أبرزرأي

لا خروقات متوقعة من زيارة لودريان بعد السعودية وقطر.

تيريز القسيس صعب خاص رأي سياسي

من المتوقع ان يزور الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان لبنان للمرة الثانية بعد شهر تقريبا من زيارته الاولى، وذلك بهدف استكمال مهمته “المعقدة” بغية التوصل إلى اتفاق لانتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور قارب ٩ أشهر.
الا ان زيارة لودريان تبقى معلقة في توقيتها إلى حين استجماع كل مكونات نجاحها، او على الاقل استكمال معطيات تقدمها، مع العلم ان لا موعدا رسميا بعد لحضوره إلى لبنان.
ومن المرجح ان يعرج المسؤول الفرنسي على الاليزيه قبل بيروت لوضع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في أجواء الاتصالات والمشاورات التي أجراها في كل من السعودية وقطر.
وبحسب المعلومات التي رشحت من ديبلوماسيين متابعين لتطورات الملف اللبناني، فإن اجتماع وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان بممثل الرئيس الفرنسي كان مهما جدا ومميزا نظرا للمواضيع التي تم التداول فيها.
فاجتماع الدوحة الذي لم يتفق اعضاؤه على فكرة طرح لودريان بوجوب عقد طاولة للحوار بين اللبنانيين برعاية دولية او عربية، كان مدار تباين بين المجتمعين خصوصا وان هذا الامر هو فكرة فرنسية يحاول من خلالها لودريان أحداث خرق ما على خط الستاتيكو الرئاسي الحالي.
ويلاحظ ان لودريان يعود الى لبنان في اجواء غير مشجعة ومسهلة تظهر من خلال انسداد اي حلول او مبادرات او الجمود القاتل على الخط الرئاسي.
وتؤكد مصادر سياسية على الخط الفرنسي ان المسؤولين في لبنان باتوا اليوم مقتنعين أكثر من قبل ان المسؤول الفرنسي لن يتمكن من خلال زيارته الثانية من احراز اي خرق في المدى المنظور او طرح حلول، لدرجة ان بعض السياسيين في لبنان استخلص انه لو تم الاتفاق في الدوحة على شي ما بين أعضاء الخماسية، لكان لودريان زار بيروت مباشرة بعد الدوحة.

وتؤكد مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية لموقع “رأي سياسي” ان زيارة لودريان قد تحمل ربما بعض المعطيات الجديدة والتي تتعلق بفكرة انجاح الحوار، الا ان المشكلة ما زالت تدور حول شكله ومضمونه، والشخصيات التي ستتحاور فيما بينها، والمواضيع التي ستطرح، ناهيك عن مكان انعقاد هذا الحوار، ومن هي الدولة الراعية والمضيفة.
امام هذا الواقع يظهر جليا بأن باب الحوار ليس مسهلا ولا معبدا، وان الافرقاء السياسيين يعتبرون ان لا نتيجة منه طالما ان القيادات والمسؤولين في لبنان ما زالوا متمسكين بمواقفهم وتوجهاتهم ومرشحيهم.
وفيما يظهر جليا ان فرنسا تحاول توسيع وتثبيت شبكة اتصالاتها مع الدول المعنية بالملف اللبناني، وانها تتواصل بشكل دائم معهم، يتبين ان باريس اليوم تحاول تقوية موقعها التفاوضي على المستويين العربي والدولي بعدما لمست ان خيار دعم مرشح الممانعة سليمان فرنجيه كان غير ناجح.
ويتبين من البيان الذي صدر بعد اجتماع الخماسية في قطر ان اللهجة المعتمدة والديبلوماسية المتواترة التي اعتمدت في الكثير من البيانات السابقة، اختلفت هذه المرة بعدما انتقلنا من مسالة فرض عقوبات الى مسائلة اتخاذ اجراءات ضد معرقلي انتخاب رئيس، وهذا الامر فسره مرجع ديبلوماسي بأن مرحلة جديدة وجدية سيتم التعامل معها في الملف اللبناني.
فموقف الولايات المتحدة الأميركية ثابت وكذلك الامر السعودية لجهة التركيز على البرنامج والضمانات التي يمكن أن يقدمها أي رئيس في تطبيق “اتفاق الطائف”، والقرارات الدولية وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، من دون تبني أي مرشح. فالمشاورات الحالية ترتكز على حسم الدعوة الى الحوار وسط قناعة لدى غالبية أعضاء الخماسية، بضرورة أن يحصل الحوار بعد انتخاب رئيس للجمهورية وليس قبله.
وفي انتظار ما إذا كان لودريان قد يقوم بزيارة بيروت الاسبوع المقبل ام تؤجل إلى موعد آخر، يعول المسؤولون في لبنان على دور اللجنة الخماسية، والتسوية التي يعمل عليها، والتي يمكن ان تنقذ ما تبقى من الجمهورية…

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى