رأي

ماكينة “تيار المستقبل” تتجهّز انتخابيّاً وحاضرة سياسيّاً

كتب مجد بو مجاهد في “النهار”: ينظر تيار “المستقبل” إلى التحليلات والقراءات السلبية التي تحاول رسم معالم مسار ومصير الرئيس سعد الحريري السياسي، على أنها محاولات منبثقة من “غرف سوداء” بغية بثّ معطيات غير صحيحة في محاولة للتأثير على معنويات جمهور “تيار المستقبل”. وهناك مجموعة مسلّمات ومعلومات يمكن من خلالها التعبير عن الموقف الرسميّ للتيار “الأزرق”، لناحية أنّ زعيم “المستقبل” لن يعتزل السياسة. ولم يتغيّر الأداء العام لنواب الكتلة “المستقبليّة”، الذين يواصلون عملهم مع حركة طبيعية على صعيد لقاءات ومجالس واجتماعات وورش عمل. كما أجرى عنصر الشباب مؤتمرهم منذ أكثر من أسبوعين. وإذا كان هناك مجموعة انطباعات تستقرئ ابتعاد الرئيس الحريري عن إبداء المواقف السياسية، فإنّ لكلّ موقف توقيته ومعناه وأسلوبه ومنبره بعيداً عن أسلوب “بيع الكلام”، انطلاقاً من مقاربة تيار “المستقبل”، المؤكّدة أنّ كلّ محاولات التصويب على الحريري لن تفلح.

عن التحليلات الكثيرة التي ترمى في فلك المجالس السياسية، حول انحسار تحوّل إلى “شبه دائم” في ظهور رئيس “المستقبل” كما إصداره المواقف السياسية؛ تردّ النائبة في كتلة “المستقبل” رولا الطبش في حديث لـ”النهار”، مؤكّدة أنّ “الرئيس الحريري لن يعتزل السياسة، بل يتابع بشكل طبيعي شؤون تياره وجمهوره وأوضاع البلاد. ويفتح آفاقاً جديدة للبنان بعلاقاته، قد تترجم في مراحل لاحقة. كلّ التحليلات عبارة عن أكاذيب تندرج ضمن عنوان “الاغتيال السياسي” للرئيس الحريري، لكنّها ليست المرّة الاولى التي تطاله تحليلات من نسج الخيال. ويعي جمهور تيار “المستقبل” ذلك تماماً. أمّا مسألة الترشّح من عدمه، فهو قرار مرتبط بالرئيس الحريري، ووحده يعلن عنه”. وتشير إلى أنّ “من يتحدّث عن اعتزال الحريري سياسيّاً، فهو يحلم بذلك، خصوصاً أنّ اللاهثين يقفون في الطوابير وينتظرون، علّهم يحصلون على لقب أو منصب”، لافتةً إلى أنّ “تيار المستقبل يكمل عمله بشكل طبيعي، وله منسقيّات وأمانة عامة وهناك هيئة رئاسة. والتواصل مفتوح ومستمرّ مع الرئيس الحريري والمواقف حاضرة منه. ومن يتابع حسابه على تويتر يلاحظ ذلك. لكن ليس كلّ تفصيل يحتاج موقفاً، خصوصاً أنّ هناك فئة سياسية في البلد ومنها “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، أثبتت أنّها تطمح إلى دولة فاشلة كالتي نعيشها اليوم”.

أيّ معطيات عن التحضيرات الانتخابية في ظلّ تأكيدات بأنّ الانتخابات ستحصل في أيار المقبل؟ وهل تأخّر المستقبل على التحضير للانتخابات؟ تجيب الطبش بأن “تيار المستقبل مستعد للانتخابات مهما كان موعدها. خياراته كثيرة وماكينته الانتخابية في عمل مستمرّ. هناك من يصف الماكينات وكأنّها دكانة تفتح في موعد ما وتغلق أبوابها في موعد آخر. ماكينة تيار المستقبل لم يتوقف عملها منذ انتخابات 2018؛ لكن لا شكّ أنّ وتيرة عملها تتضاعف كلما اقتربنا من موعد الانتخابات. ولم يتأخر المستقبل في التحضير للانتخابات. أبناء الحريرية جاهزون للاستحقاق والردّ على كلّ من يريد استغلال أوضاعهم كلبنانيين. والحريريّون لا يغريهم المال ولا المناصب، بل لديهم خطّهم السياسي ولا يتراجعون عنه. ومن يشبهنا يأتي إلينا. أعتقد أنّ الانتخابات النيابية في خطر، إذا استمرّ الوضع الحالي في البلاد. لكننا كتيار مستقبل اتّخذنا خيارنا بالاستقالة من مجلس النواب، في حال كانت هناك نيّة بالتمديد أو بعدم إجراء الانتخابات. وكان الرئيس الحريري قد دعا منذ استقالته عام 2019 إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة”.

وفي ما يخصّ رؤية “المستقبل” للتحديات اللبنانية الكبيرة التي تحيط بالبلاد، بما في ذلك الأوضاع الاقتصادية والتحوّلات السياسية التي تواجه هوية لبنان، ترى الطبش أنّ “هناك رئيس جمهورية اعتاد سياسة التعطيل، والمكتوب واضح من عنوانه. لست متفائلة طالما أنّ الرئيس ميشال عون في سدّة الرئاسة، وطالما أنّ “حزب الله” يوسّع إطار دويلته. وللأسف تأمّلنا خيراً بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وسنكمل دعمنا له؛ لكنّ التعطيل المتعلق بملفّ المرفأ من يدفع ثمنه؟ رئيس الجمهورية وحليفه “حزب الله” مسؤولان عن وصول لبنان إلى هذه الحالة، وأمام المشهد الحكومي الحالي والتعطيل، ندعو الله أن يرحم اللبنانيين من هكذا رئيس وهكذا حزب وهكذا قوى سياسية تحترف التعطيل”.

وتخلص إلى أنّ “الأوضاع الاقتصادية تحتاج سرعة في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. فلا سبيل غيره في الوقت الحالي. وتتطلب المرحلة إصلاحات خصوصاً في ملفّ الكهرباء التي أدت الى نصف الدين العام جرّاء سياسة “التيّار الوطنيّ الحرّ” في هذه الوزارة. ولا بدّ من الإشارة إلى أهمية البيان الفرنسي – السعودي، فهو أشبه بخارطة طريق لخلاص لبنان. لم نلحظ جدية من الدولة في تبنيه وتطبيقه، سواء من ناحية الإصلاحات أو تطبيق القرارات الدولية والعربية أو حتّى في تحريك عجلة الدولة. هويّة البلد تتعرّض لأكثر الحملات لضربها، لكنّ الفئة الأوسع من اللبنانيين تتمسّك بلبنان العربي وبعلاقاته مع الدول العربية ووجوده في جامعة الدول العربية، وكلّ المحاولات الإيرانية لسلخ لبنان عن محيطه ستلقى مواجهة سياسية. “حزب الله” أوصلنا إلى الحال هذه بمقاطعة عربية غير مسبوقة وصلت حدّ سحب السفراء. وعليه أن يدرك أنّ كلّ ما يقوم به من تدخّل في الدول العربية، يدفع ثمنه المواطن اللبناني ولبنان الدولة. ولا بدّ أن يدرك أنّ الحلّ الأوّل يجب أن يبدأ بخروجه من هذه الدول وبوقف تدخّلاته، وباستراتيجية دفاعية واضحة. وبأن يبقى قرار السلم والحرب بيد الدولة فقط”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى