شؤون لبنانية

“لبنان ليس أولوية”… وثيقة أميركية عن “الأمن القومي”

افادت مصادر مطّلعة في العاصمة الأميركية واشنطن لموقع “اساس ميديا” أنّ الإدارة الأميركية بدأت إعداد وثيقة جديدة تتعلّق بالأمن القومي الأميركي ستحدّد الأولويّات الأميركية في العالم ورؤية المؤسسات الأميركية الأمنيّة للمخاطر والتحدّيات التي تواجه أميركا والأمن العالمي في المرحلة المقبلة. على أن تصدر هذه الوثيقة قريباً.

وفي هذا السياق اشارت المصادر الى ان الأميركيين مهتمّون بملف ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني ويعملون لتسهيل العودة إلى المفاوضات لأنّ ذلك يساعد في استخراج الغاز والنفط، لكنّهم لن يضغطوا للوصول إلى حلول سريعة إذا لم يتجاوب البلدان

أمّا الشأن اللبناني فليس في سلّم الأولويّات لدى الإدارة الأميركية، إذ تركّز هذه الإدارة حالياً على تقديم الدعم العسكري والمالي والإنساني للجيش اللبناني والقوى الأمنيّة لضمان الحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع تدهور الأوضاع في لبنان، مع متابعة تقديم الدعم للجهات الإنسانية عبر المؤسسات الدولية. لكنّ حجم هذه المساعدات قد يتراجع في المرحلة المقبلة.

كما شدّدت الإدارة الأميركية على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ودعم وصول طبقة سياسية جديدة إلى الحكم تكون قادرة على معالجة الأزمة السياسية والاقتصادية. وتأمل حصول تغيير سياسي حقيقي يؤدّي إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لأنّ هذا هو الطريق الأفضل لمعالجة الأزمة الاقتصادية والماليّة.

وختمت المصادر بالقول إنّ “لبنان حاضر في قائمة اهتمامات الإدارة الأميركية من زاوية دور حزب الله وأمن إسرائيل والحفاظ على الاستقرار الأمنيّ وحماية الجيش اللبناني ودعمه، وليست لدى الإدارة الأميركية حلول عمليّة، وما يُطرح من أفكار ومشاريع في الكونغرس الأميركي قد لا يكون من أولويّات الإدارة الأميركية اليوم، وليس على اللبنانيين سوى تقليع أشواكهم بأيديهم”.

الى ذلك اوضحت مصادر “أساس” أنّه من خلال التواصل مع المسؤولين في البيت الأبيض وأعضاء في الكونغرس الأميركي ووزارة الخارجية وبعض المؤسسات الأميركية الأمنيّة، يمكن تحديد الأولويّات الأميركية في المرحلة المقبلة على الشكل التالي:

أوّلاً: المواجهة مع الصين وروسيا، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو العسكري. فهذه هي القضية الأولى حاليّاً في سلّم الاهتمامات الأميركية، خصوصاً في ظلّ ما يجري في أوكرانيا اليوم، الذي يمكن أن ينعكس على الأوضاع في الشرق الأوسط.

ثانياً: المفاوضات النووية مع إيران والانعكاسات المتوقّعة لهذه المفاوضات، سواء نجحت في التوصّل إلى اتفاق جديد أو عادت إلى الاتفاق القديم أو فشلت. وتدرس الإدارة الأميركية كلّ الخيارات المحتملة والمتوقّعة من جرّاء هذه المفاوضات.

ثالثاً: أمن إسرائيل الذي يظلّ من ضمن الأولويّات الأساسية على الرغم من وجود بعض التباينات بين الإدارة الأميركية والمسؤولين في إسرائيل، ولا تعطي الإدارة اليوم اهتماماً كبيراً للعودة إلى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وإن كانت تشجّعها لكنّها لا تضعها في سلّم الأولويّات.

رابعاً: الاستمرار في مواجهة تنظيم داعش وما تسمّيه الإدارة الأميركية الإرهاب العالمي، ولا سيّما بعد عودة داعش إلى التمدّد في الكثير من المناطق في الشرق الأوسط وإفريقيا. وهذا يتطلّب إعادة تفعيل التحالفات الدولية لمواجهة التنظيم ووضع خطط ميدانية للمواجهة، مع تعزيز التعاون مع الدول التي تواجه داعش وتنظيم القاعدة، ولا سيّما أفغانستان وحركة طالبان التي تعهّدت للإدارة الأميركية بمنع عودة تنظيم القاعدة إلى أفغانستان ومواجهة تنظيم داعش.

خامساً: إنهاء حروب المنطقة، ولا سيّما حرب اليمن. فالإدارة الأميركية تؤكّد ضرورة وقف هذه الحرب بما يضمن أمن دول الخليج ويُنهي تداعيات هذه الحرب.

سادساً: خفض القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط (خصوصاً في سوريا والعراق)، لكنّ ذلك لا يعني الانسحاب الكلّيّ من هذين البلدين نظراً إلى أهمية الوجود العسكري ولو المحدود فيهما.

سابعاً: مواجهة تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا وأوميكرون، وانعكاس ذلك على الأمن الاقتصادي والصحّي.

هذه هي أبرز الأولويّات لدى الإدارة الأميركية اليوم حسب هذه المصادر المطّلعة في واشنطن.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى