رأي

لوفيغارو: الاتفاق النووي الإيراني يجد نفسه رهينة للصراع في أوكرانيا

قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، اليوم الإثنين، إن ملف مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وبعدما كان مستقلاً عن توترات الدول الغربية الكبرى مع روسيا حول أوكرانيا، إلا أن الحرب انتابته عندما اختطفه بوتين فجأة كرهينة من خلال المطالبة بضمانات من أجل الحصول على استثناءات من العقوبات الهائلة التي فرضها الغرب على موسكو منذ غزو أوكرانيا.

واعتبرت “لوفيغارو” في مقال لإيزابيل لاسيير، أن الكرملين أثار تساؤلات حول الاتفاق النووي الإيراني الذي يوشك على الانتهاء، من خلال المطالبة بألا تعيق هذه العقوبات الغربية ضد موسكو التعاون الاقتصادي الروسي- الإيراني. فقد صدر قرار بوقف المفاوضات يوم الجمعة 11 مارس/ آذار “بسبب عوامل خارجية”، من قبل مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وتنقل “لوفيغارو” عن أحد المفاوضين الأوروبيين قوله إن ”أخذ خطة العمل الشاملة المشتركة كرهينة للحصول على تراجع عن العقوبات المفروضة على الروس“ هي مسألة “غير مقبولة”.

وتقول الصحيفة: “لأن الوقت ينفد خلال التوقف، تستمر أجهزة الطرد المركزي الإيرانية في الدوران”. منذ عام 2018، قامت إيران بتسريع برنامجها، وضاعفت عدد أجهزة الطرد المركزي اللازمة لإنتاج المواد الانشطارية، وسارعت لتخصيب اليورانيوم إلى 60% . ووفقا لمعظم الخبراء، قامت إيران بالفعل بتكديس ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية إذا تم اتخاذ القرار السياسي للقيام بذلك.

التسوية الجديدة التي كان بعض الخبراء ينظرون إليها بالفعل على أنها اتفاق لخفض سعر الفائدة، تهدف إلى كسب الوقت بشأن قنبلة نووية إيرانية، ولكن ليس لمنعها. وقد وافق جو بايدن، الذي جعل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، أولوية دبلوماسية خلال فترة ولايته، على رفع جزء كبير من العقوبات التي فرضها دونالد ترامب مقابل عودة إيران إلى التزاماتها الدولية. ويعتبر البعض في الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، أن بايدن قدم الكثير من التنازلات للمسؤولين الإيرانيين، كما تشير “لوفيغارو”.

في مقابلة مع وكالة “إرنا” الإيرانية، زعم المفاوض الروسي ميخائيل أوليانوف، أن طهران حصلت على “أكثر بكثير مما كان متوقعا” في مفاوضات فيينا. التنازلات التي قدمها الأمريكيون، والتي يبدو أن الأوروبيين لم يتمكنوا أو لم يرغبوا في منعها، تسببت في استقالة ثلاثة من أعضاء الفريق الأمريكي بقيادة روبرت مالي، المبعوث الأمريكي إلى إيران.

واليوم -تتابع “لوفيغارو”- فإن الحصار الروسي الذي يهدف إلى الالتفاف على العقوبات ومعاقبة الغرب والحفاظ على برميل النفط بسعر مرتفع من خلال منع تدفق النفط الإيراني إلى السوق، يخاطر بأن يؤدي إلى وفاة اتفاق النووي الإيراني، الذي يتم إفراغه تدريجياً من محتواه.

“فكل يوم يمر يعرض الاتفاقية بشكل أكبر لعوامل خارجية”، كما تنقل “لوفيغارو” عن مفاوض أوروبي، والذي اعتبر أنه “إذا كانت العرقلة الرسمية للأمور نهائية، فإن الدول الغربية ستضطر إلى النظر في خيارات أخرى”. وهذا ما دفع “لوفيغارو” إلى اختتام مقالها، متسائلة: “صفقة بدون روسيا؟ أو انهيار صفقة بالقرب من خط النهاية؟”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى