
لينا الحصري زيلع.
خاص رأي سياسي..
رغم الظروف الاستثنائية والانهيارات على كافة المستويات، يبقى لبنان الوجهة المفضلة لدى أبنائه المغتربين بهدف السياحة وللاطمئنان على الاهل والأصدقاء وقضاء العطل والاعياد والتمتع بطبيعته المميزة، و مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل انخفاض الليرة بات لبنان من الدول التي تعتبر رخيصة بالنسبة للمغتربين والسياح .
و اللافت خلال السنوات الأخيرة الماضية زيادة كبيرة في اعداد المواطنين العراقيين والاردنيين والمصريين بهدف السياحة في بلاد الأرز، على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تعاني منها.
وفي هذا الاطار، وللاطلاع على الحركة السياحية في موسم الأعياد، واحوال القطاع الفندقي التقى “راي سياسي” نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر الذي قال:” حسب كل المؤشرات فإن لبنان على موعد مع حركة سياحية ناشطة خلال فترة الاعياد هذا الشهر، ولكن لان اغلبية الزائرين هم من اللبنانيين فإن نسبة اشغال الفنادق لن تكون كبيرة، لان معظمهم لديهم منازل خاصة وليسوا بحاجة للإقامة في الفنادق، ولكن نتوقع ان تنشط السياحة المحلية في المناطق اللبنانية في عطلتي عيد الفصح، وستستفيد الفنادق العاملة حاليا من هذه الحركة، علما ان هناك قسما منها مقفل في عدد من المناطق دون اعلان الاقفال بشكل رسمي، ولكن في حال كان هناك طلب على الحجوزات فهناك إمكانية لإعادة فتحها، مع الإشارة الى ان الموسم السياحي يبدا عادة بعد شهر أيار”.
وأشار الأشقر الى ان هناك عدد كبير من المواطنين العراقيين والمصريين والاردنيين سيمضون فترة عيد الفطر في لبنان، كما هو الحال منذ قرابة الست سنوات، لافتا الى ان فترة عيد الفطر لا تتعدى الأسبوع ، لذلك فان نسبة اشغال الفنادق في بيروت التي تعاني من أوضاع كارثية ستكون اعلى مما هي عليه اليوم، ولكن مع انتهاء فترة العيد سيعود الوضع الى ما كان عليه.
واعتبر نقيب أصحاب الفنادق الى ان قطاعات تأجير السيارات، والمطاعم والملاهي ستستفيد بشكل كبير في هذه الفترة من اللبناني المقيم والمغترب ومن السواح على حد سواء.
وعن نسبة اشغال الفنادق في فترة الأعياد، أشار الأشقر الى ان لا ارقام محددة حتى الان، املا ان تكون النسبة مرتفعة ، مشيرا الى انه رغم الظروف القائمة والمشاكل التي نعاني منها فان الحركة السياحية مرتبطة بشكل اساسي بالأوضاع السياسية، لذلك فانه مهما كانت نسبتها فهي ستنعكس إيجابا على الحركة الاقتصادية ، مشيرا الى انه في حال تم انتخاب رئيس جمهورية عليه القيام بما يلزم لإعادة الانفتاح على دول الخليج العربي، وبالتالي إعادة علاقات لبنان الطبيعية مع هذه الدول، عندها يمكننا النهوض مجددا وبسرعة قياسية.
وردا على سؤال لفت الى ان اكثر الفنادق المطلوبة هي الفنادق المصنفة بأربعة وخمسة نجوم ، مشيرا الى ان هناك اقبال أيضا على منازل الضيافة التي نشطت في الفترة الأخيرة، والمنتشرة في المناطق النائية وعليها طلب خصوصا من قبل محبي الطبيعة.
وكشف الأشقر الى ان كل الفنادق التي تم اقفالها في بيروت لا سيما الدولية، سيعاد فتحها لان الشركات الدولية تجبرها على ذلك، كما ان المؤسسات الفندقية الكبيرة مضطرة ان تبقى موجودة في الأسواق

من ناحيته، كشف نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود لموقعنا ان حجوزات الطائرات القادمة الى لبنان ، أصبحت مقفلة في حدود 95% الى 96% حتى الان، متوقعا ان ترتفع الى 100% حتى موعد عيد الفطر المبارك، مما يعني دخول قرابة 12 الف راكب يوميا عبر مطار رفيق الحريري، وبالتالي سيتم تسجيل وصول قرابة 420الف راكب خلال فترة الاعياد من بينهم قرابة 30% منهم من السواح العرب لا سيما من العراق ومصر والأردن.
وأشار الى ان معظم الوافدين هم من اللبنانيين المغتربين من دول افريقيا والخليج العربي، ولفت الى ان تزامن أعياد الفصح الغربية والشرقية والفطر والعمال شكل حافزا تشجيعيا للحركة السياحية ولمجيء المغتربين.
وحول ما اذا كان هناك سواح من الخليج ، اعتبر عبود ان التقارب في المنطقة سيكون له تأثير مباشر إيجابي على لبنان لا سيما من دول الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية وهذا ما نتمناه، ولكن يبدو ان سرعة تنفيذ “اتفاق بكين” ستكون لها نتائج ممتازة على البلد، خصوصا ان انقطاعهم عن المجيء الى لبنان هو امر سياسي، ولكن عندما تتم حل المسالة سيتم رفع الحظر على زيارتهم الى لبنان.
وقال عبود :”حاليا نحن نتكل على السائح العراقي والمصري والأردني، والتي أدت الى مساهمة مباشرة للسياحة في الاقتصاد بأربعة مليار ونصف الى 5 مليار دولار في العام، ولكن اذا عادت السياحة الخليجية ستصل مساهمة السياحة في الاقتصاد الى قرابة 8 مليار دولار”.
وعن أسعار بطاقات السفر يقول عبود انها تخضع للعرض والطلب، وأشار الى انه في قانون الملاحة والسفر يعتبر هذا شهر شهرا عاديا، ولكن تزامن الأعياد أدت الى هذه الحركة الناشطة، متوقعا ان يكون فصل الصيف ناشط سياحيا، خصوصا اذا تم انتخاب رئيس للجمهورية و في ظل التناغم السعودي الإيراني .
واكد عبود الى ان القطاع السياحي هو مصدر اساسي في ادخال الإيرادات للبلد، لا سيما في الازمات التي نمر بها، والسياحة هي نفط لبنان عبر التاريخ وقبل البدء بالتنقيب عن البترول الغاز ، كما ان لبنان بات مناسبا سياحيا بسبب انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار.