خاصأبرزرأي

لبنان الأولوية الثانية بعد غزة في جدول قمة القاهرة اليوم

حسين زلغوط
خاص – موقع “رأي سياسي”:

في الوقت الذي تعج فيه المنطقة بالمتغيرات والتحولات، تتجه الأنظار الى القمة العربية الطارئة التي ستنطلق اعمالها اليوم الثلاثاء في العاصمة المصرية، حيث سيكون من أبرز الملفات التي سيقاربها القادة العرب مستقبل قطاع غزة، وما يمكن فعله لمواجهة الدعوات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، والتي تصاعدت مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة إعمار القطاع، بعد تهجير سكانه، وضمه تحت السيادة الأمريكية، وهو ما يمثل امتدادا لتلك الدعوات التي تبنتها إسرائيل إبان العدوان.
ووفق مطلعين فإن الحديث عن رفض التهجير، سيكون الأولوية الأولى للقمة، حيث يتجلى الهدف الرئيسي في هذا السياق في إبراز الموقف العربي الجماعي، الذي سبق وأن تم الإعراب عنه في القمتين العربيتين الإسلاميتين، اللتين عقدتا في المملكة العربية السعودية خلال العامين الماضيين، بل وتجاوزت هذا النطاق العربي الإسلامي، من خلال مواقف معلنة من دول أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، والتي رفعت جميعها شعار “لا للتهجير”.
أما الأولوية الثانية للقمة الطارئة في القاهرة وفق المطلعين على مسار ما يحدث في المنطقة، هي وضع أطر لمقترح عربي لإعادة إعمار القطاع، في وجود سكانه، بعيدا عن المفهوم التقليدي الذي طالما تبنته القوى الكبرى في العالم، في مثل هذه الحالات، حيث تسعى الدولة المصرية وشركائها في المنطقة العربية إلى إضفاء مفهوم تنموي لعملية إعادة الإعمار، من شأنه تحقيق حياة كريمة لسكان القطاع، لتشجيعهم على البقاء ضمن أراضيه، ومواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال، لإجبار سكانه على الرحيل بشكل طوعي.
بينما يبقى حل الدولتين، هو الأولوية الثالثة التي تضعها القمة نصب أعينها، من منطلق أن السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لن يتحققا الا بحل الدولتين، لأن بقاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، سيبقى السبب الرئيسي في عدم الاستقرار.
واذا كانت القضية الفلسطينية ستتصدر المشهد الأساسي في القمة العربية، فإن لبنان بطبيع الحال لن يغيب، وهو سيكون له حصة وافية من المناقشات داخل القمة، ومن خلال لقاءات الرئيس جوزاف عون الجانية في أروقة الجامعة العربية، حيث ستركز الكلام على ما يمكن فعله عربيا لمساعدة لبنان في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه، اضافة الى مساعدته ايضا في عملية الاصلاح للخروج من أزماته الداخلية.
وعليه فإن القمة تتجه لأخذ قرارات حاسمة بشأن لبنان مع انطلاقة العهد الجديد الذي لقي ترحيبا عربيا جامعا، إن من حيث المساعدات، او رفض بقاء قوات الاحتلال الاسرائيلي في النقاط التي رفض العدو الاسرائيلي مغادرتها وفق اتقاق الهدنة الذي خرج من رحم القرار 1701 وكذلك رفض كل ما يحكى عن إمكانية توطين جزء من الفلسطينيين في لبنان.
ومن غير المستبعد طرح إمكانية إطلاق نواة صندوق عربي لتأمين الأموال اللازمة لعملية الاعمار من جهة، وللنهوض الاقتصادي من جهة ثانية، على ان يتزامن ذلك ايضا مع تقديم الدول المانحة وصندوق النقد الدولي حصة وافية من هذه المساعدات التي أحوج ما يكون لبنان بحاجتها في هذا الظرف، ولذلك فإن الرئيس عون سيكون صريحا إلى أبعد الحدود لهذه الناحية، خصوصا وأن لبنان يعلق آمالاً كبيرة على وقوف أشقائه العرب الى جانبه في محنته.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى