أبرزرأي

مطار القليعات الى واجهة البحث .. فهل هناك إمكانية لتشغيله؟

لينا الحصري زيلع- خاص رأي سياسي

المرعبي: الشهيد الحريري حاول مرارا اطلاق العمل..

حبيش: السلطات السورية قد توافق…

بعيدا عن الملف الرئاسي والشغور المستمر منذ 11 شهرا، قفز موضوع إعادة تشغيل مطار القليعات – مطار الشهيد رينيه معوض الى واجهة البحث من خلال حركة مكوكية محورها نواب منطقة عكار، الذين يحاولون بشتى الطرق اثارة هذا الملف مع كافة المسؤولين لتأمين الأجواء اللازمة لإعادة انطلاقته مجددا في هذه المرحلة التي تشهد انهيارات سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية.
من هنا، يُطرح السؤال عن إمكانية اطلاق العمل في مثل هكذا مشروع حيوي في بلد يعاني من ازمة مالية غير مسبوقة؟ والغريب ان معظم المسؤولين ابدوا حماسة لوضع هذا المطار على سكة الانطلاق، بما فيهم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والذي وعد بأدراج الموضوع على جدول اعمال مجلس الوزراء.
وفي السياق، اعتبر النائب والوزير السابق طلال المرعبي لموقع راي سياسي” ان مواصفات مطار القليعات من الناحية الفنية تعتبر ممتازة، لا سيما من ناحية المساحات الواسعة التي تحيط به وإمكانية الاستفادة بتوسيعه ، اضافة الى ان لا ابنية تحيط به.


وقال:” اذا عدنا الى بداية انشاء هذا المطار فهو تم انشائه من قبل الحلف العربي، حيث خصص لان يكون مطارا عسكريا، وفي العام 2002 في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري صدر قانون بتحويل المطار ليصبح مدنيا، على ان يخصص جزء منه كمطار عسكري، علما ان الرئيس الشهيد الحريري حاول مرارا اطلاق العمل في هذا المرفق، ولكن اعترضته مشكلة وهي ان الملاحة الدولية تفرض موافقة الدولة المجاورة لانطلاق العمل باي مطار لعوامل مناخية، لذلك كان من المفروض موافقة الدولة السورية، التي رفضت اطلاق العمل به، وبالتزامن كان هناك العديد من الشركات الدولية تجري دراسات حول المطار، وفعلا وضعت تقارير فنية تؤكد إمكانية استخدامه، ولكن كل هذه الموافقات اصطدمت بعوامل سلبية ومنها عدم موافقة السلطات السورية على اطلاق العمل به “.
أضاف المرعبي: “تأكيدا لتطابق مواصفات مطار القليعات مع المواصفات العالمية لتشغيله، فقد تم استخدامه لفترة كمطار مدني وحطت به طائرات طيران الشرق الأوسط، لا سيما بعد استشهاد الرئيس رينيه معوض، واعتبره رئيس مجلس إدارة “الميدل ايست” سليم سلام السابق حينها بانه اهم من مطار بيروت على الصعيد التقني، من خلال إمكانية توسعيه واستملاك الأراضي المحيطة به قدر المستطاع، إضافة الى مواصفاته الجغرافية المهمة، كما انه كان بالإمكان انشاء منطقة حرة في محيطه”.
وكشف المرعبي الى ان البحث كان يدور حول ان يخصص المطار لنقل البضائع فقط، او استخدامه كمطار لركاب، وكان اصرارنا وقتها ان نستقيد منه لنقل الركاب والبضائع معا، خصوصا ان هناك العديد من المواطنين في منطقة الشمال يفضلون استخدامه.
وأشار النائب السابق الى ان اثارة ملف مطار القليعات حاليا قد تكون أتت بالتزامن مع الازدحام الشديد الذي يشهده مطار رفيق الحريري الدولي في الوقت الحاضر، بحيث بات هناك حاجة ملحة وجدية لوجود مطار اخر، ولكنه شدد الى ان الامر يحتاج الى إعادة دراسة للمطار، واستعدادا لشركات كبيرة بان تستثمر لتشغيله لان ما يهمنا بالدرجة الأولى ان يتمتع مطار القليعات بمستوى دولي كبير في حال صدر القرار بإطلاق العمل به.
وعاد ولفت الى ان الامر يحتاج ايضا الى بحث الموضوع مع السلطات السورية للسماح ، لكي تسمح للطائرات في حال اضطرارها استخدام اجوائها والهبوط على أراضيها.
مؤكدا انه يفضل عدم التسرع لإقامة هذا المشروع، لان الأولوية هو ان يكون لدينا مطارا يتمتع بمقاسات ومعايير دولية.
واذ رفض الدخول في سجال ومزايدات حول هذا الموضوع، لفت الى ضرورة تشغيل خط انابيت “التابلاين” ايضا لما لهذين المرفقين من أهمية لمنطقة الشمال، حيث في حال انطلاق المطار واعادة العمل بخط الانابيب بشكل صحيح، يمكن توفير ما لا يقل عن عشرة الى 12 الف فرصة عمل لابناء الشمال، وانعاش المنطقة وازدهارها اقتصاديا، ورأى الى ان هناك إمكانية أيضا لإنشاء شركة “هيليكوبتر”، تخصص لنقل الركاب بين مطار رفيق الحريري الدولي ومطار رينيه معوض لتسهيل التنقل بين بيروت والشمال.

النائب هادي حبيش

من ناحيته، يقول النائب السابق هادي حبيش لموقعنا عن الموضوع: “في الحقيقة كنا دائما و لانزال نعتبر ان افتتاح مطار القليعات هو امر اساسي وضروري لأهميته لكل لبنان، لا سيما لمنطقة عكار، وحاليا وامام الضغط الكبير الذي يشهده مطار رفيق الحريري الدولي ، فإن الحاجة أصبحت ملحة لان يكون هناك مطارا اخرا، لذلك نحن نحاول بكافة امكانياتنا الضغط لتشغيل هذا المرفق الحيوي.
وعن سبب عدم اطلاق الرئيس سعد الحريري العمل في مطار القليعات لا سيما ان ظروف البلد المالية والاقتصادية كانت افضل، أشار حبيش انه لم يغب يوما عن بالنا هذا المشروع، ولكن الظروف وقتها لم تسمح بذلك.
وحول ما اذا كانت لدى الدولة اللبنانية إمكانيات مادية لتشغيل المطار، يؤكد حبيش ان الامر لا يحتاج ان تدفع الدولة اي مبلغ، فهناك استعداد كبير من قبل اكثر من 50 شركة دولية لتشغيل هذا المطار، لافتا الى ان ما يحتاجه الامر هو قرار سياسي.
اما بالنسبة الى موافقة السلطات السورية على تشغيل المطار، أشار حبيش الى ان السلطات السورية قد توافق او لا، ولكن الأهم هو ان يكون هناك قرارا لبنانيا على هذا الصعيد، فاذا كانت القوى السياسية صادقة بوعودها بالسير بالمشروع يمكن البدء جديا بانطلاق العمل به.
وكشف حبيش ان الرئيس ميقاتي سيتفقد خلال زيارته المرتقبة في الايام المقبلة الى منطقة عكار المطار من اجل الاطلاع على أوضاعه عن قرب، باعتباره من ضمن المشاريع الأساسية لمنطقة عكار وكونه ايضا اهم مرفق في المنطقة، كما ان من تداعيات تشغيله تحريك العجلة الاقتصادية والإنمائية في المنطقة ككل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى