لغز الغاز الكبير
كتب أرمين تاديفوسيان، في “إزفيستيا”:
ينتهي اتفاق العبور بين نفطوغاز الأوكرانية وغازبروم الروسية، والذي بموجبه يزود الجانب الروسي أوروبا بالوقود، في 31 كانون الأول/ ديسمبر. على مدى 2024، تُسمع تصريحات تعكس إلى حد كبير الرغبة في تمديد العبور إلى الاتحاد الأوروبي عبر أراضي أوكرانيا بشكل أو بآخر.
فقال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في مقابلة مع بلومبرغ إن العمل جارٍ حاليًا لاستكشاف إمكانية نقل الغاز الأذربيجاني عبر أراضي البلاد، بعد انتهاء الاتفاقية مع شركة غازبروم. مثل هذا المخطط يبدو ممكنًا تماما. فقد تم مد خط أنابيب الغاز باكو-نوفو-فيليا بقدرة 10 مليارات متر مكعب سنويًا بين روسيا وأذربيجان. ومن خلاله يمكن للوقود الأذربيجاني أن يدخل إلى منظومة نقل الغاز في روسيا، ومنهايمكن تصديره إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا.
ما مدى فائدة مثل هذا المخطط لروسيا؟ لا تزال السوق الأوروبية ذات الاستيعاب الكبير محل اهتمام روسيا. ولهذا السبب، لا يمكن تجاهل احتمال تمديد مرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا حتى العام 2025. ومن الممكن هنا اتباع نهج جديد، حيث تدخل شركات الاتحاد الأوروبي، كما وصفت صحيفة هاندلسبلات في أحد مقالاتها، في اتفاقية مباشرة مع شركة غازبروم وتتلقى الوقود على الحدود الروسية الأوكرانية. بحيث لا تكون هناك اتصالات بين الشركة الروسية ونفطوغاز الأوكرانية.
وفي هذا السيناريو، فإن إمكانات الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي لن تقتصر على 10 مليارات متر مكعب سنويا، كما هو الحال مع أذربيجان، بل سوف تستمر روسيا في بيع ما لا يقل عن 15-20 مليار متر مكعب من غازها لأوروبا. وعلى هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك للصحفيين أن روسيا مستعدة لمواصلة الإمدادات عبر أوكرانيا في العام 2025.