أبرزرأي

مصدر دبلوماسي لـ”رأي سياسي”: خائف على لبنان وللعجلة في انتخاب رئيس

حسين زلغوط – خاص, موقع “رأي سياسي” :

صحيح ان بيان سفراء الخماسية كان بمثابة حجر رمي في المياه الرئاسية الراكدة، غير أنه لم يحركها بدليل أنه لم يلقى التفاعل الذي كان يأمله من صاغ مفرداته بعناية فائقة، ولذلك من المنتظر أن تشهد الساحة السياسية زخماً من الحركة والاتصالات والزيارات لهؤلاء السفراء إما بشكل منفرد أو بشكل جماعي، وربما هذه المرة تتوسع مروحة هذه اللقاءات اكثر من المرات السابقة بحيث تشمل شخصيات سياسية لم تكن مدرجة في السابق على لوائح الزيارات، بغية شرح ما قصدوه حول المشاورات التي يجب القيام بها بين اهل القرار في لبنان تفضي في نهاية الأمر الى الاتفاق على مرشح أو اكثر ومن ثم الذهاب الى عقد جلسة لمجلس النواب وانتخاب رئيس؟
وعلى الرغم من المناخات الاقليمية والدولية المشوشة والمتوترة، والاوضاع الداخلية الضاغطة على كافة المستويات فإن مصادر وزارية أبلغت موقع “رأي سياسي” أن ما من شيء في الأفق يوحي أن التحرك الجديد لـ”الخماسية” سيحدث الخرق المطلوب على المستوى الرئاسي، وأن ما يجري من وقت لآخر هو مجرد تذكير أن هناك من الدول التي ما تزال تمد يد العون للبنان للخروج من أزمته، غير ان الحل الذين يفتشون عليه، ويطرحون ما يطرحون بهدف الوصول اليه هو عند اللبنانيين انفسهم، وما دام أهل السياسة في لبنان على حالهم من اتباع سياسة النكد والنكايات وضرب مصلحة الوطن لغايات خاصة فمن العبث انتظار حلول قريبة للملف الرئاسي ولو بمساعدة “الخماسية” او “السداسية” أو حتى “المئوية”.
ويرى المصدر ان الحراك الجديد وفي السياق فهم ان سفراء الخماسية أو أحدهم سيفتتح باكورة التحرك الجديد لاستطلاع ردود الأفعال الحقيقية على البيان الذي صدر في اعقاب اجتماعهم في السفارة الأميركية، في زيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري لمناقشة مضمون البيان والاطلاع على ملاحظات الرئيس بري، وفي المقابل لتوضيح ما يمكن ان يكون من ملابسات، وهذا اللقاء ربما يشكل ما يمكن تسميته بخارطة طريق للتحرك الجديد.
ويبدو ان استعجال انتخاب الرئيس في غضون الشهرين المقبلين بفعل اقتراب موعد حصول الانتخابات الأميركية في الخريف المقبل، لأن الإدارة الأميركية بهذه الحالة تغلق نوافذها على الخارج بدءاً من شهر تموز ويصبح اهتمامها محصوراً بالداخل أي بالتحضير للانتخابات ، ونتيجة لذلك فان انتخاب الرئيس في لبنان يمكن أن يُرحل نتيجة لهذا الوضع الى العام المقبل ، وسيكون لبنان في هذه الحالة تحت وطأة المزيد من الأزمات الخانقة، من دون ان نتجاهل الوضع على جبهة الجنوب الذي يمكن أن يتدحرج في أي وقت نتيجة حسابات خاطئة لدى الحكومة الإسرائيلية التي تعيش هذه الآونة مرحلة من انعدام التوازن والتوتر والبعثرة ، والتي قد تحملها على اخذ قرارات من دون أن تحسب ما ستكون نتيجتها على المنطقة.
من هنا فان لبنان هو الآن في مرحلة شديدة الدقة والحساسية، وانه في حال لم تنتظم مؤسساته الدستورية انطلاقا من انتخاب رئيس، سيكون مقبل الايام عليه غير مريح، وهو ما ألمح اليه مصدر دبلوماسي عربي، الذي أعرب في دردشة لموقع “رأي سياسي” عن خوفه على لبنان في حال استمر الوضع السياسي على ما هو عليه من عدم تقدير للمخاطر التي تتهدد المنطقة ومنها لبنان، وفي حال لم يعالج بأقصى سرعة ملف النازحين الذي بدأ يأخذ منحى غير مطمئن.
ويكشف المصدر ان الكثيرين يريدون مساعدة لبنان وأكثر المتحمسين لذلك هي دولة قطر، التي ساعدت لبنان ولا تزال في سبيل استقراره وازدهاره، وهي لن تتراجع عن هذا مهما حصل، وهذا القرار يبّلغ لكل من يزور الدوحة من مسؤولين لبنانيين، لكنها في الوقت ذاته تحبذ ان يكون انتخاب رئيس في اطار توافق لبناني، وما ينقل بانها تنحاز لهذا الإسم أو ذاك للرئاسة غير صحيح على الاطلاق وان ما يطرح من اسماء يكون في اطار التشاور لا اكثر ولا أقل.
وأوضح المصدر أن زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى الدوحة مؤخراً اثمرت استئناف قطر تقديم المساعدة المالية للجيش اللبناني الذي تبلغ منذ ايام قليلة بهذا القرار، وهي لم تكن زيارة لها علاقة مباشرة بالشأن الرئاسي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى