أبرز

مبادرة جنبلاط مستمرة والراعي يدرس مجموعة أفكار للخروج من المأزق

كتبت الصحافية لينا الحصري زيلع ل”رأي سياسي”:

كان الاعلان الصريح والواضح للثنائي الشيعي بدعم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وقعه وانعكاساته على الساحة السياسية من خلال تحريك الملف الرئاسي بشكل كبير، في ضوء تمسك المعارضة بمرشحها ميشال معوض ورفضها المطلق الحوار والتوافق على اسم الرئيس المقبل، مما أدى الى ارتفاع منسوب الخلاف السياسي في ظل فقدان المجلس النيابي لأي أكثرية او اقلية نيابية، علما ان لبنان لا يحكم الا على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب.”

من هنا، فانه من المتوقع ان تتكثف التحركات السياسية في الأيام المقبلة على وقع الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية، وكان اللافت امس دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليكون اليوم هو يوم صوم وصلاة على نية لبنان وشعبه وللإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لإنقاذ الوطن مما يتخبط به من مشاكل، دعوة الراعي هذه تأتي بعد سلسة من العظات والمواقف التي تطالب النواب بالقيام بواجباتهم بانتخاب رئيس للجمهورية.

وبالتزامن، يبقى الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه يسعيان لتقريب وجهات النظر للوصول الى تسوية تخدم لبنان اولا وكذلك جميع الأطراف السياسية، وفي هذا الاطار يؤكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبد الله لموقع “راي سياسي” بأن الحزب لا يزال على موقفه  وفي مكانه ضمن الوسط الإيجابي مع تأكيده على دعوة الجميع من أجل  الوصول إلى تسوية يكون أساسها تغليب المصلحة الوطنية على أي أمر آخر، لأن لا خيار لدينا باعتبار أن لا احد يملك الأكثرية كما يقول عبد الله.

النائب الاشتراكي شدد على ضرورة التوافق داخليا وعدم الاتكال على الخارج وقال ” لا يمكننا انتظار التوافق الأميركي- الإيراني أو السعودي-الإيراني، والرهان عليه لأنه قد يحتاج ربما إلى عشر سنوات إضافية، بينما البلد لم يعد لديه القدرة على التحمل.”

وأكد النائب عبد الله على أن مبادرة رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط مستمرة باتجاه الجميع وهي لم ولن تتوقف وهي تهدف لتقريب وجهات النظر.

وحول رفض الأطراف السياسية سلة الأسماء التي طرحها جنبلاط، يقول عبد الله إنه “ليس لدينا مشكلة من طرح اي أسماء أخرى من قبل اي طرف سياسي.”

وعن إمكانية تراجع الثنائي عن ترشيح سليمان فرنجية والمعارضة عن مرشحها ميشال معوض لمصلحة التسوية، يعتبر النائب الاشتراكي أنه “أمام وجع الناس وبؤسهم علينا جميعا التنازل والتراجع عن مواقفنا.”

وإذ أشار عبد الله إلى أن سياسة الدولة تقررها الحكومة وليس رئيس الجمهورية الذي هو من يمثل سياسة الدولة العليا وحامي السلطة، اعتبر أن المطلوب رئيسا يكون غير استفزازي لاي فريق ويمكنه إعادة ثقة المجتمع الدولي والعالم بلبنان واقتصاده.

ولم يستبعد عبد الله أن يُنتخب في آخر المطاف رئيس غير متداول باسمه في الأوساط السياسية  حاليا،  معتبرا أن الانهيارات على كافة المستويات والتي تؤدي الى جوع الناس تقضي الوصول الى تسوية بشكل سلمي، لأنه من غير المقبول أن تأتي التسويات بعد أعمال أمنية وإراقة للدماء. داعيا السياسيين إلى تحسس وجع الناس الذي وصل إلى حد الانفجار الكبير في ظل ازدياد منسوب الازمات.

وختم النائب عبد الله بالتأكيد على أن “لا مصلحة للبنان أن يكون لديه سلطة تواجه العمق العربي والخليجي تحديدا، لأن مصلحته هي بأن تكون علاقاته جيدة مع كل العالم شرقا وغربا من خلال التحييد الإيجابي للبنان وليس الحياد، لأن الحياد بالمطلق قد يأخذنا الى موضوع إسرائيل وهذا أمر مرفوض.”

موقف بكركي

من ناحيتها تعتبر مصادر كنسيّة “لراي سياسي” بأن دعوة الراعي ليوم صوم وصلاة جاءت نتيجة الأوضاع صعبة والظروف غير الاعتيادية الذي يمر بها البلد، وأشارت المصادر إلى أن الصلاة هي واجب للتخفيف من حدة عذابات الناس، وأكدت المصادر على مواصلة البطريرك مساعيه  وتحركاته ولقاءاته للخروج من الأزمة والوصول إلى حل، مؤكدة أن موقف البطريرك الراعي واضح ومعروف وليس لديه مرشح خاص لرئاسة الجمهورية لأنه على مسافة واحدة من الجميع.

وعما إذا كانت بكركي بصدد التحضير لأي مبادرة، اعتبرت المصادر أن بكركي سيكون لها تحرك خاص حسب الظروف وتوابعها، وكشفت عن أفكار تدرس من قبل البطريرك الراعي للخروج من الازمة وسيتم ترجمتها في وقت قريب.

ودعت المصادر جميع الاطراف السياسية لبذل الجهود وتقديم التنازلات لما فيه مصلحة لبنان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى