خاصأبرزرأي

لبنان يرحب بعون رئيسا…

ينتظر اللبنانيون موعد لقاء باريس الخماسي حول لبنان بعد يومين بحماسة، في الوقت الذي يتنبأ فيه الشعب عن سبب زيارة السفير السعودي وليد البخاري لقائد الجيش العماد جوزيف عون.

أكدت بعض الأوساط الإعلامية أن مقربون من قيادة الجيش أكدوا أن “الزيارة كانت عادية ولم يتطرق أحد فيها إلى الحديث عن الملف الرئاسي، بل بقي الكلام في الشؤون العامة.” كما أن السعودية لفتت إلى أن المستشار نزار العلولا يحضر الاجتماع من أجل تقديم المساعدات الإنسانية عبر “الصندوق السعودي – الفرنسي لدعم الشعب اللبناني” فقط.

وهنا نطرح عدة تساؤلات تتمحور حول التوقيت، إذ أن السعودية لا تتحرك في كل الاتجاهات إلا إذا كان هناك أسبابا وجيهة تأخذ من جهدها في وقت تعاني بلادها أزمات عدة داخليا. كما أنها لا تخوض المغامرات من دون تبعات جوهرية تستحق تحقيق المصير اللبناني.

ولهذا ترى الرياض في الانتخابات النيابية الماضية لم ترغب في التدخل إذ أنها لم توحد اللوائح الانتخابية في الساحة السنية على الأقل. واقتصرت أعمالها على إفطارات رمضانية. أما رئاسيا، جولة “الأفق” التي قامت بها البارحة ما هي إلا دليل على تشاور مسبق يقوم على مراجعة الملف قبل حضور امتحان يوم الإثنين في باريس، خاصة أن عون يشكل ورقة ضاغطة على التيار الوطني الحر حليف “حزب الله”.

ومن المرجح أن تأتي دول الخارج بعون رئيسا للجمهورية في الوقت الذي لا يلقى فيه دعم أي من الكتل النيابية سوى اقتراح “جنبلاطي” نافس فيه “المركزيين” من جهة، وجال على الأغلبية “الصامتة”  التي لا ترى في عون شخصية استفزازية.

والجدير بالذكر أن الكتل السياسية جميعها تطالب برئيس للجمهورية يتمتع بمواصفات سيادية، اصلاحية، ورغبة في اصلاح الدولة بعيدا عن انقسامها. ومن بين جميع التسميات الرئاسية يمثل عون صلب الخيار الرئاسي الأفضل، وفرنجية على أبعد تقدير فرقة ثانوية انشقت عنها دول الخارج ربما لأنه يمثل استفزازا واضحا وصريحا.  

ونذكر أن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون كان قد تحالف عام 2005 مع شخصية مارونية موالية لسوريا تقليديا وتفاخر بها في الوقت الذي كان يصر على ضرورة نزع سلاح حزب الله. وسرعان ما تبدلت مواقفه وتغيرت القرارات بالاجماع وأصبح “حزب الله” هو”النار” وقلب التيار “طفاية”مسيحية، وانقلب على سليمان فرنجية رئاسيا.

فهل الانقلاب “العوني” على قائد الجيش هو مسألة وقت، يتغير فيها ميزان القوى؟

لم يفعل الجانب “العوني” سوى مفاقمة الأمور فحسب، ولن ينفع شيئ على الأرجح إلا صفقة خارجية تشمل قبول كل الأحزاب السياسية، فوسط اشمئزاز كبير من كل اللبنانيين، لن تدعم الاجتماعات الخارجية دهاة السياسة إلى إحكام قبضتهم مرة أخرى وتسلم بذلك المناصب إلى النخبة ذاتها من “الزعماء” الأقوياء “طائفيا”.

أخبار مرتبطة

تعليق واحد

  1. عمل رائع و شفافية و موضوعية في كتابة التقارير
    و كالعادة هكذا تعودنا على كتاباتك التي توضح صورة الاحداث في اذهاننا و تجعلنا نميز الخيط الابيض من الخيط الاسود..
    كل التقدير و الفخر و الاحترام للصحافية غيتا مشيك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى