي ما يستحق من اولوية، ولفتت إلى ضرورة تحديث خطة التعافي، دعت إلى احترام الاستحقاقات الدستورية المقبلة من انتخابات رئاسة المجلس نيابي، إلى تشكيل الحكومة، فانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وعلم أن البطريرك الراعي نوه إلى أهمية الورقة التي قدمها رئيس الرابطة، والنقاط الجادة فيها التي تحتاج إلى متابعة وبحث معمق. ورأى أن الأيدي يجب أن تكون ممدودة من الجميع باتجاه الجميع لبدء حوار وطني ينتج إنقاذا يحتاج اليه اللبنانيون في هذا الوضع الاستثنائي.

وهو رحب بالخلوة، وأبدى استعداده للتعاون مع الرابطة، وسائر الهيئات اللبنانية على مستوى الوطن عموما والمسيحية خصوصا والمارونية تحديدا، لتجاوز المحنة التي لم يعرف لبنان مثيلا لها في تاريخه.

وستنصرف الرابطة ، بعد الخلوة، وصوغ الملاحظات التي برزت فيها، إلى وضع تصور تعمل على اساسه إلى الاتصال بكل الافرقاء لبلورة خطة عملية تكون صالحة للنقاش .

لكن هاجس الرابطة الأساس هو في إتمام المصالحة المسيحية إنطلاقا من ضروة المصالحة بين الموارنة.

ومهما يكن من امر، وبصرف النظر عن إمكان تحقيق النقاط التي اوردتها ورقة الرابطة، فانها وضعت القطار على السكة، وبدأت تعمل على اساس انها مرجعية مارونية جامعة بعيدا من الاصطفافات السياسية الماثلة في المشهد اللبناني. وهي تعد لخطوات تتجاوز المتاريس السياسية المرتفعة بين القوى المسيحية، آملة أن ينسحب هذا الامر على كامل المشهد اللبناني.

فهل تستكمل الرابطة المارونية إقلاعها الثابت؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى