رأي

ما حاجة لبنان إلى الـ”يونيفيل”؟

كتب عماد موسى في صحيفة نداء الوطن.

يمتلك لبنان صيغة دفاعية فريدة، لا تمتلكها أعظم الدول في العالم وأكثرها تطوراً وقدرة؛ الجيش والشعب والمقاومة، هذا ما يجعل بلدنا الصغير عصيّاً على كل المؤامرات صامداً في وجه أطماع العدو، متماسكاً أيّما تماسك. باتت الثلاثية بأهمية مقدمة الدستور، ونصاً مكرّساً في أي بيان وزاري، وحشوة ملزمة في نخاع الصغار والكبار. لدى روسيا مثلاً جيش وشعب ومرتزقة، والنتيجة أن فولودومير زيلينسكي سوّد حياة القيصر وقضّ مضاجعه. ولدى الشقيقة سورية ثلاثية قوامها جيش وشعب وشبّيحة، أثبتت الأحداث عدم فعاليتها فلجأ النظام إلى خدمات ميليشيات شيعية وإلى قوات روسية كي يبقى واقفاً على قدميه. لم يستفد النظام من تجربته الناجحة في لبنان.

هذه الثلاثية السحرية حمت وحررت وأنجزت وردعت إسرائيل، وبالتالي ما الحاجة لوجود القوات الدولية في جنوب لبنان، سواء أكان وجودها تحت الفصل السادس أو السابع أو التماني ونص وخمسة؟ المقاومة تحمي الحدود وتحفر الأنفاق وتنصب الخيم وتركب كاميرات وتنصب صواريخ وتخزّن أسلحة، الأهالي يضبطون المعابر غير الشرعية ويسيّرون دوريات لحفظ الأمن ويداهمون الأماكن المشبوهة، والجيش يحمي ظهر المقاومة وظهر الشعب.

ما حاجة لبنان لقوات دولية صارت مهامها الإجتماعية تتقدم على المهام الأمنية؟ (طبابة للبشر وطبابة بيطرية وتركيب مضخات وتأمين شتول وإقامة دورات لتربية النحل…).

ما حاجة لبنان لقوات دولية لا يمكنها التحقق من انفجار إلا بعد 18 ساعة على إخفاء معالمه؟

ما حاجة لبنان لقوات دولية تراقب الخروقات وتسجلها ولا تستطيع منعها وممنوع عليها نصب حاجز وتفتيش قافلة شاحنات برّاد ضخمة آتية من سورية؟

ما حاجة لبنان لقوات دولية «أضرب وأطرح» بدّها غبرة رضى الحزب وهاجسها إذا الحزب راضي أو معصّب؟

ما حاجة لبنان لقوات دولية تشعر أنها مراقبة من الأهالي ومطاردة من الأهالي ومشتبه بها من قبل الأهالي، بالنيابة عن المقاومة، وتتحرّك في بيئة معادية وعاجزة تماماً عن تطبيق أي بند من بنود القرار 1701؟

أمن أجل السلام أرسل عشرة آلاف جندي وضابط إلى الجنوب؟ منذ 17 سنة وطبول الحرب تقرع. دجاجة خوتة تعبر. «ساعور» غير منضبط. قلع شجرة…هي أسباب كافية لاندلاع مواجهات.

ما حاجة لبنان لقوات دولية تحتاج إلى حماية محلية وإلى أذونات بالتحرك في مناطق انتدابها؟

ما حاجة لبنان إلى إيفاد وزير خارجيته إلى نيويورك، وهو يعلم علم اليقين، أن سطراً بالزايد أو سطراً بالناقص، وتبديل كلمة بكلمة لن تغير بالمشهد في الجنوب شيئاً. كنا وفرنا بضعة آلاف من الدولارات لشراء مازوت لموتورات المطار.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى