رأي

لا ثقة أميركية بالمنظومة الحاكمة!

كتبت صحيفة “اللواء”:

جولة «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان» على المسؤولين اللبنانيين لم تكن سمناً وعسلاً على قلوب أهل الحكم، الذين فوجئ بعضهم باللغة الصارمة التي تحدث بها رئيس الوفد أد غبريال وعدد من الأعضاء، محمّلين أصحاب القرار في لبنان مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع المتردية في البلد، بسبب سوء الإدارة وتفشي الفساد في أوساط المنظومة الحاكمة. 
«أميركان تاسك فورس فور ليبانون»، تُعتبر بمثابة اللوبي اللبناني الأميركي في واشنطن، ويضم عدداً من النواب في الكونغرس وأعضاء في مجلس الشيوخ، إلى مجموعة من رجال الأعمال النافذين، وأكاديميين وباحثين في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية في العاصمة الأميركية، ومعظم الأعضاء من أصول لبنانية. 
المجموعة على صلة وصل دائمة مع مواقع القرار في الإدارة الأميركية، وبالتالي فإن مواقفها وطروحاتها تُعبّر عن وجهة نظر المعنيين في السياسة الخارجية الأميركية.
وما نقلوه إلى كبار المسؤولين اللبنانيين من إنتقادات وملاحظات قاسية، ليس بعيداً عن تقييم الإدارة الأميركية للأداء السيِّىء للسلطة اللبنانية الذي يُضاعف من تراكم الأزمات، ويُفاقم من عجز السلطة الحاكمة على إتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة والقادرة على إخراج لبنان من دوامة الإنهيارات المتلاحقة، وتُخفف من معاناة الشعب اللبناني. 
كلام الوفد الأميركي يؤشر على فقدان ثقة واشنطن بالمنظومة الحاكمة، وعلى تشجيع محاولات التغيير في البنية السياسية، من خلال التأكيد على إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري، لإتاحة الفرصة  لإدخال دم جديد على الجسم السياسي، وتمكين الجماعات الشابة في المجتمع المدني من المشاركة في بناء مستقبل أفضل للبنانيين. 
وحرص رئيس الوفد أد غبريال على نقل بعض أجواء الأحاديث الجدّية التي دارت مع المسؤولين اللبنانيين إلى الإعلام، من خلال تصريحات مدروسة كشفت حجم الإستياء الذي يحيط بمواقف اللوبي اللبناني الأميركي من تقاعس المسؤولين في بيروت عن القيام بالخطوات الإنقاذية اللازمة لوقف التدهور المستمر في الأوضاع المالية والمعيشية، مشدداً على ضرورة الإسراع في حسم الإجراءات الضرورية في هذه الفترة بالذات، وقبل أن يصل لبنان إلى الإنهيار الشامل حيث يُصبح الإنقاذ صعباً، بل مستحيلاً.
تُرى هل إستوعب «حكام جهنم» أبعاد ومخاطر تحذير اللوبي اللبناني الأميركي؟ 
أشك في ذلك!!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى