أبرزرأي

مشهد الاستحقاق الرئاسي .. كل فريق ” مرشحي أو لا أحد”

 حسين زلغوط .

 خاص رأي سياسي…

لولا الحراك الذي يقوم به السفير السعودي وليد بخاري، معطوفا على حركة السفيرة الفرنسية آن غريو ، لكان التعاطي الداخلي مع الاستحقاق الرئاسي مجرد ثرثرة لا جدوى منها. وعلى الرغم من وصول عمر الفراغ الى عتبة الستة اشهر ما زال كل فريق سياسي متمترس وراء مواقفه ولم يسجل تقدم بمقدار قيد انملة، لا بل ان المواقف تزداد تصلبا يوما بعد يوم ، وكأن المتعاطين بالشأن السياسي لا يحسنون قراءة ما يجري على المسرح الاقليمي والدولي من متغيرات تستوجب عليهم التماهي معها بجدية وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية.

ان الثابت في المشهد الرئاسي يتلخص بالتالي: المعارضة مصرّة على رفض وصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وفي المقابل لم تستطع الاتفاق على اسم مرشح بديل على الرغم مما يقال عن تقدم في هذا المجال ، وفي المقابل هناك اصرار من الفريق الاخر على ترشيح فرنجية اولا، وثانيا، وثالثا، الى اخر العد، على حد ما يُنقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما ينقل عن معنين بالملف من “حزب الله” بان الخطة الف لدى “الثنائي” ومن يدور في فلكه هو سليمان، وان الخطة “باء”هي فرنجية، في دلالة واضحة بأن لا تراجع عن هذا الخيار مهما كلف الامر، وهو ما سبق ونقل عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تأكيده بان مرشحنا فرنجية ولو بقي الفراغ مائة عام الا اذا هو قرر الانسحاب من السباق الرئاسي.

هذه الصورة السياسية المهشمة في الداخل تجعل التحرك الخارجي تجاه لبنان يواجه صعوبة في اقناع المسؤولين اللبنانيين بالسير باي تسوية تتم حياكتها بين الدول المعنية بالملف اللبناني. وفي هذا السياق تؤكد مصادر سياسية على دراية بحركة الاتصالات التي تجري لانجاز الاستحقاق الرئاسي ان مسألة انتخاب رئيس اصبحت مكتملة صورتها ولم يعد هناك ما يتم مناقشته ، ولكن على ما يبدو المشهد المعتاد في هذا السياق قد تغير، ففي مراحل سابقة كان الداخل اللبناني ينتظر كلمة السر لكي تأتيه من الخارج وما عليه الا قراءتها وترجمتها على ارض الواقع حيال الاستحقاق الرئاسي، اما الصورة اليوم مختلفة، فالخارج هو من ينتظر الداخل لقبول ما اتفق عليه والسير بتسوية تنهي الفراغ الذي لا يمكن وصفه الا بالفراغ القاتل.

 فالاستمرار يسبب الكثير من الكوارث الاقتصادية والمعيشية من جهة، ومزيداً من الاهتراء على مستوى مفاصل الدولة التي هي اليوم في مرحلة الموت السريري، اذ ان هناك مرافق عامة ومؤسسات متوقفه عن العمل ،بما يحرم الخزينة العامة من كم هائل من المليارات في عز ازمة يحتاج معها لبنان الى “الفلس” الواحد.

وترى المصادر ان العقدة الاساس في ما خص الملف الرئاسي، ان كل فريق يتعامل مع هذا الاستحقاق على قاعدة مرشحنا او لا احد، اضافة الى الثقة المفقودة بين غالبية الاطراف التي تتعاطى مع هذا الموضوع،وان كل ما يقال عن تقارب بين “القوات” و”التيار” يمكن ان يؤدي الى النزول بمرشح واحد مع المعارضة الى مجلس النواب في مواجهة فرنجية هو مجرد كلام وان كل طرف لديه “نقزة” من الطرف الاخر ، ويتم التعاطي بين الجانبين على قاعدة المثل القائل”قلو لاطيلك، رد وقلو وانا صاحيلك”، وما دامت العلاقة بهذا الشكل “وقمح راح تاكلي يا حنة”…

حيال ذلك فان المصادر ترى ان الشكوك في احتمال انتخاب رئيس قبل حزيران باتت مشروعة ، وان تحقيق ذلك بات يقترب الى الاستحالة، الا في حال حملت الايام المقبلة تطورات غير موضوعة في الحسبان، خصوصا وان المعلومات تتحدث عن حركة دولية ممكن ان تسجل في الايام المقبلة تجاه لبنان ، بالتوازي عن كلام يتردد ايضا عن ان الفاتيكان تستعد لكي تشارك في حركة الاتصالات الدولية باتجاه الضغط لانتخاب رئيس لكي ينتظم عمل المؤسسات في لبنان الذي يجب ان يخرج من ازماته التي باتت تقلق البابا والدوائر الفاتيكانية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى