لقاء سيدة الجبل: لحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية وفقا للدستور
عقد “لقاء سيدة الجبل” و”المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” اجتماعا استثنائيا مشتركا،” أمام هول الأحداث والتطورات الخطيرة التي توالت منذ الأسبوع الماضي”، ناقشوا في خلاله، وفق بيان، “الخطوات العملية الكفيلة بالخروج من الأزمة الخطيرة التي تطاول اللبنانيين جميعا من دون استثناء”.
وتوقف المجتمعون ب”قلق شديد أمام تصميم “حزب الله” على مواصلة سوقه لبنان واللبنانيين إلى الهلاك المحتم، أمام عدو يعمل منذ لحظة تكوين دولته على تخريب النموذج اللبناني ونسف سبب وجوده. وخلصوا بنتيجة المناقشة الى البيان الآتي:
1 – ننحني أمام دماء الضحايا والجرحى الأبرياء التي سفكها الإجرام الإسرائيلي، وتسببت بإرهاقها سياسات “حزب الله” وقراراته التي تصادر حياة اللبنانيين ومصالحهم وتطلعاتهم خدمة لإيران وأهدافها التوسعية في المنطقة.
2 – نطالب بوقف ما يسمى ب”حرب المساندة” فورا بهدف فصل وضع لبنان عن وضع غزة.
3 – كذلك نطلب وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام مسؤولياته الدستورية في تأمين انتخاب رئيس للجمهورية.
4 – وأيضا تعيين جلسة مناقشة داخل مجلس النواب لموضوع استبدال القرار 1701 يوم 8 تشرين 2023 بـ”حرب المساندة”، بقرار اتخذه “حزب الله” منفردا في معزل عن اللبنانيين، وتحديد سبل الخروج من الحرب التي ورط فيها لبنان وشعبه.
5 – تتبع جلسة المناقشة دورات متتالية لانتخاب فوري لرئيس للجمهورية يلتزم تطبيق ما يتفق عليه نتيجة جلسة المناقشة، وتشكيل حكومة قادرة على نقل لبنان نحو السلام.
6 – يمر السلام المقصود، حكما، بحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية وفقا للدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعية الدولية 1559، 1680 و1701.
إن الدفاع عن مصالح لبنان لا يكون إلا من موقع وطني جامع، وليس من خلال اختصاص طائفة أو حزب أو تنظيم يفرض إرادته على باقي اللبنانيين ، خصوصا بعدما أثبتت التجربة المريرة سقوط معادلة “توازن الرعب” نتيجة “حرب المساندة”.
7 – يندد المجتمعون بسلوك وزير خارجية لبنان بأوضح الصور، وهو الذي يهدد إسرائيل بسلاح “حزب الله”، بدل أن يقدم تفسير حكومته لامتلاك هذا الحزب سلاحا خارج الشرعية الدستورية، وبدل أن يعطي العالم تفسيرا لطبيعة وظيفة سفير دولة ايران في لبنان، في ضوء فضيحة انفجار جهاز “البايجر” بحوزته، مما يؤكد أمرته ودوره واتصاله الوثيق بـ “الحزب”.
وفي هذا السياق يدعو المجتمعون المجتمع الدولي الى إدانة تدخل إيران السافر في الشؤون اللبنانية الداخلية ووضع حد له.
8 – يطالب المجتمعون القوى السياسية اللبنانية بالارتقاء إلى مستوى الأحداث، والتخلي عن المصالح الذاتية الرئاسية والانتخابية، واعتبار اللحظة وطنية بامتياز، على قاعدة أن إنقاذ لبنان يكون للجميع ويتطلب جهود الجميع معا.
9 – يقدر المجتمعون تفاني المستشفيات والجسم الطبي والتمريضي في أدائهم الإنساني والوطني الرائع، حيث أثبتوا أن لا جهوزية طبية واستشفائية عند أي طرف في لبنان، مهما قويت شوكته، خارج إطار القطاع الخاص والدولة.
ومن الضروري، هنا، وضع حد لسردية “حزب الله” المرتكزة على الاستعلاء والاستكبار والتجبر وادعاء القدرة على حماية بلادنا، بعدما انكشفت حدود قوته بسبب تخلي إيران الواضح والمعلن عنه، وتفضيلها مصالحها الخاصة على مصير الأذرع التابعة لها في المنطقة، ولا سيما لبنان.
10 – في هذا السياق، وأمام هول الأخطار والواقع الحالي المرير، مطلوب من “حزب الله” التوقف عن المكابرة وسياسة إنكار الواقع، بعدما أصبحت مدمِّرة له وللبيئة التي ساندته قبل أي جهة لبنانية أخرى، وعليه المبادرة تاليا إلى تسليم الشرعية الدستورية ما يعود لها، ولا سيما التسليم بدور الجيش اللبناني، وحده بلا شريك له- عدا القوى الأمنية و”اليونيفيل”- في الدفاع عن لبنان، والمحافظة على سلامة حدوده وأرضه ووحدته، وسلام شعبه ومصالحه وأمنه.
11 – يعتبر المجتمعون النقاط الواردة أعلاه انطلاقة للمناقشة مع كل الأطراف المعنيين بخلاص لبنان، ويدعون الى تحرك فوري في هذا الاتجاه”.