معركة الرئاسة…الانتظار عبثا

دخل لبنان الغارق في أزمة اقتصادية وصفها البنك الدولي بأنها من أسوأ الأزمات في التاريخ الحديث، والتي تأتي وسط عقوبات شديدة تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها في افتعال صراع جديد في الملف الرئاسي. فإذا استمر التعنت السياسي وإصرار كل شخص على موقفه، فإن أي تسوية سياسية يمكن أن تؤدي لانتخاب رئيس لن ترى النور في القريب العاجل.
وبينما تتردد كلمات المعارضة بخفوت في ممرات المجلس النيابي، فنادرا ما تجرى مناقشة الملف الرئاسي دوليا واقليميا علنا، ومع الشكوك حول ما إذا كانت السعودية هي بالفعل مع انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية أو مع أي تسمية ليست من صنعالثنائي الشيعي الذي تلقى الضوء الأخضر في حقه في التعبير داخليا، فكانت كلمات صحيفة “عكاظ” السعودية على أعتاب ألفية تردد صداها بتقليص حظوظ فرنجية رئاسيا.
وبعدما كثرت التحليلات حول الملف الرئاسي، نرى السعودية أمام خيارين، إما القبول او الرفض.
في الحالة الاولى، تقارب العلاقات السياسية بين سوريا والسعودية بامتياز مزعوم من الولايات المتحدة الاميركية ويكون بذلك قد لعب لبنان دورا ايجابيا في توطيد العلاقات الخارجية كما لعبها في “الثورة العربية” ويكون من الطبيعي أن تحظى ايران التي دفعت الثنائي الشيعي إلى طرح التسمية علنا، بالمساندة الدولية والاقليمية القوية، خاصة أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سيزور موسكو للبحث في الملف اليمني واللبناني.
وفي الحالة الثانية، نكون أمام تحول دراماتيكي تبقى فيه السعودية سيدة الموقف، والأساس في وضع المسودة من وجهة نظر أميركا، سوريا وايران لتسمية رئيس كل البعد عن الأطراف الرئيسية المتصارعة ويكون حل وسط يرضي جميع دعاة التدخل من الطغمة الحاكمة، ويقايض الثنائي الشيعي بمعاهدات “مصرفية” تتعلق بالقرض الحسن وغيره، حسب ما أعلنته مصادر مطلعة ل”رأي سياسي”.
وفقا للمعطيات، إن الثنائي الشيعي غير قادر بأن يأتي برئيس لا يلقى قبولا في الشارع المسيحي، وبصرف النظر عن اعتبار الطرفين عربونا لهدف البلاد الخارجية مستقبلا، إن التهور في تسمية مرشحين للبنان لن ينجح داخليا لاعتماده على نظريات متطرفة يحس فيها المسيحيين تراجع تدريجي لمواقعهم.
كما أن اعتماد الدول الخارجية على جهر الأحزاب السياسية علنا بما تكنه هذه الدول سرا ليس بفعل الغباء بل لقساوة المشهد في السنوات المقبلة وتنفيذ جزء من خطط توسيعية ستتغير فيها خريطة لبنان مع مرحلة النفط والغاز الجديدة.