أبرزرأي

كلام بخاري تحول في الموقف السعودي تجاه الرئاسة

حسين زلغوط .

خاص رأي سياسي..

توحي المعطيات الموجودة على المسرح السياسي اللبناني رغم الصخب الحاصل ، بان الاشارات الاقليمية والدولية التي يتم التقاطها تشي بان رحلة الاستحقاق الرئاسي باتت على مسافة بضعة امتار من نقطة النهاية ، ويبدو ان مرحلة الانتظار لن تطول لنشاهد الدخان الابيض يتصاعد ايذاناً بانتخاب رئيس للجمهورية، وان كل ما يقال عكس ذلك ناجم عن ارتباك لدى بعض القوى السياسية التي تعاني من عدم القدرة على التقاط الصورة الحقيقية التي تعكس النتائج المتأتية عن المشاورات التي تجري في الخارج والتي تعمل على حياكة الثوب الرئاسي بإتقان.
في هذا السياق، يتوقع ان يرتفع منسوب الاهتمام العربي معطوفا على الاستعداد الفرنسي للمساعدة لانجاز الاستحقاق الرئاسي قبل وخلال انعقاد القمة العربية في التاسع عشر من الشهر الحالي في الرياض، بما يؤكد بأن لبنان غير متروك لا بل انه في صلب الاهتمام العربي وعلى وجه الخصوص اهتمام السعودية التي يصول سفيرها ويجول على القيادات السياسية والروحية بعد عودته من بلاده ، التي بقي فيها طيلة شهر رمضان المبارك بغية جوجلة الافكار وطرح المقترحات التي حملها في جعبته في محاولة لردم الهوة الموجدة بين القوى السياسية وفتح كوة في جدار الازمة من الممكن النفاذ منها باتجاه تأمين انعقاد مجلس النواب في جلسة تكون الأخيرة في ما خص انتخاب رئيس للجمهورية.
وتؤكد أوساط سياسية مواكبة لحركة الاتصالات التي تجري داخليا وخارجيا، ان الرياح الاقليمية اصبحت اكثر لطافة ، وان الموقف السعودي اصبح اكثر مرونة من مطلق ان المملكة تسعى لتبريد الملفات الساخنة على مساحة العالم العربي ، وان الانفتاح الواسع على طهران و دمشق لدليل واضح على التوجه السعودي الجديد، الذي يحصل تحت عنوان تأمين المحيط الامن لانجاز رؤية “2030”.
وتتوقف الاوساط ذاتها عند الكلام المتقدم للسفير السعودي خلال جولته على المسؤولين والذي اعلن فيه بأن المملكة ترحب بأي رئيس للجمهورية ينتخبه مجلس النواب، وهذا الكلام ان دلّ على شيء فانه يدل على ان الانعطافة السعودية قد بدأت في ما خص الاستحقاق الرئاسي بعد ان كانت في غضون الايام الماضية تضع مواصفات للرئيس العتيد لا تنطبق بالتأكيد على شخص سليمان فرنجة ، وهذا التحول من شأنه ان يعبد الطريق امام فرنجية للوصل الى القصر الرئاسي.
وفي تقدير هذه الاوساط ان عودة دمشق الى تحت العباءة العربية من شأنه ايضا ان يؤثر ايجابا على الوضع اللبناني برمته، حيث ان الكباش العربي- العربي لطالما كان احد مسببات الكثير من المشاكل في لبنان المعروف بتأثره بأي رياح تهب في محيطه، ساخنة كانت هذه الرياح أم باردة.
وتعرب عن اعتقادها بأننا سنشهد في الايام المقبلة تعديلا واضحا في مواقف بعض القوى السياسية  التي توصف بالمتشددة ، بعد ان تدرك هذه القوى بحصول تبدلات جوهرية في مزاج دول معنية بالملف اللبناني، وبأن مواقفها مهما كانت عالية السقف لن تكون قادرة على الوقوف بوجه من سيفتح ابواب القصر ويملء الشغور الرئاسي، مشيرة الى ان امام هذه القوى لا سيما القوتين المسيحيتين “القوات اللبنانية”و”التيار الوطني الحر” خيار من اثنين فاما ان يمشي احهما او كلاهما بخيار فرنجية انتخابا او اقله تأمين النصاب لجلسة الانتخاب ، او ان يتفقا على اسم اخر فيحرجا الطرف الاخر ويخرجا فرنجية من حلبة الترشح، وبما ان الخيار الثاني صعب المنال فما عليهما الا الأخذ بالخيار الاول وهذا قد يحتاج الى بعض الوقت لاقناع كل فريق جمهوره بما يتخذه من قرار، وفي حال تجاوزا الخيار الاول والثاني يبقى خيار ثالث وهو ان تمارس الدول المعنية بالملف اللبناني ضغوطا فوق العادة لانتخاب رئيس، لان اطالة امد الفراغ سيكون ثمنه مكلفا على شتى الصعد لا سيما الشأن المالي ونحنا بتنا على عتبة نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الممددة..

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى