أبرزشؤون لبنانية

التلامذة جائعون…وسنابل الجنوب تلبي النداء

كتبت غنوة عزّ الدين في “السياسة”:

هذه المرّة لم تعد نظرات الأطفال تلاحق أقرانهم إذا رأوهم يركبون سيارة فاخرة، أو إذا اشترى لهم أهلهم لعبة جديدة. بل صارت نظراتهم الخجولة تحاصر علبة الطعام المرسلة مع زميلهم في الصفّ لعلّهم ينالون حصّة من ما يبقى فيها أو يُشبعون عيونهم فتشبع بالوهم بطونهم.

“شوكولا، فواكه وأنواع أخرى من المأكولات داخل علب الأطفال، أو ما أصبح يعرف في الفترات الأخيرة بالـ ” Lunch Box “. وفي المدارس ينظر كلّ طفل إلى الآخر وما يأكله. والبعض الآخر، يجلس في زاوية الصف يتناول “سندويشة زعتر” أو حصة فاكهة من دون النطق بأي كلمة.

ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية، صار سؤال ” فيك تطعميني؟ مبارح ما أكلنا وبعدني جوعان”، مألوفًا ومكررًا. في حين بدأ عدد من المدارس بالفعل يطلب من الأهل عدم إرسال “الشوكولا والتشيبس والبسكويت” مع أطفالهم وذلك حتى لا يشعر البعض الآخر بالنقص.

مبادرة لتوزيع حصص غذائية على المدارس

ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي ونسمع به ليس سوى عينة بسيطة، لأنّ الواقع في المدارس أكثر صعوبة.

مدير جمعية “سنابل الجنوب”، علي بزي أكد في حديثه لـ “السياسة” أنّ الأزمة في المدارس تتفاقم يومًا بعد يوم. وهذا ما أصبحنا نراه من خلال أطفالنا وأطفال أصدقائنا، فكل منهم يأتي إلى المنزل ويروي ما حصل معه في الصف”.

وفي ظلّ عدم وجود بوادر حلّ للأزمة الاقتصادية، أشار بزي إلى أنّ الحلّ يكمن في التواصل مع الأهل والمدارس أو “من استطاع اليه سبيلا” لإرسال أي نوع من الحصص الغذائية مع أطفالهم وذلك لمن يشتهي.

وكشف أنّ جمعية “سنابل الجنوب” تسعى لإطلاق مبادرة وهي الأولى من نوعها، وتشمل تأمين حصص غذائية للمدارس المجاورة في المنطقة وتوزيعها على الأطفال.

ووفقًا لبزي، ستطلق الجمعية حملات عبر صفحتها الخاصة على “فيسبوك”. وستطلب من كلّ المدارس والجمعيات المبادرة للحلّ.

يحصلّ كلّ ذلك في وقت ما زالت فيه الدولة غائبة عن السمع متخبطة بأزمات سياسية ومحاصصات تمنع أي حلّ قادر على إراحة الشعب.

(السياسة)

المصدر
السياسة

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى