لبنان يردّ بعد 15 أيار على اقتراح هوكشتاين .. ورسالة امتعاض أميركية شديدة اللهجة
لم تنجح محاولات السفيرة الأميركية دوروثي شيا لإنقاذ وساطة عاموس هوكشتين في ملف ترسيم الحدود البحرية قبل الانتخابات النيابية في 15 الشهر المقبل بحسب ما اشارت صحيفة “الاخبار”.
فالاتصالات التي كثّفتها شيا أخيراً وشملت أكثر من جهة معنية بالملف، كانت تهدف إلى حث لبنان على إعطاء جواب إيجابي، ولو بالشكل، على اقتراح الترسيم الأخير الذي قدّمه هوكشتين، ما يفتح الباب أمام تحسين الاقتراح (تضمّن منح لبنان الخط 23، مع قضم جزء من «حقل قانا»، قبل أن ينحني أمامه بشكل مائل باتجاه «خط هوف»، ويقضم قسماً من البلوك الرقم 8).
وفي هذا السياق اشارت الصحيفة الى ان الأميركيين يستعجلون قبل أن ينصرف اللبنانيون الى الانتخابات، جواباً إيجابياً للتعامل معه وكأنه تخلّ عن الرسالة التي أودعها لبنان لدى الأمم المتحدة مطلع شباط الماضي، وفُسّرت بأنها تعدّ حقل «كاريش» متنازعاً عليه مع العدو، ما يحول دون بدء عمليات الاستخراج على الجانب الإسرائيلي.
وقد رفض لبنان شفهياً الاقتراح المكتوب، وكان يفترض أن يتولّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي صياغة رد خطي، بالتنسيق مع الرئيس ميشال عون، واستناداً إلى مضمون «اتفاق الإطار» الذي توصل إليه الرئيس نبيه بري مع الجانب الأميركي. إلا أن الواضح أن المسؤولين اللبنانيين يتجهون إلى إرجاء الرد إلى ما بعد 15 أيار لعدم تحويل أي جواب إلى مادة تجاذب داخلي في الحملات الانتخابية، وعدم إثارة حزب الله وحلفائه، ولعدم جاهزية الوضع السياسي اللبناني لأي قرار.
الى ذلك لا يستسيغ الجانب الأميركي التلكؤ اللبناني في رفع الجواب، بدليل أن هوكشتين، الذي كان يفترض أن يعود إلى المنطقة، صرف النظر عن الزيارة مع تآكل المهلة التي وضعها لنفسه لإنجاز الاتفاق المبدئي قبل منتصف الشهر الجاري. ويبدو أن الجانب الأميركي، بحسب المعلومات، بات في صورة «سقوط وساطة هوكشتين» مبدئياً، ما سيُرتّب، وفق مصادر متابعة للملف، ضغوطاً أميركية على الجانب اللبناني، يتمثل أحدها بعدم الإفراج عن اتفاقيتَي الغاز المصري والكهرباء الأردنية.
وفي المعلومات، أن السلطة السياسية تبلغت أخيراً رسالة امتعاض أميركية شديدة اللهجة لعدم إعطاء لبنان جواباً واضحاً على اقتراح هوكشتين. لذلك، نصح أحد المشتغلين على الملف من الجانب اللبناني بصياغة رد «متوازن» على الاقتراح قبل نهاية الشهر الجاري، أو في مهلة أقصاها قبل موعد فتح صناديق الاقتراع، كي لا يفسر الصمت اللبناني على أنه رسالة سلبية إلى الأميركيين، تنطوي على رغبة في تطيير الوساطة.