مسلسل الإنتخابات الرئاسية يرسم عدة سيناريوهات سلبية
تبقى الأنوار مطفأة في قصر بعبدا، وستسود العتمة في أروقته ليلة العيد، كما هي الحال في شوارع لبنان ومناطقه كافة، وإن كان سبب العتمة في القصر الرئاسي يعود إلى الفشل في انتخاب الرئيس، أو العجز عن تلقّف كلمة السر الخارجية، والتي تأخّرت في الوصول قبل العام الجديد، كما يجري الحديث في مجالس بعض المرجعيات العليمة بخفايا الأمور.
ومع عبور الحلقة العاشرة من مسلسل الإنتخابات الرئاسية في المجلس النيابي، ترتسم في هذه المجالس عدة سيناريوهات سلبية، لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالحوار المعطّل الذي جرى تحميل مسؤولية تعطيله إلى الفريقين المسيحيين اللدودَين والمتخاصمَين.
ومن المستغرب أن يكون الإنشغال اليوم متركّزاً على تطيير الحوار الذي أُعلنت وفاته قبل ولادته، فإن معلومات سياسية مواكبة، قد كشفت عن واقع من المساومات والمقايضات، وصولاً إلى الإبتزاز بالوضع المالي، كما بالوضع الأمني، يتم تسجيله على حافة الإستحقاق الرئاسي، ولكن من دون أن يكون لهذه المساومات أي وقع على الجهات المستهدفة بها، وبالتالي، فإن رسائل الضغوط الهادفة إلى رفع الأثمان السياسية قبل حصول الإستحقاق الرئاسي، ما زالت في بدايتها، ولم تنجح حتى اللحظة في تغيير المعادلات القائمة.
فالتسليم بالتسوية، تقول المعلومات، ما زال هدفاً بعيد المدى ومرتبطاً بثوابت داخلية وخارجية في آن، يأتي في مقدمتها وصول شخصية لديها الحضور، وتمتلك المقوّمات التي تجعلها في منأى عن أي تأثيرات داخلية كانت أم خارجية، وقادرة على قيادة مرحلة بناء الدولة وإنقاذ البلد من الجحيم الذي ما زال ينزلق إليه بوتيرة متسارعة على كافة الصعد في السنوات الأخيرة.
بناء على ما تقدّم، تتحدّث المعلومات، عن أزمة لدى فريق ما كان يسمى ب8 آذار، نتجت في الدرجة الأولى عن خلافات داخل صفوفه، ما أدّى إلى بعثرة أصواته وانعدام الفرصة أمامه لتسمية مرشحه الفعلي، وإبقاء الوضع رمادياً حتى إشعار آخر، ولكن مع اتهامه بتعطيل الإنتخابات الرئاسية، وبتهميش الموقع المسيحي الأول في الدولة، أتت فكرة الحوار لامتصاص الإحتقان الداخلي، ولكن سرعان ما طار هذا الحوار ولم يسجّل أي مبادرة داعمة له، لا سيما على المستوى الخارجي، كما تؤكد المعلومات، وبالتالي، بقي الوضع على ما هو عليه في الخارطة النيابية والسياسية لمجلس النواب الحالي، في حين أن كل الجهود لفتح نافذة في جدار الإستحقاق فرنسياً في الخليج، ومحلياً في ساحة النجمة، قد باءت بالفش